رواية ضمير ميت الفصل السادس 6 بقلم دنيا آل شملول
مقال مقترح استمتع بالمباريات بجودة مثالية.. اضبط تردد قناة SSC الرياضية السعودية على نايل سات وعرب سات الآن
ضمير ميت
الحلقة السادسة :
دلف لجراچ الڤيلا بسيارته فلمح سيارة عمرو .. خرج بهدوء ووصل للحديقة ليجده يستعد للذهاب .
فراس :
إزيك ياعمرو ؟
عمرو بابتسامة :
ماشي الحال الحمد لله .. وانت إيه أخبار الدنيا معاك؟
فراس :
ماشيه .
غرام مقاطعة :
إيه هو ده .. حيطه أنا مثلاً يعني .
فراس بمزاح :
لا يا روحي إزاز شفاف .
غرام :
بقا كده .. طب تعالي .
أخذت تركض خلفه ويضحكان بمرح .. فابتسم عمرو على طفوليتها التي تحتفظ بها وابتسم لفراس الذي يجعلها في أفضل حالاتها بوجوده .
توقف فراس ثم حملها وألقاها على كتفه وأمسكها بذراع واحدة فأخذت تلوح في الهواء بقدمها وهي تضحك حتى وصل فراس لعمرو وهو يحملها ونظر له بابتسامة بادله عمرو إياها ثم استأذن للذهاب وغادر .
غرام بعد أن أنزلها فراس :
فراس .
فراس :
هممم
غرام :
إنت كويس حبيبي؟
نظر لها بابتسامة حانية فهي أكثر شخص يشعر به حتى وإن كان يضحك .. تعلم جيداً متى تكون ضحكته صافية نابعة من قلبه ومتى تكون مجاملة لموقف ما .. تشعر به وهذا كافٍ لأن تكون هي الروح بالنسبة إليه .
أفاقته قرصتها لوجنته من شروده :
شكلك بتحب يا نصه .
نظر لها فراس شزراً :
أحب إيه يابنتي .. انتي عبيطة !
غرام وهي تلاعب حاجبيها :
سرحانك ده أسميه إيه ها .. يلا اعترف .
فراس :
بس ياماما اسكتي ياحبيبتي بس .
غرام :
لا مش هبس .. يلا اعترف .. مالك بقا ها .
فراس بتنهيدة :
تعب شغل ياحبيبتي مش أكتر .
غرام بعدم اقتناع :
شوف .. أنا هسكت أهو وهقفل بوقي وكأني مصدقاك .. بس طبعا ده ميعنيش أبداً إني مصدقه حجتك الفارغة دي .. فبالتالي أنا هسكت وهستناك لحد ما تيجي وتقولي إيه اللي بيحصل معاك .
قبلها فراس على جبينها قبلة طويلة أشعرتها بمدى ضخامة الأثقال التي يحملها فوق كتفيه .. لكنها لن تضغط عليه الآن .. فهو حينما يشعر بأنه يود الحديث لن يكون هناك سواها .. فهي بنك أسراره وحاملة همومه والأذن المصغية خاصته والقلب الدافئ بالنسبة إليه .
فراس :
يلا هروح المستشفي أنا .. في كام تقرير كده لازم أخلصه عشان ناوي على أجازه .
غرام :
أجازه ؟.. طب ليه ؟!
فراس :
عشان أتفرغ لحبيبة قلبي ونخرج سوا ونجيب كل حاجة نقصاها .
ابتسمت غرام بحب ثم قبلت وجنته قبل ذهابه .
تنهدت بعمق وهي تنظر في أثره :
ربنا يحميلي قلبك ويكفيك شر كل من أرادلك السوء ويكرمك باللي تملي قلبك وحياتك ياقلب أختك إنت .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
كان يُراجع بعض الأوراق أمامه لينتهي سريعًا كي يبتعد قليلاً عن الشركة ضامنًا ألا يهاتفه والده ويعنفه بسبب تركه لأعمال متراكمة خلفه .. فهو يريد أن يتفرغ قليلا للبحث عن دالين ومعرفة ما أصابها .. وكذلك يريد أن يعرف طبيعة علاقة والده بزوجة عمه سمر .. فهو إلى الآن يحاول إقناع نفسه بأن ماسمعه ليس حقيقي .. وأنهما ربما صديقان مقربان لا أكثر .
طرقات يكره صاحبتها كثيراً أتته قبل أن تفتح شيرين الباب وتدلف بغنجها المعتاد ودلالها الزائد عن حده .
عاصم ببرود :
خير؟
شيرين بضيق :
إيه خير دي ؟
رفع عاصم ناظريه عن الأوراق أمامه وهو ينظر لها بضيق :
نعم يا أنسه شيرين اتفضلي حضرتك عايزه إيه ؟
شيرين بعدم رضا :
اتفضل دي أوراق المشروع الجديد .. مراد بيه قال حضرتك هتمسكه عشان هو مسافر .
عاصم :
سيبي الملف وأنا رايحله .
شيرين :
أوك .. اا .. كنت عايزه أقولك مبروك .
عاصم ببرود :
متشكر .
شيرين :
بس .. ليه كتبت كتاب بسرعه كده؟
عاصم بنفاذ صبر :
مين قال إنه بسرعه ؟ .. بالعكس ده متأخر أوي .
شيرين :
متأخر !!
عاصم :
أيوه متأخر .. لإن أنا وفاتن بنحب بعض من وإحنا صغيرين أوي .. بس أهو بقى .. تم في نهاية المطاف وبقت مراتي .. فيه أسأله تانيه ؟
شيرين :
لا .. بعد إذنك .
خرجت من المكتب وهي تتوعد لعاصم ولفاتن كذلك .
ابتسمت حينما تذكرت خبر اختطاف دالين الربيعي .. لقد كانت تنوي الإنتقام منها ومن سخريتها بها ولكن ها هو آتاها الانتقام دون ان تكلف نفسها عناءً .. الآن سترى ماذا ستفعل لتفرق بين عصفوري الحب عاصم وفاتن .
ابتسمت بخبث ثم غادرت المكان .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
وصل الثلاثة للمستشفي ودلف لؤي أولاً وطلب تفريغ الكاميرات مجددًا .. وبينما يقوم العمال بفك الكاميرات وصل عمرو الذي نظر للؤي بتساؤل ..
لؤي :
تعالى ياعمرو .. دي آنسه شدا وده حازم .. صحفيين .. وأصدقاء مقربين لدالين اللي شغالين على قضية اختطافها .
عمرو بهدوء :
أهلا وسهلا .. بس مش فاهم ليه بتفرغ الكاميرات تاني؟
نظر لؤي لشدا التي أجابت هي بدلاً منه :
أنا طلبت كده ياسيادة العميد .. دالين صحبتي .. واحتمال نقدر نوصل لأي حاجة بسرعة لو اتعاونا مع بعض .
عمرو :
نتعاون مفيش مشكلة .. بس بردو ده إيه علاقته بالكاميرات ؟
نظرت له شدا بعدم فهم :
وانت إيه مضايق حضرتك أوي كده .. أنا صحفيه وليا نظره معينه في الامور دي زي ما حضرتك ليك نظره بردو .. يمكن نقدر نكمل بعض .
عمرو بضيق :
ده إسمه تضييع وقت .
شدا بحده :
والله حضرتك تقدر تتفضل ومتضيعش وقتك الثمين .
عمرو بعصبيه :
ما تتكلمي بأسلوب كويس يا آنسه انتي .
شدا ببرود :
شدا .. إسمي شدا يافندم .
عمرو بضيق :
حصلنا الشرف والله .
وتحدث بصوت خفيض :
أقصد القرف .
لم يسمعه سوى لؤي الذي لم يستطع أن يكتم ضحكته فانفجر ضاحكًا مما أثار حنق شدا .
شدا بضيق :
إيه المضحك دلوقتي ؟!
لؤي :
هو حرام الواحد يضحك … خليكي في حالك .
قاطعهم العامل قبل أن ترد شدا على لؤي :
الكاميرات جاهزه يافندم .
تقدم لؤي وعمرو وشدا وحازم تجاه الجهاز .. وأخذوا ينظرون للشاشة بتركيز حتى ظهرت دالين .. ضيقت شدا عينيها وهي ترى أحدهم يكمم شدا من الخلف .. وبعدها أتى شاب وحملاها ووضعاها في السيارة ثم انطلقا بها .
شدا بسرعة :
رجعه تاني من فضلك .
لؤي :
في إيه ؟
لم تجبه شدا مما أثار ضيقه وحنقه منها .
أعاد المتخصص المشهد من جديد .. فطلبت منه شدا أن يبطء من الحركة وقد فعل .. اقتربت من الشاشة وهي تنظر لها بتركيز .. ثم طلبت أن يقوم بتكبير الشاشة قليلا ويركز على من كمم دالين .. وقد فعل أيضاً .
شدا بتعجب :
بنت ؟!!!
لؤي :
بنت إيه ؟
شدا وهي تشير للشاشة :
اللي كممت دالين بنت .. واللي جه بعد كده شالها راجل .
لؤي :
وده إيه فايدته يعني !
شدا بحنق :
أنا بدأت أشك في خبراتك كظابط على فكره .
ثم وجهت حديثها للمتخصص :
آسفه لتعبك بس عيده تاني .
أعاده المتخصص مجدداً وبدأت شدا تركز أكثر في كل صغيرة وكبيرة .. حتى استطاعت رؤية السيارة التي كانت تقف إلى جانب الطريق وغير مصطفه .. وتحركت بعد سيارة دالين مباشرة .
لكن لا أحد يمكنه ملاحظة شئ كهذا بسهولة فمن سيراه سيعلم بأنها سيارة عابرة للطريق لا أكثر .
شدا بهدوء :
لو سمحت رجعلي قبل خطف دالين بعشر دقايق .
فعل ما طلبت .. كانت سيارات تذهب وتأتي ولا أثر لأي حركة مريبه .. وكانت شدا تصب جميع تركيزها على الشاشة تنتظر رؤية تلك السيارة .. لتتأكد لها ظنونها .. وأخيراً رأتها .
تحدثت بحماس مفاجئ :
العربية دي .. حاول تطلعلنا نمرها لو سمحت .
لؤي بعدم فهم :
اشمعنا ؟
شدا بهدوء :
العربية دي كانت ماشيه وغالبًا من باركين المستشفى لإنها خارجة من طريق الذهاب .. وقفت في نفس اللحظه اللي دالين اتكممت فيها .. ولما عربية دالين اتحركت .. اتحركت هي كمان معاكس .
نظر لها لؤي بإعجاب واضح .. فهي حقاً محققة بارعة .
تحرك الجميع من المكان بعدما حصل لؤي على رقم السيارة ثم قام بالإتصال بأحدهم وأعطاه الرقم وطلب منه معرفة صاحبها في أسرع وقت ممكن .
خرجوا جميعًا من المكان .. فسأل عمرو لؤي بهدوء :
تقرير الطب الشرعي لسه مظهرش ؟
لؤي :
لا ظهر .. وللصدمة بقا .. الجثه اللي كانت في العربية محروقة بمية نار مش بفعل ولعة العربية .. بالإضافة كمان إن صاحب الجثة ميت قبل الانفجار ده بوقت مش قليل .
صمت عمرو ولم يبدو عليه آثار اندهاش أو ماشابه مما جعل لؤي ينظر له بعدم فهم قبل أن يقول :
عمرو .. إنت سمعتني قلت إيه ؟!
عمرو :
أيوه سمعتك .. طب إيه هيتم بعد كده ؟
تعجب لؤي من رد فعل صديقه لكنه تحدث بهدوء :
أكيد هنعرف .. كل حاجه مسيرها تتكشف .. مفيش جريمة كاملة .. ولا إيه ؟
أماء عمرو بهدوء .. فتدخلت شدا بعد سماعها لما قاله لؤي :
هو مفيش أي دليل على المجرم من ناحية المستمسكات اللي طلعت من مكان الحادثه .
نفى لؤي بأسف :
للأسف لأ .. كلها متعلقات بصحبتك وأثار الإزاز و …
قطع حديثه حينما تذكر أمراً هامًا ..
عمرو بتساؤل :
فيه إيه يا لؤي ؟
لؤي عاقداً حاجبيه بتفكير :
عمرو .. ضمن المستمسكات اللي كانت موجودة خاتم فشة عليه حروف كان جابه واحد من الباحثين الجنائيين .. فاكره ؟.. إنت كنت واقف معايا وقتها .
توترت ملامح عمرو قليلا قبل أن يسيطر على تعبيرات وجهه سريعاً وهو يتصنع التفكير :
لـ لا مش فاكر .. أنا هفتكر إي ولا إي يا لؤي .. ده كان يوم كله زفت من أوله .
ظهر فراس الذي ترجل من سيارته أمام المستشفى وقد رأت عيناه عمرو أول شئ ثم تحول نظره للثلاثه الذين يقفون معه ومن ثم عاد بنظره إلى عمرو في تساؤل .
ابتسم عمرو باصطناع وهو يلوح لفراس :
إزيك يافراس ؟
صعد فراس درجات السلم الفاصلة بينه وبينهم ثم وقف بهدوء أمامهم جميعًا وطالت النظرة بينه وبين لؤي بشكل مريب .
عمرو :
ده لؤي صاحبي يافراس .. وده فراس أخو غرام يا لؤي .
تصافح الإثنان قبل أن يتابع عمرو :
دي آنسه شدا وحازم .. صحفيين .
صافحهما بفتور ثم نظر لعمرو الذي تابع :
كنا بنفرغ الكاميرات اللي هنا بناءً على طلب الآنسه شدا .. هي صديقة مقربة لدالين .
عقدت شدا حاجبيها وهي تنظر لعمرو بتحقق :
وهو يعرف دالين ؟
عمرو بسرعة :
أمال لو مش صحفية يا آنسه شدا .. الخبر بقا منتشر .. وأكيد سمع عنها .
أماءت شدا بصمت ولكن بشك أيضًا .. وفي الواقع لم تكن الوحيدة التي شعرت بالريبة تجاه عمرو .
تحدث فراس أخيرا :
تشرفت بيكم جميعاً .. بعد إذنكم .
تحرك فراس .. فنظر لؤي لظهره الذي يوليه له .. ثم نظر لعمرو بهدوء :
هو تعبان ولا حاجه ؟
عمرو :
لا .. ما أنا قلتلك يالؤي إن البرود طبعه .. أهو ده بقا فراس يا سيدي .
لؤي بتوضيح :
لا مش قصدي .. أنا قصدي عشان جاي المستشفى يعني .
عمرو : يابني ما دي مستشفى الصاوي بتاعته هو وأبوه .
عقد لؤي حاجبيه وهو يقول بهدوء :
فهمت .
قاطعهم صوت هاتف لؤي الذي أجاب على الفور :
ها .. وصلت لحاجه ؟
المتصل : …….
لؤي بصدمة :
نعم ؟؟!!!!
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
أخذت تتابع التلفاز ببعض الملل .. تشعر بالضيق والضجر أيضاً .. لما هي هنا من الأساس ؟.. ولما كل تلك الحراسة علي الڤيلا ؟.. من هو ذاك الـ فراس ؟ وماذا يريد منها كي يُبقي عليها هنا ؟
قاطع شرودها جلوس السيدة ابتهال إلى جانبها وهي تعطيها كوباً من اللاتيه الذي تحبه دالين كثيراً .
دالين بابتسامة :
شكرا .
السيدة ابتهال :
الشكر لله يا حبيبتي .. ها كنتي بتفكري في إيه بقا وسرحانة كده ؟
دالين بتنهيدة :
عايزة أرجع لبيتي واصحابي .. زهقت أوي .. وبعدين فراس ده ليه حابسني هنا .. وهو مين ؟.. ومين اللي حاولوا يخطفوني .. وأنا هنا فين أصلا ؟.. أنا حتى معرفش أنا في القاهرة ولا لأ .
ربتت السيدة ابتهال على كتف دالين ثم تحدثت بهدوء :
هجاوبك على اللي أقدر عليه يابنتي .. اللي هو مين فراس .
لا تعلم دالين سبب حماسها هذا لمعرفة من يكون .. لكنها نظرت لها بتركيز .
السيدة ابتهال بهدوء :
فراس ده يابنتي مثال للراجل المحترم والخلوق .. عايش في حاله .. لا له دعوه بـ فلان ولا بـ علان .. وكمان ملوش في الشمال ولا شغل اللوع بتاع الشباب .. دكتور جراح كبير وشغال في مستشفى والده رأفت الصاوي .. أو خلينا نقول المستشفى بتاعته هو .. لإن دكتور رأفت مبيظهرش قد كده وديما فراس اللي شايل مسئوليتها .. زي ما انتي شفتيه كده .. هادي ومبيتكلمش كتير .. بس اذا غضب .. اااه من غضبه يابنتي ربنا ما يوريكي أبداً .. هو بينطبق عليه المثل بتاع ” اتقي شر الحليم إذا غضب ” .. ملوش ضهر لإن أبوه يعني مش ولا بد معاه .. هو ضهر نفسه وأخته وأمه .. عنده غرام دي الهوا والميه والروح والحياة .. مبيحبش في حياته قدها .. هي أصلا توأمه .. حتة سكره كده تتحط على الجرح يطيب .
دالين :
طب هو ليه بيسرح كتير ومبيتكلمش كتير وديماً تحسيه غامض كده ؟
ابتسمت السيدة ابتهال وهي تقول بمكر :
انتي لحقتي تحفظي ؟
دالين بإحراج :
لـ لا طبعاً .. هو .. هو بس اا
قاطعها السيدة ابتهال :
بهزر ياحبيبتي .. هقولك ياستي .. فراس كان ليه أخ تالت أكبر منه بسنتين .. إسمه فارس .. كانوا ياحبايبي بيلعبوا مع بعض الصبح زي عوايدهم الاتنين على الطريق .. كانوا بيخرجوا يجروا ويلعبوا على الطريق .. لحد ما جه اليوم المشئوم إياه واللي راح فيه فارس بسبب حادثة عربية .. مات قصاد أخوه .. فراس وقتها مقدرش يتحرك ودخل في حالة نفسية فقد فيها صوته لمده سنتين وربنا كرمه بعد كده وخف .. بس فضل على حالته دي من وقتها يا حبيبي .. من بعدها وهو وغرام روح واحدة .. ميستحملوش الهوا الطاير على بعضهم .. تحسيهم كدا شخص واحد .
دالين بألم :
ياااه .. صعبة أوي بجد .. ربنا يقويه .
صوت اصطكاك إطارات سيارة في الخارج أجفلهم .. فتحركت السيدة ابتهال لتستقبل فراس .. فلا أحد سيأتي سواه .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
دلف لمكتب والده بهدوء على عكس ما يضمره بداخله من ضيق ..
عاصم :
بابا أنا مش هينفع أشتغل على المشروع ده في الوقت الحالي أبدًا .
مراد ببرود :
وليه بقا إن شاء الله ؟.. السنيورة هتاخد كل وقتك من دلوقتي ؟
أراد عاصم أن يوقع والده في الحديث فأجاب بهدوء :
أنا أصلا مبشوفهاش .
مراد بتهكم :
أمال مين اللي كان عندها الصبح ؟.. أنا !
عاصم بتساؤل مصطنع :
وحضرتك عرفت منين إني كنت عندها الصبح ؟
مراد :
عادي يعني .. عرفت من مكان ما عرفت .. يهمك أوي !
عاصم :
لا عادي .. بس فكرت للحظة إنك عامل عليا مراقبة ولا حاجة .
مراد :
وأعمل عليك مراقبة ليه يعني .. المهم .. مش هتشتغل على المشروع ليه ؟
عاصم :
لإن بكل بساطه دالين مختفية وأنا المفروض أدور عليها .
مراد بتهكم :
وهي ست دالين تتسرمح وإنت تلف وراها يعني ولا إيه ؟
عاصم بضيق :
بابا لو سمحت .. دالين مش كده وإنت عارف كويس أوي إنها مش من النوع ده .. ثم إنك متحاولش تقنعني إنك مسمعتش الأخبار .. وإن دالين مخطوفة وعربيتها لقيوها على الطريق مولعه وجواها واحد متفحم .
مراد بلامبالاه :
أديك قلتها .. واحد متفحم .. يعني أكيد كانت خارجة معاه وطلع عليها حد خطفها وولعوا في العربية بيه .
صُدم عاصم من تحليل والده لكنه لن يدخل معه في نقاش بخصوص اصدقائه .
عاصم بهدوء :
شوف حضرتك هتعمل إيه عشان أنا فعلا مش هقدر خالص على الأقل الشهر ده .
مراد بعصبيه :
شهر إيه وزفت إيه .. ليه شهر إن شاء الله .. بقولك إيه ياعاصم أنا شغل العيال ده مينفعش معايا .. الشركة تشيلها في وجودي قبل غيابي .. ومفيش حاجه تشغلك عن شغلك .. بلا دالين بلا فاتن بلا زفت .
عاصم بضيق :
بابا .. أنا لسا بوضب في ڤيلتي .. لو حضرتك ناسي بفكرك يعني .. ثم إن حضرتك عارف علاقتي بدالين وشدا وحازم وبدور عامله إزاي .. فياريت بلاش نتناقش في أي أمور تخصهم .
مراد :
اللي إنت عايز تعمله إعمله يا عاصم .. بس صدقني يوم ما هيفيض بيا هطردك من الشركة زي أي موظف عادي وأقل من العادي كمان .
ألجمت كلماته لسان عاصم الذي وقف ينظر له بذهول .. ثم وضع الملفات أمام والده على المكتب وخرج بصمت دون أن يضيف أي كلمة .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
فاتن :
إزاي ياماما ؟.. دالين مش عارفين عنها حاجه وطنط حياه في الظروف دي وحضرتك عايزه تسافري ؟
سمر بحده :
وأنا مالي بدالين ولا حياه .. حياه خرجتني من قايمة الصداقة بتاعتها من زمان .. ومش هاجي أنا دلوقتي وأمثل دور الصديقة اللي خايفة على صحبتها وزعلانة عشانها .. لا .
أنا مش كده ومش هكون كده .. اللي يبعد بمزاجه ميرجعش غير بمزاجي أنا .
فاتن بذهول :
بس ياماما الصديق وقت الضيق .. وطنط حياه في أحوج ما يكون لمين يقف جنبها في الوقت ده .. حطي نفسك مكانها وأنا مخطوفة ولا متعرفيش اصلًا فين لإن لحد الآن منعرفش إذا مخطوفه ولا مقتولة ولا حصلها إيه بالظبط .. حطي نفسك مكانها ياماما .. مينفعش تتخلي عنها في وقت زي ده أبدًا .
سمر بحده :
بقولك إيه .. قفلي على الموضوع ده .. ومرواح لحياه أنا مش رايحة .. ريحي دماغك .. وكمان هسافر .. أنا مش هعطل شغلي عشان خاطر الست حياه بنتها ضايعة ولا الله اعلم راحت فين أصلا .
فاتن بعدم تصديق :
لا لا .. انتي لا يمكن تكوني بالشكل ده ابداً .. بعد إذنك .
تركتها وصعدت لغرفتها وبدأت وصلة جديدة من البكاء على صديقتها المقربه ومن والدتها التي لا تعرف رحمة ولا شفقة ولا إنسانية .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
وقفت مكانها تنظر من ذاك الزجاج الفاصل بين غرفة الجلوس والحديقة التي يدلف من خلالها فراس متجها للداخل
نظرت له ببعض التوتر فتحدث بهدوء :
إنتوا كويسين ؟
السيدة ابتهال :
كويسين يادكتور فراس .. أدخل يابني هعملك حاجه تاكلها .
أماء فراس بهدوء ثم دلف مواجها لدالين التي تنظر له بترقب :
في حاجه ؟
دالين :
اا .. أنا .. أنا همشي إمته ؟
فراس :
لوطلبتي أروحك دلوقتي معنديش مانع .. بس منصحكيش يادالين .
ازدردت ريقها بتوتر من نطقه لاسمها هكذا .. لكنها حاولت استجماع شجاعتها فتحدثت بهدوء :
ليه حضرتك بتقول كده ؟.. طب أنا عايزة أفهم .. يعني مين دول اللي خطفوني وحضرتك عرفت إزاي وإزاي وصلتلي وجبتني هنا .. طب أنا هفضل هنا لإمته وليه هفضل .. وكمان أهلي عاملين إيه دلوقتي؟
تنهد فراس بتعب ثم جلس إلى الأريكة المجاورة له ونظر لها فجلست هي الأخرى مقابله ليتحدث بهدوء :
الأول عايز أطلب منك حاجه .
أماءت دالين عدة إماءات متتالية فتابع بهدوء :
عايزك تثقي فيا .
ازدردت ريقها بتوتر فتابع :
أنا مش هأذيكي ومش هستفاد حاجة لما أنقذك منهم أو أخبيكي في بيتي .. فانتي لازم تثقي فيا .
أماءت بهدوء فتابع هو :
تمام .. أنا موصلتش لأي حاجة عن اللي باعتين الناس دول يخطفوكي .. بس أوعدك إني أوصلهم .. تاني حاجة اهلك حالهم حال أي اهل بنتهم اختفت فجأة .. انا ممكن أرجعك بس ساعتها مش هنوصل للناس دي والقضية هتتقفل وتتعين ضد مجهول .. وبالتالي اللي حاول يخطفك مرة هيحاول تاني طالما فشل المرادي ومظنش إن المرة الجاية هيكون فيه فراس تاني عشان ينفذك .. انتي اخترتي تثقي فيا .. فـ أنا مش محتاج أكتر من وقت .. وقت بس عشان أقدر أوصلهم .. بثقتك هتساعديني .
دالين :
طب مينفعش نطمن ماما وبابا واصحابي على الأقل .. مش شرط يعرفوا مكاني بس يتطمنوا عليا .
فراس :
ردود أفعالهم هتفضحهم يادالين .
أماءت دالين بتفهم ثم تحدثت بهدوء :
شدا .. شدا صحفية وتقدر تساعدك كتير .
عقد حاجبيه بتساؤل :
مين شدا ؟
دالين :
صحبتي .. شدا بنت قوية وجريئة وذكية جدا .
فراس متذكرًا تلك الفتاة التي رآها أمام المستشفى فتمتم بهدوء :
أوك يادالين .. ممكن تديني تليفونها أو أي حاجه أوصلها بيها ؟
دالين :
طبعا .. سجل تليفونها أنا حفظاه .
قام فراس بتسجيل الرقم لديه تزامنا مع دلوف السيدة ابتهال بالطعام إليهما :
يلا يابني تعالي .
ابتسم لها فراس فخفق قلب دالين بقوة .. يا إلهِ كم هو وسيم بابتسامته تلك .. على عكس تلك النظرة التي رأتها منه في أول لقاء بينهما .. وقتها ارتعبت منه كثيراً .. لكنه الآن مختلف .. حقا هو وسيم وذو طباع جيدة بالنسبة لها .. عنفت نفسها على تفكيرها الأحمق وتقدمت ليتناول ثلاثتهم العشاء معا في جو يسوده الصمت .. لكن تري إلى متي سيبقي الصمت هو سيد الموقف ؟!!
°° يتبع °°
وزير التعليم العالي يترأس اجتماع الجامعات العليا ويعتمد فروع الإسكندرية بالسعودية والعراق
معلق مباراة ريال مدريد وأرسنال في دوري أبطال أوروبا 2025 وموعدها والقنوات
أماكن تمركز الوحدات المتنقلة للخدمات المرورية: تعرف على التفاصيل كاملة هنا
هنــــــا رابط الاستعلام عن رواتب المتقاعدين في العراق لشهر مايو 2025 بسهولة
عاجل | تعطُّل خدمات تطبيق «إنستاباي» يسبب إزعاجاً للمستخدمين اليوم
✓ برشلونة يكتسح ريال سوسيداد برباعية نظيفة ويعزز صدارته لليغا
تعرف على سعر الذهب اليوم الخميس 6 مارس 2025 في الكويت: عيار 21 يسجل 25.200 درهم