رواية زهرة في مستنقع الرزيلة الفصل العاشر 10 بقلم جيهان عيد

رواية زهرة في مستنقع الرزيلة الفصل العاشر 10 بقلم جيهان عيد 

رواية زهرة في مستنقع الرذيلة للكاتبة جيهان عيد الفصل العاشر
وما أن أعطى عبد الرحمن الضوء الأخضر لدكتور خالد بالموافقة حتى أصبح يذهب إلى زهرة بالكلية من آن لآخر، وما أن علم عبد الرحمن بذلك حتى ثار وغضب غضبا شديدا.
عبد الرحمن: أنا وافقت على جوازك منه بالعافية، وحددت شروط إنه ما يجيش هنا ويعطلك، يقوم يروح لك الكلية كل شوية ده اللي مش هأسامح فيه.
زهرة: أنا آسفة يا عمو، هو ما جاش غير مرتين وطلب يوصلنى وأنا رفضت، وما وقعدتش معاه أكتر من ربع ساعة.
عبد الرحمن: أتمنى الموضوع ده ما يتكررش وإلا وربى اللى خلقنى ألغى أى اتفاق.
زهرة: خلاص يا عمو، أوعدك مش هتتكرر.
المحزن أن زهرة لم تف بوعدها وظلت تقابل دكتور خالد بدون علم عمها.
لكن الشئ الذي حرص عليه دكتور خالد أنه لم يحاول أبدا أن يلمس زهرة.
تكررت لقاءات دكتور خالد وعايدة وهي كالجارية له، تلبى كل رغباته وتنفذ كل أوامره، وفي كل مرة يبصق عليها ويطردها، لكنها كانت بلا كرامة، الغريب أنها كانت تغضب من أقل كلمة لعبد الرحمن، حتى لو كانت كلمة قيلت بعفوية وبدون قصد، ويظل عبد الرحمن يسترضيها بكل الطرق.
فى الجامعة.
صفية: فين زهرة؟ عندي لكوا خبر بمليون جنيه، أنا أتخطبت.
هند: بجد ألف مبروك.
صفية: الله يبارك فيكى، عقبالكوا جميعا.
نادية: زهرة تقريبا كدة بتعط مع حبيب القلب.
فاتن: اتخطبتى أمتى يا ندلة؟ إحنا ما غبناش عن بعض إلا يومين.
صفية: والله كل حاجة جات بسرعة، كنت في فرح حد قريبنا يوم الخميس، فوجئنا بيهم جايين إمبارح ومصممين يقروا فاتحة، والجواز بعد الامتحانات على طول.
نادية: العريس بقى شغال إيه؟
صفية: ما هي دى المفاجأة، العريس مهندس وابن الشيخ عيسى حمدى.
هند: عيسى حمدى اللى بيجى على قناة الناس؟
صفية: أيوه، هو بعينه.
فاتن: بتهزرى، إزاى وأبوه كل حلقة يتكلم عن الحجاب، وحتى لما استضافوه على قناة تانية اشترط إن المذيعة تلبس حجاب؟
صفية: والله ما أعرف، أنا كنت مستغربة زيكوا، وكنت ناوية أرفض بس الواد طلع موز قوى، طول بعرض بحلاوة بشياكة.
هند: بكرة يلبسك نقاب.
صفية: لا يا حبيبتي، مش صفية اللي حد يفرض عليها حاجة، أنا قولت له مش هألبس الحجاب إلا بمزاجى وهو احترم رغبتى.
فاتن: بكرة نشوف.
نادية: بس يا بت ده أنتى ما بتعمريش في علاقة، افرضى اتجوزتي وزهقتى منه؟
صفية: عادي اطلق، أنا هأخسر إيه؟! ربنا حلل لنا الطلاق والجواز.
نادية: لا يا حبيبتي ربنا ما حللناش الطلاق عشان كل واحدة تزهق تتطلق، ده حللوا للى العشرة بيهم استحالت.
صفية: يا جماعة أنا بأرد على افتراضكوا، إن شاء الله مش هيحصل، الواد شكله حلو وحبوب، وشيك وعصرى، أنا كنت فاكرة أولاد الشيوخ دول معقدين.
هند: ألف مبروك يا حبيبتي.
صفية: هو بس عندي مشكلة صغيرة، بس إن شاء الله هأحلها.
فاتن: اوعي يكون عود الكبريت.
صفية: يخرب عقلك، هو فعلا.
هند: وهتعملى إيه؟
صفية: ولا حاجة، زي ما قولت لكوا عملية، وكل حاجة ترجع زى ما هى، واحدة معرفة هتجيب لى عنوان دكتور هيخلص كل حاجة.
كان الطبيب خالد، هي لم تعرف إنه خطيب زهرة، أسرة زهرة لم تقم بأى خطوة رسمية، والمرات القليلة التي ذهب خالد لزهرة الكلية لم تكن صفية موجودة.
أنهت زهرة امتحاناتها وتم زفاف نرمين إلى عمر.
كانت ليلة رائعة، أخيرا اجتمع القلبان العاشقان، جلست نرمين بجوار عمر وهي لا تصدق، حتى حضر عمر وأخذها من يد عمها كانت تظن أنه لن يحضر وسيتراجع والده عن الموافقة، كاد قلبها أن يتوقف من الفرحة، اقترب منها والد عمر وقبل رأسها وقال: من النهارده بقى عندي تلات بنات، وبدل ما بقى لكى عم واحد بقى لكى عمين.
نرمين: تسلم لى يا عمو، وإن شاء الله أكون عند حسن ظنك.
انصرف والد عمر واقترب عبد الرحمن منهما، قبل نرمين وقال: ألف مبروك يا بنتى.
نرمين: الله يبارك فيك يا عمو.
عبد الرحمن: خلى بالك من نرمين يا عمر.
عمر: في عينيا يا عمى، أنت بتوصينى على نرمين؟ وصيها هي عليها.
لم يستطع عبد الرحمن أن يمنع دموعه، فبكت نرمين وكذلك زهرة، تذكر الجميع والدى نرمين، طبطب عبد الرحمن على نرمين وضمه إليه بود فاقترب منهما عمر وضم نرمين إليه وقال وهو يسمح دموعها: من النهاردة ما حدش هيمسح دمعتك غيرى، حضنى ده هو ضهرك وسندك، ربنا يخلى لك عمك، بس خلاص عمك عمل اللى عليه، وسلمنى الأمانة، دورى أنا بقى في اللى جاى، وأوعده إنى أحافظ عليها، ومن غير وعد منها أنا عارف إنك هتصونينى وتحافظى عليا.
ظلت نرمين في حضن عمر، يحدثها هامسا وهي تبتسم وهما يتراقصان على موسيقى السولو الهادئة.
وفى الصباح أعدت عايدة طعام الإفطار وذهبت إليهما، طلبت من عبد الرحمن أن تذهب وحدها، حتى عندما طلبت زهرة أن تذهب معها قالت لها أنها ذاهبة للاطمئنان عليها، ويفضل ألا تكون معها لأنهما سيتحدثان في أمور خاصة، فهمت زهرة قصد زوجة عمها ولم تعترض، في حين كانت عايدة ترغب في الخروج منفردة حتى تذهب إلى دكتور خالد، الذي لم تكن تفوت فرصة للقاء به.
طلبت فاتن لقاء صفية على انفراد.
صفية: خير؟
فاتن بارتباك: عايزة عنوان الدكتور اللى أنتى قولتى عليه.
صفية: دكتور إيه؟
فاتن: هيكون دكتور السنان يعني؟! اللى أنتى هتروحى له يعمل لك العملية.
صفية: هو أنتى كمان؟ طب وربنا كان قلبي حاسس لما انقبض على فادى مهران.
فاتن: منه لله.
صفية: يعني خرب الدنيا وما ممثلتيش؟
فاتن: خلاص بقي ما تفكرنيش.
صفية: أنتى في حد متقدم لك لجواز؟
فاتن: لأ.
صفية: يبقى الأفضل ما تعمليش حاجة دلوقتي، لازم يكون قبل الجواز بأسبوع، وبعدين عشان لو حبيتى تعكى تانى.
فاتن: لا تاني ولا تالت، يحرم عليا ما أعمل كدة أبداً، ربنا عاقبنى عشان قررت أعمل حاجة غلط عشان أوصل.
بالطبع حدث مع صفية ما كان خالد يفعله مع كل فتاة تذهب له لهذا الغرض، مع اختلاف بسيط أن خالد أعجبته صفية بشدة فكرر لقائه بها أكثر من مرة، ويبدو أنه أعجبها أيضا فلم تعترض عندما ظل يماطل ويؤجل العملية كل مرة لسبب مختلف، حتى أجراها لها قبل زفافها بأسبوع.
تم زفاف صفية ولم يكتشف زوجها خديعتها، الغريب أنها ملت منه بعد أقل من شهر واحد زواج، خصوصا بعد أن قارنت بينه وبين خالد، بالطبع كانت المقارنة في صالح خالد الخبير في جعل كل امرأة أو فتاة يلتقيها أسيرة له، هي من تسعى للقائه، وهذا ليس غريبا، فمن توافق على إقامة علاقة آثمة مع رجل بدون زواج تفعل كل شيء بعد أن فقدت الحياء والكرامة والشرف.
تفرقت صديقات زهرة وعادت كل واحدة إلى بلدها، أصبح ما يربطهن الهاتف، ما عدا صفية التي كانت تسكن بالمعادى، فكانت هي الوحيدة التي لم تنقطع علاقتها بزهرة.
وفى ليلة هادئة لا تقل عن ليلة زفاف نرمين تم زفاف زهرة إلى خالد، كانت السعادة على وجوه الجميع ما عدا عايدة، لم تستطع أن تخفى حقدها على زهرة، لقد تمنت أن تكون مكانها منذ سنوات، حتى عندما كان دكتور خالد يقيم علاقة مع غيرها كانت تغار قليلا ثم تهدأ، اعتادت على ذلك، لعلمها أنه سيمل منها بعد فترة ويعود لها، أما الآنن فهى تعلم أن ارتباطه بزهرة ارتباطا أبديا، وكفة زهرة سترجح عند أى مقارنة، يكفى حب دكتور خالد لها، وتمسكه بالارتباط بها، بخلاف جمالها وشبابها، أما الأهم طهارتها، تخطئ من تظن أن من يشاركها الخطيئة سيحبها أو سيحترمها، مهما كان عشقها له ومهما قدمت من تنازلات، ستظل في نظره مجرد ساقطة.
لم تنم عايدة ليلتها، ظلت تتقلب على جمر وهي تتخيله وقد تخلى عنها وتقسم أن فعلها لتنتقم منه أشد انتقام.
وفى الصباح ذهبت إلى دكتور خالد وزهرة مبكرا بحجة الاطمئنان على زهرة، ظلت تتحين الفرص حتى تتحدث مع خالد، وما أن دخلت زهرة المطبخ لإحضار مشروب أو حلوى لها حتى احتضنته عايدة بشدة وقالت: وحشتني.
نزع دكتور خالد يدها عنه وقال بصوت هامس: أنتى مجنونة؟ هتفضحينا.
عايدة: طب امسك إيدى ولو ثوانى.
د. خالد: مش بأقول لك أتجننتى.
عايدة: طب هأشوفك أمتى؟
خرج دكتور خالد من الحجرة قبل أن تتصرف عايدة تصرفا مجنونا.
سافر دكتور خالد وزهرة إلى الساحل الشمالي لقضاء شهر العسل، جن جنون عايدة لأنه لم يخبرها، طلبت من عبد الرحمن أن يسافر إليهما بحجة الاستجمام بعد انشغالها وإرهاقها طول الصيف في تجهيز نرمين وزهرة.
عبد الرحمن: إحنا صغيرين يا عايدة؟ ساحل إيه اللي هنروحه؟ بأقول لك عايزين نروح نحج تقوليلى ساحل.
عايدة: أنا لسة صغيرة، لو حاسس إنك عجزت خليك أنت هنا وأروح أنا، أخد عمر ونرمين ونروح، وبعدين إحنا فين والحج فين؟
عبد الرحمن: نرمين راحت مع جوزها، لو عايزة تروحي خدى أختك وروحى، أهو تفك عن نفسها شوية، بس استنى أحجز لك في فندق محترم.
عايدة: اتصل على خالد شوفه نازل فين بدل ما ننزل بعيد، أهو نبقى قريبين منهم.
عبد الرحمن: سيبنى العرسان يا عايدة ما تبقيش عزول، ومش لازم تعملى حما من دلوقتي، مش معنى ما روحتيش مع أخوكى؟