لماذا يتألق خاكبو في مركز الجناح الأيسر تحت قيادة سلوت؟

يُعد تسجيل الأهداف في اللحظات المهمة طريقة أكيدة لكسب ثقة المدير الفني، لذلك يحظى كودي خاكبو بثقة مطلقة من المدير الفني لليفربول، أرني سلوت. لقد أظهر المهاجم الهولندي الدولي أنه قادر على هز الشباك في اللحظات المهمة هذا الموسم؛ حيث سجل 8 أهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، من بينها 4 أهداف أدركت التعادل للفريق في وقت مهم للغاية.

سجل خاكبو 16 هدفاً في جميع المسابقات هذا الموسم، بعد بدايته البطيئة التي لم يسجل خلالها في الدوري أي هدف حتى مباراة ليفربول العاشرة في المسابقة في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني). وبعد الراحة التي حصل عليها خلال المباراة التي خسرها ليفربول في كأس الاتحاد الإنجليزي بهدف دون رد أمام بليموث – لم يدخل قائمة الفريق في المباراة من الأساس – سيعود اللاعب البالغ من العمر 25 عاماً للمشاركة في التشكيلة الأساسية للريدز خلال المباريات المقبلة.

لم يكن المدير الفني السابق لليفربول، يورغن كلوب، مستقراً على الإطلاق بشأن المركز الذي يلعب به خاكبو خلال الموسم الماضي؛ حيث كان يستخدمه في المقام الأول في مركز المهاجم الصريح أو يحتفظ به على مقاعد البدلاء للدفع به وقت الحاجة. وفي بعض الأحيان، كان خاكبو يلعب على الأطراف أو حتى في خط الوسط يتحرك من منطقة جزاء فريقه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس، لكنه وجد صعوبة كبيرة في اللعب بانتظام.

تألق خاكبو بشكل كبير مع بي إس في آيندهوفن في مركز الجناح الأيسر، كما تألق مع منتخب بلاده في هذا المركز في بطولة كأس الأمم الأوروبية الصيف الماضي. بعد ذلك، أصبح سلوت يعرف تماماً كيف يريد استغلال قدرات وإمكانات اللاعب. وفي وقت سابق من هذا الموسم، قال خاكبو: «جاء المدير الفني الجديد، وتحدثت معه وأخبرني أنه يتعيّن عليّ أن أركز على اللعب في مركز الجناح الأيسر، وأن هذا هو المركز الذي سألعب به عندما أشارك بصفة أساسية أو بديلاً. أخبرني أن هناك منافسة شرسة في جميع المراكز هنا، لذا يتعيّن عليّ أن أقدم أوراق اعتمادي. لكنه أخبرني أن هذا هو المركز الذي سألعب به». وأضاف اللاعب الهولندي: «شعرت بأنني قد عدت إلى ما كنت عليه في الماضي، لأنني أشعر بأنني ألعب بشكل جيد في هذا المركز».

كانت أجنحة ليفربول هم الأكثر مساهمة في تحقيق النجاحات التي يحققها الفريق هذا الموسم، خاصة خاكبو ومحمد صلاح، اللذين يقدمان مستويات رائعة ويلعبان بانسجام تام فيما بينهما؛ حيث يتميز خاكبو بمهارة رائعة فيما يتعلق بالتحرك في الوقت المناسب للوصول إلى القائم البعيد لاستقبال الكرات العرضية من الجهة اليمنى، وقد سجل 3 أهداف من صناعة صلاح في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، من بينها هدف في مرمى مانشستر سيتي. كما قدّم خاكبو أداءً رائعاً في المباراة التي انتهت التعادل أمام فولهام بهدفين لكل فريق؛ حيث حول تمريرة عرضية رائعة من صلاح إلى داخل الشباك. وفي المقابل، صنع خاكبو هدفين لصلاح، بما في ذلك الهدف الأخير في مرمى إيبسويتش تاون. وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن جاكوب ميرفي وألكسندر إيزاك، لاعبي نيوكاسل يونايتد، هما الوحيدان اللذان تفوقا على خاكبو وصلاح فيما يتعلق بالتعاون لصناعة أهداف لبعضهما.

وفي ظل الطريقة التي يعتمد عليها سلوت، غالباً ما يتناوب عدد من اللاعبين على التحرك في مركز المهاجم الصريح. إن الاعتماد على لويس دياز أو ديوغو جوتا في مركز المهاجم الصريح – وهما لاعبان يحبان التحرك بحرية في نصف ملعب الخصم – يسمح بحدوث تحركات سلسة من لاعبي خط الوسط في المناطق الهجومية، وهو الأمر الذي يناسب خاكبو، الذي غالباً ما يتحرك بعيداً عن المراقبة في الأمام أثناء بناء الهجمة، أو عندما يتم لعب الكرات داخل منطقة الجزاء.

يتميز خاكبو بقدرته على التسديد بقدمه اليمنى في الزاوية العلوية للمرمى من مسافة بعيدة، كما يتميّز بالقدرة على التحرك بذكاء شديد في اللحظة المناسبة لتسجيل الأهداف من مسافة قريبة. وتشير الأرقام إلى أن معظم أهدافه تأتي من داخل منطقة الست ياردات. وعندما يتعلق الأمر بتمريراته الحاسمة، يمكنك أن ترى أن خاكبو لا يصل إلى خط المرمى كثيراً، لكنه يميل إلى تمرير الكرات العرضية باتجاه القائم البعيد. وعلاوة على ذلك، يتميز خاكبو بالسرعة الفائقة في الانطلاق بالكرة وهي بين قدميه، كما يمتلك المهارة التي تساعده على تجاوز مراقبيه.

ويأتي خاكبو في المركز الثاني بعد صلاح من حيث التسديد على المرمى بعد الانطلاق بالكرة، فقد سدّد اللاعب الهولندي الدولي 14 تسديدة بعد الانطلاق بالكرة، وسجل هدفين، وصنع 15 تمريرة رئيسية (بالإضافة إلى تمريرة حاسمة واحدة) من تلك المواقف. في الحقيقة، تعد هذه أرقاماً جيدة للغاية بالنسبة للاعب لم يشارك سوى في 15 مباراة بشكل أساسي في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. من المؤكد أن صلاح هو أخطر لاعبي ليفربول، لكن خاكبو، الذي يبدع في مركز الجناح الأيسر، عاقب الكثير من المنافسين في الآونة الأخيرة وأصبح يمثل متنفساً هجومياً مهماً للغاية بالنسبة للريدز.