رواية حمايا العزيز الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم بسمله عماره

الفصل الرابع و الثلاثون

ابتعد عنها ليخلع لها تلك اللعنة لم تكاد تتنفس حتى دفعها على ذلك الفراش الذي كان يفترشه منذ قليل لينهل من تلك الشفاه و ذلك اللسان الذي لا تستطيع صاحبته التحكم به

ما ان ابتعد عنها ناظراً إلى وجهها المحمر لتردف و هي تلف ذراعيها حوله لتقربه منها مرة أخرى هامسه بمشاعر ثائرة” علمني يا سيف علمني الي بتحبه فهمني كل حاجة حبيبي بيحبها او عايزني اعملهاله و أحنا مع بعض عايزة ابادلك كل لحظة حب “

اقترب منها مرة اخرى كالمسحور لكن مسحور اشتاق لساحرته و بشدة

ابتعد عنها بعد فترة و هو يتنفس بقوة لم يكن حالها أفضل منه نظر لها من طرف عينيه ليرى هيئتها المشعثة من هجومه عليها و شفتيها المنتفخة بشدة سحبها بين ذراعيه لترفع رأسها له ناظره في عينيه

تحمحمت بخجل متذكرة ما حدث معهم و تصرفاتها التي من وجه نظرها كانت جريئة تساءل بقلق ” أنتِ كويسة “

اومأت ليخرج صوتها مبحوح ” اه كويسة “

تنهد بقوة ثم تحدث بخفوت ” بصي يا خديجة مش معنى الي حصل بينا ده أن كل حاجة اتحلت لا لسه يا حبيبتي العلاقة بين الزوجين مش كل الحياة حياتنا كلها مش في السرير في حاجات تانية عايزين نصلحها مش ده بس و أنا شايفك بتحاولي”

لتقاطعه ب اندفاع ” اه و الله بحاول و أكبر دليل على كدة الي حصل النهاردة “

اوقفها ” عارف يا خديجة و لو أحتاجتي مساعدتي في حاجة كلام او طباع معينة او تصرفات اي حاجة عايزة تسألي عنها عمري ما هقولك لا “

حركة رأسها إيجابه و هي تلف يدها حوله لتقترب منه اكثر مستمتعة بهذا الدفء

صمتت قليلا لتتساءل ” لسه بتحبني صح”

نظر لها ليجيب بهدوء “لو لأ مكنتش صبرت خمس سنين يا خديجة”

تنهدت لتتحدث بخفوت ” حبيبي ممكن نقوم نجرب الچاكوزي الي جوه ده “

نظر لها بشك ” تجربة من أنهي نوع “

ضيقت عينيها و صمتت لحظات لتفكر في مقصده من هذا صم توسعت عينيها و ابتلعت بصعوبة ” لا و الله انا قصدي نجربه عادي علشان انا بجد جسمي محتاج يسترخي مش أكتر “

قرص وجنتها قائلا ” و فيها ايه يعني أما يكون حاجة تانية ولا هي عيب ولا حرام “

تحمحمت بخجل و هي تحاول سحب روبها الساقط على الأرض منعتها يده قائلا بوقاحة ” ملوش لازمة هما خطوتين و هيتقلع “

في الناحية كانوا يتناولان المقرمشات مع مشاهدة هذا الفيلم الذي كانت نهايته مأساوية

شهقة الأخرى ب بكاء لينتفض مراد بفزع ” في ايه بس يا حبيبتي “

وضعت يدها حول رقبته و كأنها على وشك خنقه ” انت كنت بتعاملني كدة ليه “

نظر لها و كأنها ب رأسين ” امتى بالظبط “

لتردف بتهكم غاضب ” يا راجل ده انت حتى كتب كتابي خليتني أحدده غصب”

نظرة له بغضب و هي تعود ب ذكرياتها

شعرة بيده تشد على خصلات شعرها لتشهق ب ألم ” آه مراد أنت أتجننت نزل ايدك “

لكنه كان غاضب ب أعين حمراء كالدم ” اه اتجننت قلت ألف مرة خروج مع صحابك الصيع دول مفيش لكن ازاي تسمعي كلامي ازاي مينفعش تسمعي كلامي صح و ايه القرف الي أنتِ لابساه ده عمي ازاي سابك تخرجي بالشكل ده “

قبضة يده على شعرها ألمتها لذلك امتدت يدها لتلامس يده هناك ” نزل ايدك أنت بتوجعني يا مراد “

اول مرة تتلامس أيديهم بتلك الطريقة تابع بتهديد ” هدخل أحدد ميعاد كتب الكتاب مع عمي الميعاد الي أقول عليه تقولي حاضر”

التمعت عينيها بتحدي ” ليه ان شاء الله لا طبعا احنا مكملناش ست شهور خطوبة و كمان بالمنظر ده كل يوم خناقة شكل “

اشتدت يده المغروسة في فروة شعرها ” هنقول حاضر يا روحي ماشي أحسنلك تقولي حاضر بعد كتب الكتاب لينا قعدة سوى علشان نتكلم براحتنا “

عادت من شرودها و هي شبه فوقه لتتفاجأه به يحتضن خصرها قائلا بمكر ” بس ايه رأيك في الي عملته بعد كتب الكتاب “

حاولت فك يده من حولها ” عادي طول عمرك قليل الأدب “

قبل ان يفعل شيء صدح بكاء الصغير لعن تحت أنفاسه و هو يحررها من يده التي تقبض عليها

تحركت للصغير في الغرفة الصغيرة الملحقة بالجناح لتحمله سريعا قبل ان ييقظ توءمته و عادة له مرة أخرى

هدهدة الصغير” ايه يا روحي جعان ولا ايه يا قلب مامي “

تمددت بجانب زوجها لتضع رأسها على صدره و أخرجت صدرها للصغير الذي بدأ في الرضاعة راقبه مراد بحنو ” أنت جعان و لا بتدلع يا يزن تجاهله الصغير و هو ينظر إلى والدته شوفي الواد ابن أمه ارضع يا اخويا أرضع “

ضحكة بخفة و هي تريح رأسها على صدره ” ما انت كمان دلوع و روح قلب مامته يا مارو “

في صباح اليوم التالي اجتمع الجميع حول مائدة الطعام التي كان ينقصها بسمله

نظر سيف ل شقيقه بعدم فهم ” هي فين مراتك يا عم انت مش هتفطر ولا ايه “

أجابه الآخر و هو يضع الطعام أمام طفليه ” منامتش طول الليل بسبب يزن و اول أما بدأ ينام صحيت زينة و دلوقتي هي نايمة معاهم و معتقدش انها هتصحى دلوقتي “

هنا تحدث التوءم ” احنا كمان عايزين ننام جنب مامي يا بابي “

ليردف مراد ب تحذير ” سيبوها نايمة علشان هي تعبانة النهاردة بليل ابقوا ناموا جنبها و بعدين ده احنا النهاردة هننزل البحر كلنا سوى “

صفق الصغار بحماس و بالفعل أنتهوا من الإفطار ليتجهز الجميع للسباحة في البحر

قضوا النهار في اللهو و خديجة التي شاركتهم بضع ساعات قبل ان تنسحب إلى الداخل

صعدت لأخذ حمامها و التخلص من المياه المالحة و هي عازمة على فعل شيء

بينما في الأسفل اقترب مراد من سيف قائلا ” طمني عملت ايه امبارح وشك منور “

رفع كتفيه ” و الله هو كان الموضوع متطور شوية بس احنا لسه في الاول مش عايز أتعشم في حاجة و متحصلش “

وضع ذراعه على كتفه و هو يضمه له ” هيحصل كل حاجة حلوة يا سوفا متقلقش و بعدين لو منفعتش عندي ليك عروسة حلوة” و غمز له بعبث

ضحك الآخر بقوة ” لا يا عم الي يجرب الجواز مره يفكر ألف مره قبل ما يجرب تاني بس لو حلوة أفكر “

في الأعلى انتهت من حمامها و ارتدت ملابسها ثم اتجهت إلى هذا الجناح الذي تتواجد به صديقتها

وجدتها تتململ بعدم راحة خاصة مع هذا الصغير الذي استيقظ و بدأ بالعبث في وجهها بمرح و هو ‏يؤرجح ساقيه فتحت الأخرى عينيها ب انزعاج واضح لتردف و هي على وشك البكاء ” ايه يا حبيبي ما تنام شوية يا يزن حرام عليك “

اعتدلت من على الفراش لتصرخ بفزع ما ان رأتها أمامها ” في ايه يا خديجة “

استندت على الحائط لتبادر في الحديث ” محتاجة أتكلم معاكي ضروري “

اعادة خصلات شعرها إلى الخلف ” اتفضلي أنا سمعاكي”

نظرة لها قبل ان تحمحم بخفوت ” أنا آسفه عارفة ان اعتذاري مش كفاية عن الكلام الي قلته ليكي بس فعلا كان غصباً عني أنتِ أكتر واحدة عارفاني و عارفة انا قد ايه دبش و مبعرفش أمسك لساني”

لتجيبها ” بس ده الي كنتِ عايزة تقوليه من زمان بس كنتِ ماسكة لسانك سيبتي كل المشاكل الي كانت بتحصلي و بصيتي من بره بس تابعت بقهرة أنتِ تعرفي ايه الي حصلي بعد ما حملت تاني غصب من غير ما أكون عارفة أني ممكن أحمل أصلا عارفة أنا اتعرضت ل ايه لا متعرفيش كل الي تعرفيه أننا اتصالحنا طيب ايه ألي حصل قبل الصلح مفكرتيش في ده “

تساءلت خديجة بصدمة ” حملتي غصب ازاي يعني لا طبعا “

ضحكة بسخرية ” مش قلتلك متعرفيش حاجة “

اقتربت منها ” أنا فعلا غبية أنتِ عمرك ما قصرتي في حاجة معايا يمكن ساعتها كنت شايفه كل حاجة بتتهد قدامي و أنتِ صمتت قليلا لترتب حديثها و لم تجد ما يمكن قوله صدقا مش عارفة كنت بفكر في ايه و أنا بقولك كدة “

القت نظرها على طفلها و بجانبه توءمته النائمة بسلام ” أنتِ عايزة ايه مني يا خديجة بصي مهما حاولت أني أسامح عمرنا ما هنرجع زي الأول أنا بنت عم جوزك و سلفتك غير كدة كل ما هتقفي قدامي هفتكر كل كلمة قلتيها “

عبست ناظرة لها ” أنتِ عندك حق ممكن أسألك سؤال اومأت لها لتتابع هو أنتِ مبتحسيش من كتر ما مراد عايزك أنها شهوة مش قصدي على مراد بس انا بسأل عن الرجالة عمتاً “

رفعت حاجبها قبل ان تجيبها بهدوء ” لو شهوة مكنش اكتفى بيا أنا كان خاني مثلا او اتجوز عليا لان الشهوة مبتبقاش متجه نحو ست واحدة بس و الجواز مش بس علاقة يا خديجة ده مودة و رحمة و حب و أطفال و مسؤولية مفيش احلى ان الست تحس انها مالية عين جوزها و على طول حلوة في عينيه و عايزها في حضنه”

لتتابع خديجة و قد فهمت ” مكنش صبر شهور من غير ما يحصل حاجة بينا بسبب حمل او غيره “

وافقتها الأخرى ” بالظبط اديكي قولتيها “

في الأسفل جاع الجميع و اتفقوا على تناول البيتزا قبل ان يكملوا لهو

التهم سيف قطعة البيتزا بتلذذ ” و الله الواحد فعلا كان محتاج الاجازة دي يا بابا تسلم دماغك “

ليتحدث والده بنبرة ذات معنى ” على الله انت بس تستغلها صح يا ابن فريدة “

هنا نظرة له الصغيرة قائلة بعد فهم ” نعم “

ضحك سيف بخفة و هو يقبل وجنتها بحنو ” مش انتِ يا فري دي مامتي أنا “

ابتسم مراد بخفوت ” الله يرحمها كان نفسي تكون معانا و تشوف أحفادها حواليها “

تحدث عز الدين بمرح ليخرجه من ذكرياته ” الله يرحمها هي في الجنة يا حبيبي “

نظر سيف لوالده ليتحدث بجدية ” مبتفكرش تتجوز يا بابا “

نظر له عز الدين ليتأكد انه لا يمزح ” ولا في ست تملى عيني بعد فريدة يا سيف “

عانقه بحنو ” ربنا يديمك في حياتنا يا بابا ” قبل عز وجنته بحنو

قضوا بقية اليوم في سعادة و مرح وسط الأطفال و كذلك أنقضت بقية الأيام و تعاملوا الصديقتان ك سلائف فقط لنرى كيف سيعود الأمر معهم أم حقا لا يوجد سبيل ل رجوعه

عادوا إلى القاهرة في نهاية الأسبوع و بدأت الدراسة و قد مر أسبوع بالفعل

في المساء في جناح سيف و خديجة

نظرة لنفسها و هي ترتدي تلك الملابس التي أقل ما يقال عنها فاضحة

قميص قصير من اللون الأحمر الناري الليلة الخميس تحجج و ابتعد عنها منذ عودتهم إلى منزلهم كأنه يخبرها انه لن يفرض نفسه عليها

او كما هي اختارت الابتعاد عنه يجب عليها أن تعود له كذلك بنفسها هي فقط التي سوف تبادر بهذا

راقية هذا القميص الذي يصل إلى فوق فخذيها و جزءه العلوي عبارة عن خيوط تلتف حول صدرها ببراعة جعلته مثير اكثر من اللازم

راقبة ذلك العشاء الذي صنعته ل أجله لكن لما تأخر هكذا لقد ذهب مع ضرتها ابنتها الصغيرة لأنها تريده ان يحتضنها حتى تذهب إلى النوم

تحركت بقلق إلى غرفة طفلتها لتشهق بعدم تصديق و هي ترى فريدة هي من تربت على كتفه بحنو و هو نائم

شهقة ب استنكار ” نيمتيلي جوزي يا فريدة ضربتيلي الليلة “

ضيقت عينيها لتردف و هي تخرج لسانها ” بيحبني أكتر منك يا مامتي و نام في حضني و أنتِ لا “

عبست الأخرى و هي تقترب منه لتنكزه في كتفه بقوة قليلا مع نداء اسمه تأوه و هو يحرك رأسه على الوسادة دون النظر لها ” ايه ده في ايه مالك يا خديجة “

اجابته بهدوء و هي تخرج من الغرفة حتى لا يرى مظهرها “اتصرف مع ام أربعة و أربعين دي و تعالى اوضتنا علشان عايزة أتكلم معاك أبقى نام تاني يا أبن عز الدين “

خرجت ليرفع جسده ناظرا إلى ابنته هبط مقبلاً وجنتها بخفه ” أنتِ منمتيش ليه يا فري “

رمشة الصغيرة ببراءة و هي تقبل وجنته بخفه ” كنت بنيمك يا بابي”

عانقها بحنو و هو يقص لها أحدى الحكايات حتى غفت بين ذراعيه مددها على فراشها بهدوء و يقف خارجا ليرى تلك المجنونة

دخل جناحهم ليقف بصدمة و هو يراقب الأجواء حوله بداية من تلك الورود المتناثرة هنا و هناك ثم تلك الفتاة زوجته هي لكن تغيرت قليلا حسنا كثيرا هو غير متأكد من ذلك

راقب ما ترتديه و هو يتفحصها من أعلاها ل أسفلها تحمحم بثبات قبل ان يتساءل بخفه ” خير يا خديجة عايزاني في ايه “

رمشة و هي تراقب الأجواء حولها التي توضح للغاية فيما تريده هي اقتربت منه لتضربه على صدره بغيظ ” يعني كل ده مش واضح انا عايزاك في ايه وضعت كفها على صدره و تحديداً قلبه هو ده حجر و مبيدقش ولا ايه لا ما هو بيدق و بسرعه اهو كمان اومال في ايه بقى “

اصطنع الغباء ” بردوا مفهمتش عايزة ايه “

تنهدت بقوة لتقبل وجنته بخفة هامسه ” بحبك قبلة الأخرى كذلك حقك عليا أسفه لو في يوم زعلتك بس و الله بيبقى من غير قصدي و غصبا عني “

نظر في عينيها التي كانت لامعة بحبه هو فقط ليسحبها له ثم لف ذراعه حول خصرها ” أنتِ بتبوسي ابن اختك يا بنت عم محمد “

ضحكة بخفه و هي تقبل شفتيه ” حلوة كدة “

حرك رأسه موافقاً لترتفع صوت ضحكتها ” طب ايه ده انا عملالك الأكل ب أيديا “

تحرك معها لتلك المائدة المرصوص عليها أشهى الأكلات و جلسوا لتبدأ هي في وضع أمامه الطعام ب اهتمام

بدأوا في تناول الطعام بصمت حتى قاطعته خديجة ب سؤالها ” سيف انت زعلان من بابا “

نفى ب رأسه سريعا ” لا يا روحي مين قال كدة هو بس كان محتاج يفوق و يعرف غلطه و ان تربيته ليكي غلط و اتمنى يكون دلوقتي فهم “

تابعت ” أنت دلوقتي مبسوط “

سحب يدها ليقبلها بخفه ” حبيبتي قدامي و بدأت تفهم ازاي تعبر عن حبها من غير كسوف او توتر يارب هي بس تثبت على كدة مش يومين و تقلب”

نفت ب رأسها سريعا ” حرمت و الله خلاص توبة يا حبيبي “

غمز لها بمكر ” توبة توبة يعني طب ممكن قبل ما تتوبي ترقصيلي بالبتاع الي أنتِ مش لابساه ده “

ضحكة بقوة قبل ان تقف من مقعدها ” بس كدة عينيا يا حبيبي “

دخلت إلى المرحاض لتتخلص من رائحة الطعام و خرجت لتتناول هذا الشال ثم ربطته على خصرها لتتمايل ببراعة بعد ان أشعلت تلك الموسيقى

أراح ظهره على تلك ‏الأريكة وعينيه تلمع بشغف و خياله يعمل في جعله يتخيل أشياء لا تمت ل الاحترام ب صله

في صباح اليوم التالي يوم الجمعة

من عادة عز الدين ان يجتمع بالجميع في ذلك اليوم و بما انه يبقى في منزل مراد إذن سيتجمع الجميع هناك كذلك

في ذلك الجناح راقبة بسمله زوجها النائم ب أعين حزينة لا تعلم لما يبتعد عنها هل فعلت شيء أزعجه هبطت لتقبل شفتيه بخفه هامسه ب اسمه ” مراد مراد أصحى يا حبيبي “

تململ ب انزعاج ” في ايه يا حبيبتي ثم فتح عينيه سريعا أوعي تكون الجمعة أذنت “

نفت بهدوء و هي تضم نفسها له ” لا لسه بدري يا حبيبي الساعة مجتش تمانية الصبح متقلقش”

زفر بقوة ” أنتِ بتستهبلي حد يصحي حد بدري كدة “

عبست و هي على وشك البكاء ” انت نايم من بدري قوم اقعد معايا شوية ولا أنا مبقتش اعجب و قعدتي مملة “

اعتدل على الفراش ليجلس نصف جلسه و هو يسحبها له ” مالك بس يا روحي مين الي زعلك “

همسة له بخفوت ” أنت الي مزعلني و بعيد عني بقالك كتير هو أنا عملت حاجة زعلتك “

نفى سريعا ليتهرب من عيناها ” لا يا روحي بس أنا شايفك قد ايه تعبانة مع الولاد سواء الكبار في المذاكرة او زن الصغيرين ف مردتش اتقل عليكي أنا كمان “

نظرة له بشك ” طيب و في الساحل مكنش فيه دراسه بدأت ولا حاجة “

تمدد على الفراش و هي بين ذراعيه ” بس بردوا يزن و زينة مكنوش بيسيبوا حبيبتي تنام “

ذهبت للنوم بين ذراعيه و فعل هو المثل وهو يضبط المنبه على موعد الصلاة

بعد عدة ساعات اجتمع الجميع في منزلهم سيف و خديجة و أطفالهم و سيف الدين و نجلاء زوجته و شقيقتها نسمه

ليتحدث عز الدين ” استنوا يا جماعة محمد و زينب زمنهم على وصول “

تبادل الشباب نظرات متوترة نظر سيف لزوجته بتوتر ليقاطعه والده ” في ايه ما هو الطبيعي انهم يكونوا موجودين “

تنهد الجميع و ذهبت بسمله لتفتح الباب الذي رن جرسه معلناً عن قدومهم

ما ان فتحت حتى استقبلتها زينب بعناق أم ل أبنتها ” هو الي بتخلف بتحلو اوي كدة “

ابتسمت لها الأخرى لتقبل وجنتها ” عيونك الحلوة يا زوزو ثم نظرة إلى محمد لتتابع بترحيب نورت يا عمي أتفضلوا احنا مستنينكم على الفطار “

جلس الجميع ليسحب سيف الدين ابنته بجانبه و كالعادة جلست بين والدها و زوجها و نفس الشيء كانت خديجة

كان الأمر يختلف قليلا حيث ان تحدث سيف الدين ب استفزاز لمراد ” بفكر اخدك يا حبيبتي أنتِ و زينة تقعدي معايا شوية و سيبيه هو مع الولاد “

غص مراد بالطعام لتخبط زوجته على ضهره و كذلك والده الذي ناوله كوب مياه ” ايه يا عمي تاني ما كفاية بقى اقولك على حاجة خد أحفادك و سيبلي مراتي لكن تاخد الاتنين الي حيلتي و تسيبلي تلات شياطين “

ليجيبه بمكر ” ما ده المطلوب انا هاخد الملايكة و اسيبلك الشياطين يعملوا فيك ما بدالهم و بعدين انا عايز اريح بنتي “

ليهمس بخضوع ” براحتك يا عمي بس قبل كدة وريني هتعمل ايه مع الشياطين و أبوهم بص بيبصولك ازاي و الصغير ما هيصدق يلاقي وش يلعب فيه “

نظر سيف الدين لعز و زين اللذان كان ينظرون له بغيظ ليعيد نظره ل مراد ” شايف بيبصولي ازاي دول ولا كأنهم عايزين يضربوني “

رفع الآخر كتفيه و هو يتناول طعامه بهدوء ” طبيعي جدا مش عايز تاخد منهم مامتهم “

انتهوا من تناول الطعام ليذهب البعض إلى الغرفة المعيشة و البعض الآخر إلى الحديقة

همس محمد لسيف ” البت دي اعتدلت ولا لسه مزعلاك “

نظر له سيف قليلا كأنه يتأكد من هويته ” اه يا عمي الحمدلله احنا كويسين و زي الفل “

ربت على كتفه بحنو ” يارب دايما يا حبيبي مش عايزك تزعل مني يا سيف انت عندك بنت و بكره تجرب الي كنت فيه “

اوميء له ب ابتسامه قبل ان يردف ” المهم انك عرفت عليك يا عمي و تابع بمرح و بعدين انا متعود على عم محمد الي مطلع عيني “

اجابه بصدق ” مفيش احسن من خلفة البنات يا سيف ربنا يرزقك بالتالت و الرابع كمان “

رفع يده ” يارب يا عمي و يهديلي بنتك قول أمين يا راجل”

تجمع الجميع في غرفك المعيشة أمام هذا العرض المسرحي الكوميدي و الأطفال في الحديقة بالخارج

فجأة في منتصف ذلك انتحبت بسمله باكية قبل ان تبتعد عن كتف زوجها الذي كانت تستند عليه ” أنت مبقتش تحبني “

نظر لها بفم مفتوح ” ليه بس يا حبيبتي طيب بتعيطي ليه هي ناقصة جنان “

تابعهم الجميع بعدم فهم بينما هي أردفت ” لو مبقتش عاجبه الباشا يطلقني و يشوف واحدة غيري “

تحدث بحدة ” طلاق ايه و زفت ايه انا عملت ايه دلوقتي “

ازداد نحيبها ” كمان بتزعقلي شايف يا بابا ” تحركت من أمامه بينما هو مازال لم يستوعب ماذا حدث لكل ذلك عانقها والدها بحنو و هو يبتعد عنهم قليلا

تحدث عز الدين ” سيبها تهدى يا مراد أنت عملتلها ايه “نظر له قبل ان يرفع كتفيه بعدم فهم

سرح مراد قليلا قبل ان يردف سريعا ” أنا مراتي حامل “

شهق المعظم ليتحدث عز الدين و سيف في الوقت ذاته ” نعم انت مش قلت انه لا “

رفع كتفيه ” عادي يعني ما و هي حامل في زينة و يزن جتلها مش شرط “

همس له عز الدين ” متجبش السيرة دي قدام مراتك و لو فعلا زي ما انت بتقول هيظهر عليها “حرك رأسه موافقاً يعلم انها ستنهار بالتأكيد خاصة إذا كانت شكوكه صحيحة هو يشك بذلك منذ أسبوعين و يكذب نفسه

دقائق و عادت لتجلس مرة أخرى نظر لها قبل ان يقف متجها للخارج ليأتي بشيء ما

اقترب منها سيف متسائلاً ” مالك يا بت هو عملك ايه “

لتجيبه بحدة ” أنت مش شايف بيكلمني ازاي “

رمش بعدم فهم ” بيكلمك ازاي يعني ما الراجل زي الفل اهو “

تحمحمت خديجة ” معلش يا بيسو تلاقيه مكنش يقصد “

بدل سيف نظرته بينهم ” لا أنتوا مجانين رسمي يقصد ايه ده مفتحش بقه “

صمت الجميع حتى عاد مراد بعد عدة دقائق و جلس بجانبها بشرود عابس استغلت انشغالهم بمشاهدة التلفاز ثم اقتربت منه بخفه مقبلة وجنته ثم رقبته هامسة ” أنا أسفه يا حبيبي مش عارفة مالي و الله بس مخنوقة شوية حقك عليا “

نظره لها من طرف عينيه لتقبله مرة أخرى و هي تنظر له بنظرة الجرو تلك ليعانق كتفها ” خلاص مش زعلان اهدي أنتِ بس “

نغز سيف خديجة ” بصي اتصالحوا في ثانية ازاي”

نظرة له لتتساءل ” أنت مش عايز بيبي تالت يا سيف “

أجابها فورا ” طبعا عايز و نفسي كمان بس مش عايز اضغط عليكي لو حاسة انك مستعدة بطلي المانع الي بتاخديه و تيجي زي ما تيجي “

اومأت له و هي تريح رأسها على كتفه و ترتسم على شفتيها ابتسامة رائعة