وداعٌ على حافةِ الخوف
على رصيفِ الليلِ، والدمعُ شاهِدُ
وقفتُ أُودّعُ من كانَ واحدُ
رفيقُ دروبي، ونبضي، وصوتي
وحينَ تكاثَرَ وجعي، المُساندُ
يمرُّ القطارُ، وقلبي يُنادِي
ولكنَّ صوتي تهدَّهُ راعدُ
أحقًّا سترحلُ؟ وتُخفي ضياءً
وتتركُ قلبي ظلامًا يُكابدُ؟
أما قلتَ يومًا سنمضي سويًّا؟
فكيف افترقنا؟ وكيفَ المعاهدُ؟
ولكنني أعلمُ الحزنَ خلفَك
تُطارِدُ خطوَك ريحٌ تُهادِدُ
تُلاحِقُ ظلَّك عينٌ خبيثة
فلا بُدَّ أن ترحلَ الآنَ… حاذِرُ
فلا تنسَ ذكرى خطانا هُنا
ولا تنسَ قلبًا عليكَ يُراهن
———————————————–
مثل كل يوم صبح كاعدين وبعد الريوك كلمن يطلع لأشغاله .. اجانه صوت عياط جاي من بيت ام خالد
بحيث الكل ترك الاكل و ركض عليهم .. توقعنه أحد مات الهم
جبرية وفاطمة جرن عبيهن وركضن وعمي صالح وصادق قبلنه راحو واني لحكتهم …
لكيت ام خالد طايحة بنص الحوش مغمى عليها ويحاولون يصحون بيها
ابو خالد كاعد على صفحة وادي على رأسه أميمة شايلة بنتها وابنها مجلب بملابسها الي رايدة تطلع بيهم للدوام ودموعها تجري بحرگة .. وخالد مرتجي على الحايط وبيده ظرف والظرف بي دم .. وصافن ..
عيونه صافنة، كأنه مو هنا.. كأنه شايف أجله بعينه.
المكان مليان بصوت النحيب والتوتر الجو مكهرب، ريحة الخوف تملأ المكان..
صالح سأل بصوت عالي ومليان قلق : خيررر يا معوودين، شصااااير؟ خالد شكو؟ ليش هالعياط؟
كل الأنظار على خالد، منتظرين جواب، نسوان عمامي كاعدات يم أم خالد، وفاطمة تحاول تصحّيها بالماي بعد ما أخذته من ايد عدنان
خالد بصوت مبحوح،و الكلمة تطلع ثكيلة
الكل انصدم، صادق رفع حاجبه وتقرب خطوة، صالح حرك راسه بعدم تصديق، جبرية حطت إيدها على صدرها ..
صادق بقلق واضح خرط من الخوف
: تهديد؟ ليش؟ شمسوين؟ بيت أبو خالد ناس وردة مال الله، لا مشاكل لا عداوات، شنو هذا؟ منو وراها؟
خالد هز راسه بيأس، صوته يترجف
: والله ما ندري، طلعت أريد أروح للدوام، لگيت الضرف بداخل السيارة.. مفتوح الباب.. مادري شلون فتحوه.. بس محطوط بيه هالشي…
رفع الظرف بيده المرتجفة، ينطي لصالح.. صالح ياخذه بحذر، يفتح الورقة، يقره بصوت عالي.. ، بعضهم عض شفايفه، بعضهم حط إيده على جبهته.. السكوت غطى المكان، بس أنفاسهم كانت تسمع.. كأن الوقت توقف ..
صادق يحك راسه بعصبية، يحچي وهو متنرفز : شنوووو؟ تهديد لو تهديد موت يعني وين نولي بعد لخاطر الله
صالح ينزل الورقة ببطء، عيونه تتبدل بين خوف وقهر، يباوع لخالد، و خالد يعض شفايفه، عيونه حمرة، من صعوبة الموقف
أم خالد فتحت عيونها بضعف، تصيح بصوت مخنوك
: ولدييييي… شراح يصير بيناااااا
المكان متوتر، صوت أم خالد وهي تصيح يهز الحوش، النسوان يحاولن يهدئنها، بس عيونها وصوتها مليان با الخوف.. الرجال كل واحد لاهي بأفكاره، يحاول يستوعب الموقف..، صالح يضرب ايد بأيد ، وصادق يباوع لخالد بحيرة
صادق بصوت عالي شوي، متوتر ويضرب ايد بأيد: لاحول ولاقوة الا بالله
خالد هز راسه، يحاول يبلع ريكه، صوته متكسر
.. تهديد.. بيه طلقة ورسالة كاتبين بيها… يسكت لحظة، ياخذ نفس ثكيل، يغمض عيونه، بعدين ويقراها بصوت ناصي ومرتجف ..
“عندك أسبوع، تلم غراضك وتطلع، لو روحك وروح أهلك بركبتك.. لا تحاول تفهم ليش، بس اعتبرها نصيحة قبل لا تصير وصية.. اطلع من العراق واترك بيتك .. و الا شايف هذه الرصاصه تستقر برأسك وبعد مثلها براس كل واحد من عائلتك ..
السكوت عم بالمكان، الكل متجمد، حتى البجي توقف لحظة، بس الخوف بعده معشش بالعيون وساكن الگلوب .. أبو خالد رفع راسه ببطء، عيونه غركانة بالدموع، يحاول يحچي بس الكلام ما يطلع.. يمسح على راسه بيده، يحس بثكل الدنيا على روحه…
أم خالد تشهك بصوت عالي، تصيح بحزن
: ليييييش شمسوين احنا؟ ليش يريدون يطلعونه من بيوتنة عمرنة ما اذينه بشر ..
أميمة تقبض على ثياب بنتها بقوة، تحاول تهديها وهي بعيونها دموع، أما ابنها، فحاضن رجلها وما مستوعب شي.. جبرية تفرك إيدها بعصبية، الكل بوقتها انقهر على وضع بيت ابو خالد لأن ناس والنعم منهم والكل يحبهم جيران سنين لايوم ولايومين
صالح بعصبية،طبك حواجبه، ويضرب على الورقة بكفه بعد ما اخذها من ايد خالد
: لااا، هيچ ما تصير إحنا ببلدنا، ببيوتنا، من هذولة حتى يهددوكم على شنو؟ شمسوين؟
صادق بصوت متحسر، يهز راسه : صالح، انته تعرفهم، هذولة إذا هدّدوا ينفذون.. الولد وأهله بخطر..ولازم يتركون البيت ..
رجع موجه كلامة لخالد
.. خالد هذول ناس مجرمين ويسونها فعلاً لازم تطلع منا لخاطر اهلك وعائلتك
خالد بهمس، عيونه تدمع وهو يباوع للأرض
: أدري.. بس شلون ووين اروح وين انطي وجهي يعني اترك بيتي وضفيتي شلووووون
كامت أم خالد ، و تتماسك بصعوبة، لزمت إيد خالد بقوة، تهتز من الخوف، تباوع له برجاء.
أم خالد بصوت يرجف، وعينيها غركانه بالدموع
: يمه.. لا تخلينا نعيش هالخوف.. لا تخاطر بروحك.. نطلع ولدي، نطلع… بس لا يصير بيك شي..كلشي يتعوض وليداتي البيت والوضيفة كلش يتعوض بس خل نبتعد منا
خالد يباوع لها يشوف الرعب بعين أمه يباوع لأبوه اللي كاعد منزل براسه.. يباوع لزوجته وأطفاله اللي مثل اليتامى خايفين وما يعرفون شراح يصير..
خالد بصوت مخنوكة وهو يحضن أمه
: يمه… الله كريم…
أبو خالد رفع راسه ببطء ياخذ نفس ثكيل، محروك كلبه كل العيون عليه، ينتظرون شراح يكول.. يمسح وجه بإيده، يباوع لخالد، ولأمه وأخيراً يباوع للأرض وكأنه ياخذ قرار عمره.
أبو خالد بصوت مبحوح و حاسم
: خلص… نطلع..منا انتهى الكلام
.
أم خالد بصوت متقطع،مأيدته بكلامه
: اي اي نطلع بس وين نروح ..
أبو خالد : للبصرة.. عدنا ناس هناك، نرتب أمورنا، نستقر، بس ما أبقى هنا وأنتظرهم يجون يكتلونا واحد واحد..
فوراً صارت عيني بعين عدنان الي مكتف ادي وماخذ زاوية وهو بنفس اللحظة عينه صار بعيني رفعت عيوني ببطء، وكل شي بيه ، يحجي بألم، بحسرة، .. عيوني كانت تسأله
ما اريدة يروح .. عدنان صديقي الوحيد ،
اني حتى صديقات ما عندي ،هو الي من اضوج اصعد والكاه بالسطح .. شكد اطرده وشكد أصيح عليه واكله بعد لا تحاجيني بس ما انكر كلبي شلون يدك اله ،
ما انكر عدنان اقرب انسان الي .. مستحيل اكدر اتخيل اصعد للسطح وما الكاه
الكل يسولف ويناقش الا اني وياه ساكتين وبس نضراتنه تحجي
ما أدري شكد ظلّينا نباوع، شكد من الحچي اللي انحچا بعيونا بدون ولا كلمة.. بس أعرف إنه هالنظرة، بيها وادع، بيها ندم، بيها شي ما راح يتكرر.. لازم يروح، .. بس عيوننا تواعدت بنظرة وحدة، نظرة تحمل كل شي وما تحمل شي بنفس الوقت.. سحبت عيني، عضيت شفايفي حتى ما أبچي،
رجعت بنضري على اميمة تغمض عيونها، تضم بنتها بحضنها، تبچي بصمت. .. الامل الوحيد الي كان الي راح ،وهو أميمة الي كانت راح تساعدني ارجع حقنه وهاي أميمة هل راح تروح ..
. خالد يحس بغصة بحلگه، يحاول يجاوب لكن ما يعرف شنو يكول.. هو ونولد بهل مكان، تربى بيه، كل ذكرياته هنا، وبيوم وليلة لازم يتركه.
صالح
يهز راسه بأسف، يعصر الورقة بيده
: حقك أبو خالد.. بس هذا مو عدل، مو عدل واحد ينطرد من بيته بهالطريقة..
صادق يحط إيده على كتف أبو خالد، يهز راسه بتفهم : بس أهم شي سلامتكم.. والله لو بيدي شي، ما خليتكم تطلعون..
أبو خالد يحاول يرسم ابتسامة باهتة، قراره ما بي رجعة.. يباوع لزوجته، يشوف الحزن بعينها، يباوع لخالد.
أبو خالد : بوية ، ابدو من اليوم لمو غراضكم، اني راح اخابر ولد عمي يشوفولنه بيت ايجار بالبصرة نكعد بي فترة لحد ما نرتب امورنة اني ما مستغني عنكم
خالد يهز راسه ببطء، كأنه بعده مو مصدك كل الي صار ، لكن يعرف ما عندهم خيار.. يبلع ريكه، يباوع للبيت، للجدران، للأرضية، لكل شي يعرفه.. بعد يوم، كل هذا يصير ذكرى.
أم خالد تلزم صدرها، تتكلم بضعف، عيونها تجري دموع
: بيتنا… شلون نتركه هذا البيت البي كل ايامي الحلوة، بيتي جيراني اروح هناك بمكان غريب … حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل
أبو خالد ما يجاوب، بس يضم إيديه ويباوع للسماء، كأنه يدعي ربه يصبره.. المكان كله مليان كآبة، إحساس بالخذلان، بالحسرة.. بس رغم كل شي، قرارهم صار واضح.. الرحيل…
كان من اسوء الايام هذا صباح مكدر منين اجت الهم هل مصيبه .. شكد حضي مصخم لعد … يوم كان حزن بحزن
جبرية.و فاطمة شكد حقيرات وياي وشكد ما يخافن ربهن
بس كلش يحبن ام خالد وبقن طول اليوم مقهورات على حالهم …
بلشو بيت ابو خالد يلمون بغراضهم واخذو كل الي يكدرون ياخذو ما عدة الغراض الثكيلة.. وأبو خالد على التليفون ولد عمه شافوله بيت هناك ..
طول الايام الي يجهزون بيها للنقل كانت ايام حزينة وصعبة حيل ومحد بيهم طلع لدوامة ..
صعدت للسطح وكفت على السياج مال بيتهم اباوع لقفص الطيور .. فاارغ ما بي ولاطير عدنان باع كل طيورة
دمعتي نزلت بألم مرت بالربع ساعة واني بمكاني
لحد ما صعد عدنان وشافني واكفة اجة واكف صار كدامي يفصل بينا السياج.. بقى واكف كدامي ساكت
حاولت ابتسم، بس صوتي كان ينفضح بالرجفة
: عدنان.. شسوي إذا رحت ؟ اني ماعندي حتى صديقات تدري انت الوحيد صديقي والي افتحلك كلبي واحجيلك كلشي
بتسم ابتسامة ما واصلت لعينه واضح عليها ابتسامة الحزن
: شنو نسوي بعد .. ياريت لو اكدر ابقى وما اروح بس لازم نروح حياتنا كلنه مهدده .. جر نفس وحجى .. يله محد يموت وره أحد .. وبعدين انتي بطلة وسباعية وما ينخاف عليج
بسملة بهمس : بس أنت مو اي أحد عدنان.. اني من هسه جاي احس بالوحدة وانت بعدك ما رايح
عدنان بضحكة يحاول يلطف الجو
: هااا ؟ لعد مو ترزليني كل ما احاجيج وتكوليلي لا تحاجيني بعد ؟
بسملة: كلام بس كلام لكن الحقيقه تختلف
عدنان يسمعها، يغمض عيونه لحظة، كأنه يحاول يسيطر على شي جواه .. لما يفتحها، يباوع إلها بنظرة طويلة، نظرة تحفظها للأبد
عدنان بصوت هادئ، لكنه ثكيل
: وأنا هم ما تخيلت بيوم أتركچ.. ولا أترك هالمكان.. بس شسوي؟ لازم نروح لكن لابد يوم نرجع لبيتنه ومكانه لازم بيوم هذا الضلم ينجلي وترجع بغداد تزهي مثل قبل
عضيت شفتي احاول امنع دمعتي تنزل وبقيت اباوع بوجها ، كأني احاول احفظ صورته بعيني .. جنت احس هذي آخر مرة اشوفه بهالمكان.. آخر مرة اسمعه ويسمعني بدون ما يكون بيناتنه مسافات..
بسملة غمضت عيوني لحظة، بعدين فتحتهاا، وحجيت بحزن مخنوك
: راح أشتاقلك عدنان..
عدنان يضحك ضحكة خفيفة، لكنها مليانة وجع، يهز راسه وهو يهمس
: لا تشتاقين.. الشوگ غصة بالكلب .. وانتي ما عايزة غصات
:جبت عمري عايشه اشتاق.. لأبوي لأمي لطفولتي وهسه اجه دورك .. ماعرف ليش جاي أودع كل الناس الي احبهم واعيش بغصة فراكهم
صفن بعيونها فرحان بكلمتها لكن حزين أنها اجت بالوقت الضائع سألها ببرود : تحبيني ؟
سكوت .. بس الهواء بيناتهم يبوح بالحچي اللي ما ينگال..
حاولت اقاوم دموعي ، أبتسم بخفة واغير الموضوع
: راح تبقى بخير؟ اوعدني يجي يوم ونلتقي
عدنان يأخذ نفس عميق، يهز راسه
: احاول أبقى بخير.. حتى تبقين تتذكريني عدل…
نظراتهم تتلاكى للحظة.. نظرة تحمل كل شي، وتحمل وداع ثكيل.
السطح يشهد آخر لحظة تجمعهم.. الهوى بارد، لكنه مو أبرد من شعور الفراق اللي مخيم بينهم..
عدنان بنبرة هادئة، لكنها ترجف
: ما جاوبتيني على سؤالي
بقيت ساكتة واحاول اغلس على سؤاله رد كمل كلامة : متوقعتچ هيچي باردة..
: مو باردة.. بس شحچي؟ شگدر أگلك؟ وانت رايح حتى لو حجيت الي تريد تسمعة ما ينفع بعد ..
عدنان يبتسم بخفة، بس الابتسامة بيها وجع.. يرفع عيونه، يتأمل وجهها، يحاول يحفظ كل تفصيلة بيها بذاكرته.. بعد لحظة، ياخذ نفس عميق، يقرر يكسر الصمت اللي جواهم.
عدنان ينطقها بصعوبة، لكنها صادقة : أحبچ..
رفعت عيوني بسرعة، ، حسيت بكلمة
أحبچ .. تضرب بكلبي مثل صاعقة.. شكد انتظرت اسمعها، شكد حلمت بيها، بس ليش الحچي يجي دوم متأخر؟ ليش يجي وياه وداع؟
حجيت بصوت مبحوح، وخلص الدموع ما كدرت تتوقف بعد
: عدنان.. لا تحچيها هسه.. لا تحچيها وإنت رايح.. لاتخلي اخر ذكرى منك توجعني
عدنان يضحك بسخرية، يهز راسه
: ليش؟ حتى تبقى حسرة؟ حتى أصيح بيها بيني وبين روحي حتى اضل ندمان لأن ما حجيتها لا بسملة.. لازم تعرفين.. لازم أروح وإنتِ تعرفين..
احس برجليه ترجف، ما اگدر ابقى ثابتة.. وأخيراً، كدرت اعترف لنفسي بمشاعري بدون خوف، بدون تردد، بدون شي يمنعني وحجيت وبصوت يطلع من كلبي
: وأنا أحبك عدنان.. أحبك من سنين، بس ما جنت اكدر اعترف لنفسي بهل احساس دوم احاول اتناساه لأن خواني اهم من روحي .. الي مثلي ماتكدر تحب لو تعيش مثل ما تريد بس .. بس ما اكدر أكثر اسكت .. اي ولله اني هم أحبك هووواي … حجيت هيج وخليت ادي على وجهي ابجي بقوى واكتافي تهتز
عدنان ينصدم، عيونه تتوسع، كلبه يدگ بسرعة، هذي الكلمة اللي تمنّاها، اللي حلم بيها، اللي ما صدگ بيوم يسمعها.. بس هسه، هسه يسمعها وهو على وشك يختفي من حياتها.. شلون القدر هيچي قاسي؟
عدنان بصوت مكسور، يمسح وجه بأيده، كأنه يحاول يصحى من الحلم
: ليش ما گلتي قبل؟ ليش خليتيني أگطع الأمل؟ ليش هسه واني رايح ليشش
بسملة تبتسم بدموع
: نفس السبب اللي خلاك ما تحچي.. خايفين.. ضايعين.. بس هسه ماكو فايدة من الخوف.. حتى لو كلناها، بعد شيفيد؟
سكوت قاتل.. بس العيون تحچي.. كلبهم يدگ بنفس الوتيرة.. يعرفون إن هذي الكلمة، هذي اللحظة، ما راح تتكرر.. بعدين، عدنان ياخذ خطوة ليورء، يتنهد، يبتسم ابتسامة باهتة.
عدنان بصوت ناعم، مليان إحساس : راح تبقين بكلبي.. هذا الشي الوحيد اللي ما راح يتغير…
بلععت ريكي وكتله : وأنا هم ..
وقبل لا اكمل كلامي طلعت أميمة من باب البيتونه ..
أميمة : هم زين لكيتج بسملة
تقربت أميمة وهي تباوع بعيوني وعيون عدنان حاولت تلطف الجو
: شنو ؟ بس لاخربت عليكم لحظات الوداع
وأجواء الاعتراف
أميمة : غير اصدقاء الطفولة و جاي تتوادعون
هز رأسه وتركنه ونزل ..
أميمة : بسملة يعني ولله ما اعرف شنو اكلج جنت محسبه حساب وطلع كله فاشوش توقعت اكدر ارجعلج حقج بس هاي السالفة طلعت النه صفح ولله طول الوكت افكر بيج
هزت رأسي بيأس وحزن
: هاي هي الحمدلله على كل حال اهم شي سلامتكم كلشي يهون وإذا على حقي لابد يوم رجع رب العالمين ما يرضى بالظلم المهم هسه انتو تكونون بأمان وكلشي ثاني يتعوض
أميمة: خالد يكول اني وياه والاولاد نطلع خارج العراق متخبل يكول ما ابقى.. شفتي يا بسملة ما يردون يبقى بالعراق لا طبيب لامحامي لامهندس ما بقو شخص اذا ما هججو من العراق يريدون العراق يصفى الهم ويلعبون بي بكيفهم .. و الا احنه شنو مسوين حتى يودون النه تهديد اشو نروح بحالنه ونرجع بحالنه .. عشنه عمرنه ما بيوم سمعنه هذا شيعي لو سني لو مسيحي طول عمرنه عايشين كلنه على حب الله .. هسه من تالي وكت صرت نسمع هاي. المستطلحات الطائفية .. هاي انتو واحنه كلمن من طائفة مختلفة صار سنين عايشين سوة كلب على كلب ولابيوم فكرنه انتو منين واحنه منين
اخخخخ الله لايوفق الي زرع الطائفية وخلة بينه هذه التفرقة ..
بسملة: كلوبنه خلصت ولله جبناها وجع بوجع وقهر بقهر
هسه هاي المفخخات ما بيهن مفخخه شريفه تطك على عمامي وتريحني
أميمة:هههههه على طاري عمامج .. شوفي
طلعت من جيبها موبايل صرصور . ووياه شاحنه . وقدمتة الي .. وهي تباوع على باب سطحنه وتحجي بهمس ..
شوفي بسمة هذه التليفون خلي عندج ادفني دفننن تعرفين شنو دفن كل بشر لا يدري بي من عمامج لو نسواهم خلي مغلق دوم لو صامت .. وبي خط .. صح هو قديم وبطاريته محطوط اله ورقه تثبته .. بس يمشي الحال .. اي شي تحتاجي تواصلي وياي منه واني هم راح احاول اوصلج بمحامية صديقتي مأمنه بيها اذا تردين اخليها تساعدج بمكاني .. واذا ما تكدرين فهم خلي عندج يفيدج
بسملة: الله كريم .. شكرا أميمة ماعرف شلون اشكرج على كل الي تسوي وياي ولله خجلانه منج
أميمة: نجبي اني مثل اختج الجبيرة وكتلج اي شي تحتاجي تخابريني بي رقمي خليته الج ورقم عدنان ادري بيج بس هو تثقين بي .. تمام كلبي
اخذتها منه وشكرتها ضميته بملابسي وسلمت عليها ونزلت
دفنته دفن .. وتاكدت منه مغلق ..
ثاني يوم كان يوم ثكيل وصعب .. بيت ابو خالد كانو بهذا اليوم ينتقلون ..
گدام الباب، چانوا واكفين، أبو خالد وولدة ، ام خالد تبجي بعلو صوتها وهي تودع البيت غرفة غرفة وتبوس بالحيطان …. ألكل جان عيونه تصب دموع …. عيوني تباوع عليهم، نفر نفر بيت ابو خالد جيران ونعم الجيران ما يوم من الايام شفنه منهم زلة
حتى حيطان البيت حزينه على فراكهم
هالمكان ما راح يبقى نفسه بدونهم، البيت اللي مليان ضحكاتهم، سوالفهم، ريحة طبخ أم خالد اللي تنبعث حتى لو المطبخ مسدود. شعرت بغصّة بگلبي، شلون راح يكون البيت من بعدهم؟ بارد؟ ساكت؟ مظلم حتى لو بيه ضو؟
عدنان كاعد يم الجامة وعينه ما نزلت مني ولاعيني نزلت منه الحزن جان تارس وجها بلا حيله ..
بصعوبه حيل وداعناهم وكانو صايرين سيارتين بيت خالد بسيارته وام خالد وأبو خالد وعدنان وبنت ام خالد بسيارة ثانية .. حتى يبعدون الخطر صارو قسمين
جبرية لأزمة طاسة ماي ررشكتها وراهم .. وبس عبرت السيارة من يمنه .. عدنان صار يباوع الي من الجامة الخلفية لحد ما اختفت السيارة من كدام عيوني ..
كعدت بنص الشارع ابجي كل حيلي ومن كل كلبي .. على وداعهم .. عدنان أكثر من كونه حب هو صديق اني اي اصدقاء ما عندي غيرة مجرد مشت بيهم السيارة حسيت بوحدة .. جبرية وفاطمة يبجن وسلوى واكفه بالباب تبجي والكل جان حزين على فراكهم ..
بيومها سكري صعد من القهر .. وماكدرت اخلي لكمة بحلكي لا غدة ولاعشاء البيت كله جان حزين وساكت ..
امنو بيتهم يمنه وحتى المفاتيح .. بقت يمنى ..
طلبو بين فتره وفتره ندخل ونطمن عليه ..
لحد الليل كلت خلي اطمئن اشوف وصلو لو لا .. بس سبقني عمي صالح من سمعته يحجي ويه ابو خالد بالتليفون ويطمن عليهم واصلين
جريت نفس براحة من وصلو بسلامة ..
مرت الايام ثكيلة وكئيبه حتى كعدت السطح ما بقى بيها طعم مثل قبل .. وصوت صوافير عدنان ما بي .. بس القفص فارغ ..
ايامي مثل ما هي بنص ظلم عمامي ونسوانهم شغل البيت الي ما يخلص ومشاكلي وياهن ..
ذبيت كل حيلي على اخواني ودراستهم اريد يطلعون كله اوئل ..
الي صار عمي صالح طلعاته كثرت بالليل.. يجي يتعشى ورة العشى يكشخ ويتعطر ويطلع .. وهل سبب خله بس مشاكل وصياح بينه وبين مرته .. وهو متخبل منها
يلزمها ويكتلها .. يوميه زعلانه عند اهلها ..
وعمي صادق يضحك باستهزاء كأنه يعرف شي ..
ومر على هل حال اشهر .. وبعدها صار ما يطلع .. متوتر وضايج وتحسه عنده شي مخلي خايف ..
طلعت بالليل اخذ ماي من المطبخ .. وأجاني صوتهم هو وعمي صادق يحجون بغرفه عمي صالح .. وجبرية جانت يم أهلها بايتة ..
صادق : ورطت روحك أنت تعرف شنو شوفلك جارة سددة بيها وفض الموضوع سمعت ابونه راح تصير بالوحل من وراك صاااالح هذا أنت الجبير المفروض تحافظ على سمعة حجي مرهون الي جاب كل عمره سمعته مثل الذهب ..
صالح: كلشي ما اله يمي وربع دينار ما انطيييي
صادق: هوووو شنو بكيفك انت بكيفك تريد تاكل فلوووس الرجال وانت تعرف كلش زين شنو يكدر يسوي
صالح: اني كتله انتضرني اصبر عليه قابل شارد
صادق : صااار شكد تكوله اصبر شكدددد ما تكلي
صالح: ما عندي سيولة حالياً .. اريد ابيع العمارة بس مجاي اكدر لأن سندها مو بأسمي
صادق : هااااي العمارة الي ضامها جنت عليه تنساااها تفتهم مو بكيفك تبيعها علمود ترجع تصرف فلوسها الي بيها مثل ما الك بالضبط وما راح تنباع
صالح: هي اساسا ما تنباع اولا مو بأسمي وثانيا البيع والشراء كله واكف والاسعار نازله حيل يعني اذا نباعت تروح بخسارة ..
صادق : صاااالح ولك انت غاط بالفلوووس غااااط وما تنطي ديووون العالم
صالح: دخل يوووولي ديون شنو بي خير خل يروح يشتكي عووود
صادق: اتذكر كلامك زين صالح .. وتعرف بي تاجر ابن تاجر وزايعته الكاع يعني تخيل اي تصرف يبدر منه
وهو يطلبك مال بضاعة ومال صخام وجهك الي ذبيت روحك بي .. واذا بيوم سوه بيك شي ساعتها لا تجي وتكولي ساعدني .. اني حذرتك يا صالح وقد أعذر من أنذر
طفرت من الباب رحت للمطبخ .. وصادق طلع من الغرفة وركع الباب ودخل لغرفته .. بقيت صافنه وافكر بكلامهم
عمي صالح مديون ؟ وما يقبل يسدد الناس يعني
زين ديون البضاعه وعرفناها … صخام الوجه شنووو يقصد ؟ … الف علامة استفهام صارت براسي
والعمارة .. العمارة يريد يبيعها وياكل فلوسها ..
حيرة وما اعرف شنو اسوي وشلون اتصرف واني حتى فلوس ماعندي حتى اكدر اوكل محامي يمشيلي بالاجرائات ..
بقو عمو صالح وجبرية كل يوم كابه العيطة بيناتهم
لحد ما بيوم الباب تفلش علينه .. جنت كاعدة أكنس بالهول وطلعت اركض.. فتحت الباب وصار بوجهي رجال يطلع عمرة بالخمسينات بس صابغ شواربة وشعره اكرع من النص وصابغه من الجوانب ومبين علي مرتاح وياه ثنين ولد شباب
اول ما فتحت الباب .. صدك خفت من منضرهم الشراني
حجيت بصوت يرجف
… تفضلو رايدين منو
حجى الرجال الاكرع … صاااالح الخااايس هناااااا
يما هذا الشر متربص بنص عيونه .. حجيت كوة .. لا لا مو هنا
رد علي بعصبية وصوت يمكن الجيران كلها سمعته
: اذا انتتت زلمة اطلعععع ولك مو ضام راسك مثل النسوان بالقران الزمك الزمك ووووين تروووح
ضرب الباب حيل بأيدة وصاح
: ووووووينك مطلعلي بتك اذا بيك خير لو زلمة اطلعععع لك اندمك ولله وازوعك فلوسي كلها يا خرّي ..
حجى واحد من الولد وياه
: حجي لعد وين راح حتى بمحله ماكووو
رد علي وهو يفرك بسبحته
: وووووين يروح مني قابل اول عن اخر الزمة اذا ما طلعت حليب أمه من خشمة
نوب الكل ضم رأسه وبس اني واكفه وياه بالباب قبل ما يروح باوع عليه من فوك ليجوة بطريقه ما عرف افرسها شنو تحلف .. لو شنو حجه وهو يلقى اخر نضراته عليه وفر السبحه على إصبعه وكال قبل ما يطلع
: يصيرررر خيررر .. وكمل كلام وهو يباوعلي من فوك ليجوة ويكول … الزمة لو ما الزمة اذا ما طفي نار كلبي بي …
يتبع …
السادس عشر من هنا
موعد مباراة الأهلي القادمة أمام طلائع الجيش في كأس العاصمة المصرية
انخفاض أسعار الذهب اليوم في مصر الجمعة.. فرصة للتوفير والاستثمار
تردد قناة سبايدر مان 2025 Spider Man TV: استمتع بأروع المغامرات على جميع الأقمار!
إندرايف تطبيق النقل الذكي الاكثر تحميلاً في مصر لعام 2024 | اقتصاد
الكيلو بكام انهارده.. أسعار الدواجن تستقر وكرتونة البيض بسعر مفاجئ اليوم
أبرز المسلسلات القادمة على MBC دراما بتقنية عالية الدقة لعام 2025
يا سلام عليك! الإجازات مدفوعة الأجر في سلطنة عمان تشمل ماذا؟ تعرف على التفاصيل!