ماذا يحدث لجسمك خلال النشوة الجنسية؟

كتب – محمد عماد

تُعد النشوة الجنسية من أكثر التجارب الجسدية والعاطفية تعقيدًا، حيث يمر الجسم بسلسلة من التغيرات الفسيولوجية والكيميائية التي تؤثر على المزاج، التوتر، وحتى وظائف القلب والدماغ.

وخلال لحظات الذروة، يختبر الإنسان اندفاعًا هائلًا للمواد الكيميائية العصبية التي تمنحه شعورًا بالمتعة والاسترخاء، لكن ماذا يحدث داخل الجسم بالتفصيل أثناء هذه اللحظات؟

ارتفاع معدل ضربات القلب والتنفس

عند اقتراب الشخص من النشوة الجنسية، ينشط الجهاز العصبي الودي، وهو المسؤول عن استجابة الجسم في حالات القتال أو الهروب؛ مما يؤدي ذلك إلى زيادة مستويات الأدرينالين والأوكسيتوسين، مما يؤدي إلى تسارع نبضات القلب وارتفاع معدل التنفس، وفقًأ لـ”ديلي ميل” البريطانية.

وفي ذروة الإثارة، يصل معدل ضربات القلب إلى ذروته، ثم يعود بسرعة إلى مستواه الطبيعي بعد انتهاء النشوة الجنسية، وهي استجابة مشابهة لما يحدث أثناء ممارسة التمارين الرياضية المكثفة.

إطلاق هرمونات السعادة في الدماغ

يُعد الدماغ المستفيد الأكبر من النشوة الجنسية، حيث يشهد تدفقًا هائلًا من الهرمونات التي تعزز الشعور بالسعادة وتخفف الألم، وتشمل هذه المواد الكيميائية:

الدوبامين: يُعرف بهرمون المتعة والمكافأة، حيث يعزز الشعور بالرضا ويحفز الرغبة في تكرار التجربة.

الإندورفين: يعمل كمسكن طبيعي للألم، ويخلق إحساسًا بالنشوة والراحة العميقة.

الأوكسيتوسين: يُطلق عليه “هرمون الحب”، إذ يعزز الترابط العاطفي بين الشريكين ويقوي الشعور بالثقة والحميمية.

هذه التغيرات الكيميائية تُفسر الشعور بالاسترخاء والسعادة بعد النشوة الجنسية، كما أنها تُقلل مستويات هرمون التوتر “الكورتيزول”، مما يساعد على تحسين الحالة المزاجية وتقليل القلق.

تقلص العضلات واستجابة الجسم الفسيولوجية

لا تقتصر النشوة الجنسية على التغيرات الدماغية فقط، بل تشمل أيضًا استجابة جسدية مميزة، حيث تتفاعل العضلات بشكل لاإرادي أثناء هذه اللحظة.

عند النساء، تتقلص عضلات المهبل والرحم في نمط إيقاعي، مما يزيد من الإحساس بالمتعة. كما قد تنقبض عضلات الحوض وأسفل الظهر، وتتجعد أصابع القدمين نتيجة التوتر العضلي.

أما عند الرجال، فتؤدي النشوة الجنسية إلى انقباضات عضلية في منطقة الحوض، مما يساعد على دفع السائل المنوي عبر مجرى البول، كما تنقبض العضلة العاصرة الشرجية والمستقيم، مما يعزز الشعور بالتحرر والإفراج.

لماذا تُسمى النشوة الجنسية بـ”الموت الصغير”؟

غالبًا ما يُشار إلى النشوة الجنسية بمصطلح “الموت الصغير”، وهو وصف يعكس الفقدان اللحظي للسيطرة والوعي أثناء التجربة، إذ يشعر البعض بإحساس عميق من الاسترخاء بعد النشوة الجنسية، وكأن الجسم يمر بحالة من الهدوء التام، يليها إحساس مؤقت بالتعب أو النعاس.

فوائد النشوة الجنسية على الصحة العامة

إلى جانب الشعور الفوري بالمتعة، فإن للنشوة الجنسية فوائد صحية عديدة، منها:

تقليل التوتر والقلق بفضل انخفاض مستويات الكورتيزول وزيادة إفراز الإندورفين.

تحسين جودة النوم بسبب التأثير المهدئ للهرمونات العصبية بعد النشوة.

تعزيز صحة القلب حيث تساهم في تحسين تدفق الدم وتقليل مخاطر أمراض القلب.

تقوية الجهاز المناعي نتيجة انخفاض التوتر وزيادة مستويات الأوكسيتوسين.

تحسين المزاج والترابط العاطفي، مما يساهم في استقرار العلاقات العاطفية.