رواية ضمير ميت الفصل التاسع 9 بقلم دنيا آل شملول
تابع أيضاً استمتع بالمباريات بجودة مثالية.. اضبط تردد قناة SSC الرياضية السعودية على نايل سات وعرب سات الآن
ضمير ميت
الحلقة التاسعة :
أخذت تنظر للفتاة الواقفة أسفل الدرج بعدم فهم وتساؤل .. وأخيراً تحدثت السيدة ابتهال :
اا .. دي غرام أخت دكتور فراس يادالين .. ودي ياغرام يابنتي دالين .
غرام بتساؤل :
دالين مين ؟
ابتهال :
والله يابنتي أنا مش هقدر أقولك حاجة غير لما ييجي دكتور فراس الأول .. أعذريني يابنتي .
غرام بهدوء :
ولا يهمك يا ست ابتهال .. اا .. طب هو فراس هييجي على هنا ولا إيه ؟
ابتهال :
والله ما عارفة يابنتي .
غرام :
طيب أنا هكلمه مفيش مشكلة .. اتشرفت بمعرفتك يا دالي .
ابتسمت دالين بهدوء على نطقها لاسم دالي والذي لا يناديها به سوى أصدقائها المقربين فقط .. واستبشرت بأن غرام ستكون مقربة إليها هي الأخرى .
خرجت غرام من الڤيلا إلى الحديقة وجلست إلى أحد المقاعد وأخرجت هاتفها وقامت بمهاتفة فراس عدة مرات لكنه لا يُجيب .
زفرت بضيق ثم تحركت لتذهب لكنها وجدته يدلف بسيارته .. فتوقف بمجرد أن لمحها .. خرج بهدوء فاقتربت منه وفي عينيها ألف سؤال وسؤال .
قبل فراس رأسها بحنان ثم حاوط كتفيها وجلس معها بهدوء وصمت .
غرام :
مش عايز تقول حاجه يافراس ؟
فراس :
أقولك إيه ياغرام ؟.. أقولك دالين دي واحدة أنقذتها من ناس كانوا هيخطفوها ؟
غرام :
طب ماشي ليه مبلغتش عنهم .. وإزاي تخبيها هنا .. دي مهما كان بنت يافراس .
فراس :
مش عارف .. هي جت كده ياغرام .. هي جت كده .
غرام بهدوء :
طب حبيبي مفكرتش في أهلها ؟.. حالهم إيه دلوقتي ؟.. وانت يافراس؟.. لو حد اكتشف وجودها هنا هيحصل فيك إيه ؟
فراس :
محدش هيعرف حاجة عن وجودها هنا .. ولحد ما أوصل للي كانوا عايزين يخطفوها وأعرف السبب دالين هتفضل هنا .
غرام بمزاح محاولة تهدئة الأجواء قليلًا :
ااه قول كده بقا .. دالين ها .
نظر لها فراس بعدم فهم لتغمز بعينها وهي تحرك رأسها جهة اليمين عدة مرات بعبث .
فراس بضحكة :
بطلي جنانك ده .. الموضوع مش كده
غرام وهي تلكزه في كتفه :
مش كده ها ؟!.. طب عيني في عينك كده .
فراس :
أسكتي يابت همد إيدي عليكي .
غرام بشهقة :
لا عاش ولا كان اللي يمد إيده عليا .. ده أنا عندي أخ بنظره يرد اللي يضربني قتيل في لحظتها يا حبيبي .. اتكلم على قدك يا بابا .
فراس ضاحكًا وهو يتحرك من أمامها :
مجنونة والله .
قفزت غرام عليه من الخلف وأخذت تعُض أذنه بمزاح بينما أمسكها من رقبتها ولف ذراعه الآخر ليمسك بها جيدًا من ظهرها حتى لا تسقط .. فاستقرت على ظهره وقدميها معلقتين في الهواء .. فاستدار بها لتصرخ بخوف :
لا لا لا يافراس لاا بلاش بلاش تدوخني .. توبه والله .. والله توبه مش هعمل كده تاااااني .. عاااااا .
أنزلها أرضًا وهو ينفض أذنه من صراخها الذي شعر أنه أصمه .. لكنه فجأة ضحك بقوة على مظهرها وهي تترنح أمامه بسبب الدوار الذي داهمها .
نظرت له بغيظ وحاولت الركض خلفه مجددًا لكنها تراه يتحرك بعشوائية رغم كونه يقف مكانه ولا يتحرك .. اقترب منها وحاوط كتفها بذراعه ثم وضع قدمه خلف قدميها والأخري أمامها وبحركة سريعة حرك قدمه الخلفية فأسقطها أرضًا وسقط إلى جانبها وهما يضحكان .. وقد نسيا تمامًا كل شئ حولهما .. ولم ينتبها أيضاً لتلك التي تقف أمام الزجاج الفاصل بين غرفة الجلوس والحديقة تراقبهما بابتسامة حزينة .. اقتربت منها السيدة ابتهال وهي تضع يدها على كتفها بحنان :
فراس وغرام .. توأم أه بس روح واحدة في جسمين .
دالين بهدوء :
شكلهم حلو أوي .. وفراس ضحكته جميلة وهو معاها .
ابتسمت السيدة ابتهال وهي تقول بهدوء :
ربنا يكرم قلبك اللي بيتمناه .
دالين بدون وعي :
ياااارب .
ابتسمت السيدة ابتهال بهدوء على براءتها وتلقائيتها .. ولكن قاطعهما دلوف فراس وغرام .
ارتبكت دالين قليلاً فاقتربت منها غرام وقامت باحتضانها بقوه وكأنهما يعرفان بعضهما منذ زمن .. تفاجأت دالين من فعلتها لكنها بادلتها إياه بود .. ابتعدت غرام بهدوء وهي تقول :
أهلا بيكي .. وبتمني نكون أصحاب مقربين .. أنا مليش صديقات .. كل اللي معايا زملاء وبس .
دالين بابتسامة :
يشرفني أكيد .
ابتسمت غرام ثم تحدثت مجددًا موجهه حديثها لفراس :
فروس .. أنا جعانة أوي .
السيدة ابتهال سريعًا :
دقايق وأحط الأكل وناكل كلنا .
ابتسمت غرام وجذبت دالين من يدها ولحقت باالسيدة ابتهال لينهيا الطعام معها .
أُعجبت دالين بغرام وبساطتها كثيرًا وتمنت حقًا أن يكونا صديقتين .. وستعرفها على أصدقائها كذلك بمجرد عودتها إليهم .. حينما وصلت بتفكيرها إلى هنا اكتسى الحزن ملامحها .. وقد لاحظت غرام ذلك فأرادت مشاكستها قليلاً لتبعدها عن التفكير بشئ مُحزن :
اللي واخد عقلك يتهني .
ابتسمت دالين :
لا لا متروحيش بعيد .
غرام بغمزة :
إحلفي وأصدقك .
ضحكت دالين وهي تتابع :
انتي عسولة أوي .
غرام وهي تنفض الغبار الوهمي عن كتفها بمزاح :
ثانكيو ثانكيو أخجلتم تواضعنا والله .
ضحكت دالين على حركتها وكلماتها ولم تنتبه لذاك الذي يستند إلى باب المطبخ يراقب ضحكتها الرنانة بابتسامة زينت ثغره وقد تحرك تجاهها شئ ما بداخله أو ربما سلبت هي شئ ما من داخله لا يعلم ماهيته .. لكن سماع ضحكتها الآن أودى به في بئر لم يتخيل يومًا السقوط فيه .. إنه بئر الحب .
لكن تُري هل سيسقط واقفًا على قدميه أم سيُعاني الويلات إثر سقطته التي ستؤلم ظهره كثيرًا ؟
أفاقه من شروده صوت غرام :
فراااااس .
فراس بانتباه :
إيه يابت ده بتصوتي كده ليه؟
غرام :
بنادي عليك من ساعه .. أدخل يلا هناكل .
نظر فراس حوله ليجد ثلاثتهم يجلسون إلى السفرة الخاصة بالمطبخ .. يا إلهِ هل شرد لتلك الدرجة التي لم يلحظ بأنهم قد انتهوا من تحضير الطعام وجلوسهم ايضاً ؟!
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
حازم مقاطعاً الصمت المطبق في السيارة : وأخرة الوقفه دي إيه ؟
شدا :
هنستناه لما يطلع .
حازم :
أه .. وهنستفاد إيه بقا ؟
شدا :
يوووه ياحازم انت بتتكلم كتير ليه … لو مش عايز تكمل معايا أنا هكمل لوحدي .
حازم بضيق :
لا يا شدا .. أنا بس حبيت اعرف بتفكري في إيه يمكن وجودي يبقاله فايده جنبك مش أكتر .
قال آخر كلماته ثم نظر من النافذة بصمت .. مما جعل شدا تعض على شفتيها بندم .
شدا بهدوء :
آسفه .
لم يرد فتابعت :
حازم بقا خلاص آسفه بجد مكنتش أقصد اللي قلته .. أنا بس متوترة وقلقانة وخايفة وحاسة إني شايله حمل كبير أوي .. دالين وفاتن ولؤي وصاحبه وفراس ولسه معرفش إيه تاني مستنينا .. كل حاجة ملخبطة .. آسفه بجد .
استدار حازم ليواجهها :
طب وهي دالين ولا فاتن صحابك لوحدك ياشدغ ؟.. خايفة عليهم لوحدك ؟.. بلاش ياستي .. أنا لازمتي إيه دلوقتي معاكي ؟.. دوري إيه في كل ده ؟.. إنتي تقولي يلا فهو يلا .. عايزة تعملي ده فهو ده .. طب وأنا ياشدا .. ياشدا دالين مش صحبتك لوحدك دالين صحبتي وأختي أنا كمان وأمرها يهمني .. وفاتن نفس الحوار .. وانتي ياشدا كمان .. أنا مش قادر أشوفك بتلفي حوالين نفسك كده وأنا واقف أتفرج .. أنا كمان عايز أساعدك .. قوليلي بتفكري في إيه وخلينا نفكر مع بعض .. أكيد هتحتاجيني وأكيد هنكمل أفكار بعض .
شدا :
آسفه بجد .. أنا مفكرتش بالطريقة دي .
حازم بمشاكسة :
ولا يهمك .. أنا أصلًا لو مستحملتكيش هجيب مين يستحملك .. يلا ربنا يعوضني خير بس .
شدا رافعة إحدى حاجبيها :
نعم ياخويا !
حازم بضحكة :
خلاص يا شبح بهزر .
تحمحم وتابع بجدية :
تفتكري الحراسة اللي ع الڨيلا دي .. طبيعي ؟
شدا :
مظنش .. وزي ما أنا جوايا إحساس بغموض ناحية فراس .. فأنا متأكدة إنه له علاقة باللي حصل لدالين .. والڨيلا دي مش ڨيلا الصاوى .. وعليها حراسة .. الموضوع …
قاطع حديثها صوت هاتفها الذي أعلن عن اتصال من آخر شخص قد يخطر ببالها أن يهاتفها يومًا .
نظرت لحازم الذي نظر لها بتساؤل فتحدثت بهدوء :
الظابط .
حازم :
طب ردي بسرعة مستنيه إيه ؟!
أجابت شدي بهدوء :
آلو .
هل جميع الفتيات المتعجرفات يقولون الـ آلو بهذه الرقة !!
شدا بحده عندما لم يصلها رداً منه :
هو حضرتك بتجرب الرقم مثلا ولا دي عادة ملزماك فبتتصل ع الناس وتسكت ؟
قاطع شروده هذا حدتها فتحمحم بضيق وهو يغمض عينيه بقوه .. لماذا هاتفها من الأساس ؟
لؤي بهدوء :
ممكن تتكلمي بأدب لو مرة واحدة في حياتك ؟
شدا :
نعم ؟!!.. إنت متصل تديني درس في الأخلاق مثلاً !
لؤي :
لا أخلاق ولا مأخلاقش ياستي .. انتي متلقحة فين دلوقتي ؟
توسعت عينيها وهي تتمتم بذهول :
متلقحة ؟؟!!!
هنا وانفجر حازم في الضحك وهو يضع يده على فمه كي يكتم صوته فنظرت له شدا بضيق فأدار وجهه للنافذة بسرعة ولا يزال على حالته .
لؤي :
سوري يا شدا هانم .. حضرتك مشرفة أي مكان بوجود سعادتك .
شدا :
وحضرتك بتسأل ليه إن شاء الله ؟
انتبه لؤي لسؤاله .. حقًا لما يسألها ؟!!!!
تحمحم مجددًا وهو يقول بهدوء :
ممكن نتقابل ؟.. في كذا حاجة عايز أسألك عنها بخصوص دالين .
شدا بسرعة :
انت وصلت لحاجة ؟؟
لؤي :
ااا .. مش أوي .. أشوفك بعد ساعة في كافتريا ( …. ) .
أغلق الخط قبل أن يستمع لردها .. لتلقي بالهاتف على تابلوه السيارة وهي تلعنه تحت أنفاسها ذاك المتعجرف .
حازم بعدما استطاع السيطرة على ضحكاته :
ها .. قالك إيه ؟
شدا :
عايز يقابلنا عشان يسألنا على كذا حاجه تخص دالين .
حازم بهدوء :
طب ومستنيه إيه ؟
شدا وهي تنظر لبوابة الڤيلا :
ولا حاجة .. هنروحله .
تزامنت آخر كلماتها مع تشغيلها للسيارة ثم انطلقت من أمام الڨيلا التي دلفها فراس منذ قليل .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
انتهوا جميعًا من تناول الطعام وقامت غرام بمساعدة السيده ابتهال في أمور المطبخ .. بينما خرج فراس لغرفة الجلوس وتبعته دالين ..
أخذ ينظر إليها وإلى يديها التي تفركهما دومًا حينما تكون متوترة وعينيها التي لا تتمركز أبدًا في اتجاه واحد حينما تود قول شئ ما ولا تعلم من أين تبدأ .. ابتسم حينما لاحظ حركتها الملازمة لفرك يديها والتي تتمثل في رفع أصابع الوسطي والسبابه والإبهام معًا لإزالة خصلات وهميه على وجنتها .
فراس بهدوء :
لسه مكلمتهاش .
نظرت له دالين بسرعة وتفاجؤ .. كيف علم بما تريد سؤاله عنه ؟ أمفضوح أمرها لهذا الحد !!
أماءت بصمت وكانت على وشك الذهاب من أمامه لكن أتاها صوته مجددًا :
دالين أنا مش ساكت .. أنا بحاول .. عارف إنك تعبتي وزهقتي ومليتي .. عارف إنك حاسه بالوحدة .. وعارف إن العالم بره واحشك وأصحابك وأهلك .. بس أنا بجد مبعملش كده غير عشانك .. وأنا سبق وقلتلك لو عاوزه ترجعي معنديش مانع .
دالين بسرعة :
لا لا أنا زي ما قلتلك قبل كده .. أنا واثقه فيك .
ابتسم لتلقائيتها بينما لعنت هي تسرعها للمرة الألف أمامه .
فراس بهدوء :
إن شاء الله أكون قد الثقه دي .
أماءت بصمت قطعه صوت غرام المرح وهي تقفز من فوق المقعد لتستقر بجانب فراس :
بتقولوا إيه من وراياااا .
فراس صافعًا جبهتها بخفة :
إكبري بقا .. انتي كام يوم وتبقي ٢٦ سنه .
غرام ضاحكة :
أنا كل يوم أسمع الموشح ده .. ياجماعة .. ياجمااااعة أنا مبكبرش أبدًا .. هفضل كده صغنونه مهما عدا الزمن .. سأصمد رغم أنف الحاقدين الحاسدين الناظرين إليَّ على أنني شخص بالغ عاقل راشد وأنا في الواقع مجنونة شعنونة .
ضحكوا جميعًا على ماتفوهت به غرام وكانت ضحكاتهم جميعًا صافية .. وكأن الدنيا خلت من الهموم في تلك اللحظة .. ما المانع !! ما المانع أن نخطف لحظات من داخل همومنا ونجعلها لحظات مخلدة في الذاكرة من جمالها وروعتها ! .. ما المانع في أن نحيا كل لحظة بمشاعرها ونترك الأيام تأتينا بما كتبه القدر لنا ؟.. بما سيفيد الحزن ؟.. لا شئ .. لا شئ أبدًا .. فلنختلق نحن السعادة بأنفسنا ونحياها .
فراس بهدوء :
يلا ياغرام عشان ورايا كذا حاجة .
غرام :
طب روح إنت حبيبي وأنا ساعة كده وهروح .. عاوزه أتعرف على دالين أكتر .. بليييز فراس .
فراس بابتسامة :
أوك .. بس متتأخريش .. وكمان ااا .. يعني ..
غرام مقاطعة :
فاهماك حبيبي .. متقلقش .. محدش هيعرف حاجة وأنا مجرد ما أخرج من هنا هنسى أصلا إني جيت .
قبل فراس جبينها ثم ذهب كي ينهي ما بدأه .. بينما جلست غرام ودالين معًا يتحدثون في كل شئ وفي اللاشئ .. وقد اقتربتا كثيرًا من بعضهما البعض .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
رأفت بحده :
إنت بتقول إيه ؟؟.. يعني إيه ملهمش أثر .. أنا عايز أعرف في أسرع وقت بنت ماجد فييين .
المتصل :
يارأفت بيه والله البنتين كأنهم فص ملح وداب .. ملهمش أي أثر خالص .. حتى الناس اللي كانوا بعربيات وأخدوهم .. رغم إنهم مشوفناش بس قدروا يهربوا من الناس اللي كانت معانا .
رأفت بتهديد :
تقلب جن أزرق وتجبهالي من تحت تقاطيع الأرض وإلا هنسفكوا كلكوا سامع .
قال آخر كلماته بصوت مرتفع أفزع الطرف الآخر .. وما لبث أن أغلق الهاتف حتى ألقاه بكل قوته إلى الحائط فتهشم .. وتزامن ذلك مع دلوف فراس للغرفة ناظرًا للهاتف المهشم بجانب الباب ثم رفع نظره لوالده الذي بدا الارتباك يزحف إليه مجددًا .
فراس ببرود :
إنت متعصب بقالك فترة .. لو في حاجه أقدر أساعدك فيها .
رأفت بسخرية :
على آخر الزمن هستني عيل يساعدني .
فراس ببرود ساخر :
على رأيك .. المهم .. أنا خلصت التقارير اللي قلتلك عليها بنفسي وسبتلك نسخة في مكتبك .. وبما إن حضرتك هتسافر بعد بكره المؤتمر الطبي في أمريكا .. فـ أنا هتولى الأمر بنفسي وأحاول أحل المشاكل دي .
رأفت :
هه .. إعمل اللي تعمله يا فراس .
عقد فراس حاجبيه بتفكير .. لما هذه الثقة التي تحدث بها للتو ؟.. لا يهم سيتبين كل شئ في الوقت المناسب .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
دلفت لذاك الكافيه الذي أعطاها عنوانه وبجانبها حازم والذي بدأ يختنق لؤي من وجوده الدائم معها .. لما يرافقها في كل خطوة كظلها ؟.. ولما يحق له أن يُمسك بيدها حتى وإن كان من أجل أن يهدئ من عجرفتها الغبية ؟.. لما يجب أن يراهما معًا وكأنهما شخص واحد لا يفترقان ؟
أفاق من شروده الأحمق على صوت مفاتيح السيارج التي وُضعت على الطاولة بواسطتها للتو .. نظر لها بضيق .. فتحدث حازم حينما رأى تشاحن الجو :
إزي حضرتك يا لؤي بيه ؟
لؤي ببرود :
تمام .
ثم وجه نظره لشدا التي تنظر له بتساؤل تنتظر أن يتحدث عما جعله يحادثها لتأتيه الآن .
تذكر لؤي حينما أغلق معها الهاتف بعدما طلب منها الحضور وهو لا يعلم لما اتصل بها ولما طلب منها المجئ .. وبينما هو غارق في أفكاره حينها أتته تلك المكالمة التي أخبره فيها أحدهم بأن هناك من استفسر عن رقم السيارة الخاصه بفراس الصاوي .. وكان هذا بناءً على تعليمات مشدده من لؤي بأن يخبروه إن حدث وبحث أحدهم عن هوية صاحب السياره .
وبعدها ابتسم بهدوء فهو الآن يمتلك الحجة التي سيجعلها سببًا واهيًا لحضورها إليه .. بينما السبب الأساسي هو .. هو .. هو ماذا ؟
أفاقه من شروده صوتها الذي يبدو من نبرته نفاذ الصبر :
هو حضرتك هتفضل باصصلي كده كتير ؟
لؤي بانتباه :
ومين قال إني كنت باصصلك أساسًا !
شدا بتحدي :
والله اللي ورايا مباشرة عمود .. فبالتالي الجهه اللي حضرتك باصص فيها مفهاش غيري .
لؤي بتنهيدة :
إحنا كان بينا اتفاق .. مش كده ؟
أماء كلاهما ليتابع :
ومع ذلك خالفتوه لما رحتوا سألتوا عن نمرة العربية .. صح ؟
شدا بضحكة تهكم :
سوري يالؤي بيه .. بس ياريت تفتكر المكالمة اللي جتلك وإحنا قدام باب المستشفى واللي كانت بتعرَّف سعادتك إن صاحب العربية دي هو نفسه فراس الصاوي .. لكن حضرتك كذبت علينا وقلت إنها بخصوص قضية تانية .. أظن كده حضرتك خالفت الإتفاق الأول .. والبادي أظلم .
لؤي ضاربًا الطاولة بقبضة يده وهو يتحدث بحده :
انتي ملكيش أصلا تعرفي أي معلومات تجيني ولا ليكي تعرفي أي حاجة تخص القضية من أساسه .. ياريت تلزمي حدودك .. أنا مش كوبري تعدي من عليه عشان توصلي لصحبتك .. أنا اللي ماسك القضية وأنا اللي بحقق فيها وأنا الظابط هنا مش انتي .
تعجبت شدا من حدته لكنها لا يجب أن تضعف الآن …
شدا ببرود :
والله حضرتك لو شايف إنك كوبري فـ سوري مش ده اللي عملته لإن أنا وصَّلت لحضرتك نقطة ممكن تفيدك في القضية وللأسف إنت استغليتها وضفتها لأعمالك المجيدة ومشيت لوحدك .. فمتلومنيش لما مكنش واثقة فيك .
لما آلمه سماع آخر جملة قالتها هكذا ؟؟
لؤي بانفعال :
إطلعي بره الموضوع ده ياشدا .
توترت شدا قليلاً .. ليس من حدته بل من نطقه لاسمها .. منذ متى واسمها يحمل هذه النبرة المميزة ؟
قاطعهما حازم :
هو انتوا مينفعش تتقابلوا غير بخناق ؟ .. يا لؤي بيه إحنا بس ممكن نتفاهم .. يعني نوصل لحل وسط مع بعض .
لؤي وهو يهم بالذهاب :
مبقاش في كلام .. هي قالتها مهياش واثقة فيا .. فالموضوع لحد هنا واتفض .. وصدقوني بعد كده تدخلكم في أي حاجة ملكوش فيها هتتحاسبوا عليها بالقانون .
ألقى آخر جملة لديه وحمل مفاتيح سيارته وغادر الكافيه بأكمله تاركًا خلفه شدا التي لم تفِق من شرودها بعد .. لما شعرت بأن نبرته متألمة وهو يعيد عليها عبارتها بأنها لا تثق به ؟!
أفاقها حازم من شرودها وهو يقول بهدوء :
شدا .. الظابط عنده حق .. مينفعش نتهور .. كان لازم نثق فيه .
شدا بحده :
وثقنا فيه وأول ما عرف العربيه لمين خبى علينا وكذب .. إسمع يا حازم أنا هكمل .. وأنا واثقه إن فراس ده وراه حاجه .. واللي عايز يعمله لؤي يعمله .. مبقتش تفرق .. عدا أربع أيام ودالين مفيش أي جديد عنها .. لحد إمته ها .
قاطع حديثها صوت هاتفها الذي أعلن عن اتصال مجهول .. كانت ستتغاضى عن الرد لكن شئ ما بداخلها دفعها للإجابة .
شدا :
ألو .. مين ؟
فراس :
آنسة شدا ؟
شدا :
آه .. مين .. وخير !
فراس :
مين .. فـ معاكي فراس الصاوي .. خير .. فهو خير إن شاء الله .. أنا بتصل بيكي بخصوص موضوع يهمنا إحنا الاتنين .
شدا بسرعة :
أكيد .. إنت فين ؟
فراس متعجبًا اندفاعها وكأنها تعرفه أو تنتظر تلك المكالمة :
اا .. ممكن نتقابل في كافيه ( .. ) .. يعني نص ساعه وهكون هناك .
شدا :
أنا فيه فعلا .. في انتظارك .
فراس مستغربًا نبرتها الواثقة وكأنها تعرفه جيدًا .. لكنه نفض تلك الأفكار وذهب إلى حيث الكافيه .
°° يتبع °°
يلا شوت الآن.. بث مباشر مشاهدة الأهلي × صن داونز بدون تشفير في دوري الأبطال
توم وجيري: استمتع بأروع برامج الضحك على أصوله عبر CN Arabic!
منظومة الأغراض الشخصية مصرف ليبيا المركزي 2025: كيفية التسجيل والتفاصيل الكاملة
موعد مباراة المصري وسيمبا التنزاني في ربع نهائي الكونفدرالية 2023 الذهاب
البلاك ستارز تهزم التشاديين بانتصار كبير في مباراة ملحمية
وزير التعليم يتفقد سير اختبارات الشهر ويناقش انتظام العملية التعليمية في محافظة الفيوم
كاساس يكشف مشكلة المنتخب العراقي: خطوات لحلها وتجنب تكرارها مجددًا
موعد مباراة منتخب مصر القادمة في تصفيات كأس العالم بعد الانتصار على سيراليون