رواية زهرة في مستنقع الرزيلة الفصل التاسع 9 بقلم جيهان عيد

رواية زهرة في مستنقع الرزيلة الفصل التاسع 9 بقلم جيهان عيد 

9=رواية زهرة في مستنقع الرذيلة للكاتبة جيهان عيد الفصل التاسع
عيادة دكتور خالد
جلست فتاة في مقتبل العمر أمامه منكسة الرأس.
د. خالد: أنا موافق أعمل لك العملية.
الفتاة: بجد يا دكتور؟ أمتى؟
د. خالد: بعد أسبوعين.
الفتاة: أسبوعين؟! ده كتير قوى، بطنى كل يوم بتكبر وخايفة أهلى ياخدوا بالهم.
د. خالد: خلاص بعد أسبوع.
الفتاة: وليه مش دلوقتى أو بكرة؟
د. خالد: خلاص أنتى جاهزة؟
الفتاة: أيوه.
د. خالد: معاكى حد؟
الفتاة: زميلتى برة.
د. خالد: آنسة وإلا مدام؟
الفتاة: آنسة.
د. خالد: طب روحى استنى برة على ما أخلص، فاضل كشفين.
شقة والد عمر
عمر: يا بابا حرام عليك بقالى أربع سنين أتحايل عليك.
والد عمر: قلت بنت ماجدة لأ.
عمر: يا بابا نرمين ما عاشتش مع أمها كتير، وعايدة اللى مربياها.
والد عمر: العرق دساس.
عمر: يا بابا نرمين متربية.
والد عمر: قلت لك لأ، لو آخر بنت في الدنيا، لو عايزها لا أنت لا ابنى ولا أعرفك.
جاءت عايدة من المطبخ على صوت شجارهما.
عايدة: عمر عنده حق يا بابا، البنت فعلا مؤدبة ومالهاش ذنب.
والد عمر: ده ما كانش كلامك.
عايدة: يعنى هنسيبه يضيع عمره كدة؟
والد عمر: يعني أوافق بأى جوازة عشان البيه مش عايز يتجوز غيرها؟
عايدة: اللى زى نرمين مكسورة وهتعيش، ومالهاش طلبات، ده غير إنها مش ممكن تعمل حاجة غلط، هتخاف.
والد عمر: الخوف مش إنها تعمل حاجة غلط، الخوف من كلام الناس، هتفضل نرمين بنت ماجدة اللى أبوها قتل أمها عشان الشرف.
عايدة: بص لها بعين تانية يا بابا، مش عايزين نجلدها على غلطة ما عملتهاش.
والد عمر: خلاص سيبونى دلوقتي أفكر، ولازم أشوف البنت.
عايدة: هي شغالة مع عمها في الشركة، تقدر تروح لها في أى وقت.
حجرة الكشف بعيادة دكتور خالد
وقف دكتور خالد أمام الفتاة المسجاة أمامه على سرير الكشف وقال بسخرية: هي مش فايزة فهمتك؟
تكورت الفتاة على نفسها وحاولت رفع الغطاء عن جزئها السفلى فاقترب منها خالد وشد ملابسها وقال بلغة آمرة: اقلعى.
اعتدلت الفتاة وقالت برعب: في إيه يا دكتور؟
د. خالد: اقلعى هدومك، أنتى هتيجى عليا وتعملى شريفة؟
الفتاة: لا حضرتك فاهمنى غلط، أنا حامل من جوزى، أنا كاتبة الكتاب بس ما أقدرش أقول لأهلى إن خطيبى دخل عليا في بيتنا.
ابتعد عنها خالد واتجه لمكتبه وهو يقول: خلاص أنتى حرة، شوفى لك دكتور تانى.
الفتاة: يعنى حضرتك عايز تعاشرنى عشان تنزل لى الجنين؟
د. خالد: يا اللا يا آنسة قصدى يا مدام روحى خدى موبايلك من السكرتيرة وروحى.
الفتاة بانكسار: خلاص أنا موافقة.
وقفت زهرة مع صديقاتها
فى حرم الجامعة.
هند: يا بنت الإيه يا زهرة هتبقى أول واحدة تنخطب فينا!
نادية: لا وكانت عمالة تقول أنا قلبى ملكى، اللى يشوف كلامها زمان ما يشوفهاش دلوقتي وهي بتتكلم عن سى خالد.
زهرة: بالراحة عليا أنا نفسي ما كنتش متوقعة.
صفية: أحسن حاجة الرجل الخبرة، با بختك يا زهرة، أنا كل اللى بيجى لى شباب صغيرين.
هند: مش ملاحظين حاجة؟
زهرة: إيه؟
هند: نادية بتحب واحد أكبر منها بكتير، وزهرة عايزة تتجوز واحد قد عمرها مرتين، وصفية مش عاجبها الصغيرين، تفتكروا ليه؟ هو إحنا جيل كبر قبل الآوان، وإلا عقلنا كبر قوى لدرجة إن ما بقاش يملى عيننا الشباب الصغير وشايفه تافه.
زهرة: كل حالة ولها ظروفها، يمكن أنا غياب بابا أثر فيا مع إن عمى عمره ما قصر معايا، ونادية انفصال والدها عن والدتها وبعده عنهم خلاها محتاجة لحد أكبر منها يحتويها، أما صفية بقى أنا فاهمة هي قصدها إيه، بس فعلا الشباب الصغير ما بقاش ينفع لجواز.
صفية: الغريب إن الشباب الصغير ده بقى مجذوب أكتر للسن الكبير.
فاتن: إيه الكلام الفاضي ده؟ اللى أنتى بتقوليه ده استثناءات وحالات فردية، أنا من قرية ومعظم الجوازات عندنا في السن الطبيعى، الشاب بيتجوز بنت صغيره زيه، قليل قوى اللى بتتجوز واحد أكبر منها، ولإما بتبقى مغصوبة عليه أو طمعانة فيه.
جلست الممرضة بالخارج والعيادة خالية من الزبائن، كانت تنظر من وقت لآخر إلى حجرة الكشف ثم تنظر إلى الباب، تتسمع صوت أى قادم، خرجت الفتاة من الحجرة، حاولت الجلوس لتستريح على أحد الكراسى المخصصة للمرضى، خرج دكتور خالد من حجرة الكشف، نظر لها وقال بانفعال: قومى يا حبيبتي ما تجيبليش مصيبة هنا، غورى يا اللا على بيتك، وما تنسيش بعد كدة تبقى تحرصى، الواحد قرف من بلاويكوا.
الفتاة: تعبانة يا دكتور، سيبنى ربع ساعة.
د. خالد: لا ربع ولا نص، وما كنتيش تعبانة لما سلمتى له نفسك وكنتى مقضياها معاها، يا الا يا، من هنا.
صدمت الفتاة مما سمعت، وانهارت في البكاء واستندت على صديقتها وخرجت، وفور خروجها اتصل بزهرة.
د. خالد: زهرتى الجميلة، وحشتينى يا قلبي.
زهرة: أنا لحقت أوحشك؟ أنا كنت معاك إمبارح.
د. خالد: أنتى عملتى لى إيه يا زهرة؟ مش شايف غيرك.
زهرة: يعنى ما بقيتش تعاكس بنات أو ستات تانى؟
د. خالد: تحرم عليا أى ست بعدك يا زهورة، يارب لو بصيت بس لغيرك أعمى.
زهرة: بعد الشر عليك يا…
د. خالد: يا إيه؟ يا دين النبى، قوليها يا حبيبي، والله ما عايز حاجة تانى من الدنيا.
قالت له زهرة ما أراد وأغلقت الهاتف بسرعة.
نظر خالد لفايزة العاملة بالعيادة وقال تعالي ورايا يا فايزة.
دخلت فايزة الحجرة خلفه وما أن أغلق الباب حتى سمعت صوت ضحكة خليعة.
خالد: أنت بتعبى قوى معايا يا فايزة، عشان كدة قولت لازم أكافئك.
فايزة: فداك يا دكتور.
حضر عمر بصحبة والده لخطبة نرمين، حتى آخر لحظة لم يخبرها عمر بشئ خوفا من تغير رأى والده،
وقبل موعد زيارة عمها بساعتين اتصل به وطلب تحديد موعد للزيارة.
عبد الرحمن: البيت بيتك يا عمر، من إمتى وأنت بتستأذن؟
عمر: أنا عايزك أنت.
عبد الرحمن: النهارده الجمعة وأنا موجود في أى وقت.
عمر: أنا بأستأذنك أجيب والدى وأجى أطلب أيد الآنسة نرمين.
عبد الرحمن: تنور في أى وقت.
لم يخرج عمر من منزل عبد الرحمن إلا بعد قراءة فاتحة نرمين، وتم الاتفاق على الزواج في غضون شهرين، حتى تنتهى نرمين تجهيز شوارها، أما عمر فقد كانت شقته جاهزة.
ظلت عايدة تلح على عبد الرحمن من ناحية وزهرة من ناحية وخالد من ناحية ثالثة، حتى لان قليلا.
عبد الرحمن: أنا موافق مبدئيا، لكن يبعد وما يجيش البيت خالص إلا بعد ما تمتحن وتخلص، فترة الخطوبة تكون سنة على الأقل.
عايدة: هو موافق على كل شروطك، ومش عايز منك أى جهاز، هيجهز هو كل حاجة وعايز زهرة بطولها.
عبد الرحمن: زى ما هتجيبى لنرمين جيبى لزهرة، مش عايز أصغر بنتنا، هاتى لهم كل اللى محتاجينه، كله لهم ولكى، وإن شاء الله بعد ما نجوزهم نروح نحج.
حجرة نرمين وزهرة
زهرة: ياه ربنا كريم قوى، معقولة أنا وأنتى ننخطب للى بنحبهم وفي أقل من شهر.
نرمين: ربنا عالم إحنا قد إيه تعبنا وأتعذبنا قد إيه.
طلبت عايدة لقاء دكتور خالد، فلم يمانع.
عايدة: أظن كدة عملت اللى عليا وزيادة، خليتنى أوافق على حاجة عمرى ما كنت هأوافق عليها.
د. خالد: وأنا عمرى ما هأنسى جميلك ده، تعالى لى على الشقة المفتاح معاكى، وأنا نص ساعة وجاى لك يا..