زكاة الفطر: حبوب أم نقود؟ وهل يُمكن إخراجها من بداية رمضان؟

زكاة الفطر في رمضان: جدل فقهي حول التوقيت والشكل والقيمة

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يتجدد الجدل السنوي حول زكاة الفطر، تلك الفريضة الإسلامية التي تُعد من أهم الشعائر التعبدية والاجتماعية في هذا الشهر الكريم. يتركز النقاش حول توقيت إخراجها، سواء كانت تُدفع نقدًا أم عينيًا، بالإضافة إلى تحديد قيمتها لهذا العام.

توقيت إخراج زكاة الفطر

تختلف المذاهب الفقهية في تحديد وقت وجوب زكاة الفطر. فالحنفية يرون أنها تجب مع فجر يوم العيد، بينما يرى الشافعية والحنابلة أنها واجبة بغروب شمس آخر يوم من رمضان. أما المالكية والحنابلة، فقد أجازوا إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، مستندين إلى فعل الصحابة.

جواز تعجيل الزكاة

يتساءل الكثيرون عن إمكانية إخراج زكاة الفطر قبل وقتها. يرى الشافعية والحنفية أنه لا مانع شرعي من إخراجها مع بداية شهر رمضان، بل إن هناك رأيًا عند الشافعية يجيز إخراجها حتى قبل حلول الشهر الفضيل. كما ذهب رأي آخر إلى جواز إخراجها من أول نهار رمضان فقط.

نقدًا أم طعامًا؟

يختلف الفقهاء أيضًا حول شكل زكاة الفطر. المذهب الحنفي يجيز إخراجها نقدًا بدلًا من الحبوب، بحجة أن الهدف هو تحقيق منفعة الفقير، وهو ما أيده بعض التابعين وكبار الفقهاء مثل الحسن البصري وعمر بن عبد العزيز. أما الشافعية فيشترطون إخراجها حبوبًا، معتبرين أن هذا هو الأصل في الفريضة.

القيمة المحددة لعام 1446هـ

حددت دار الإفتاء المصرية قيمة زكاة الفطر لهذا العام بمبلغ 35 جنيهًا كحد أدنى عن كل فرد، وذلك بالتنسيق مع مجمع البحوث الإسلامية. جاء هذا التقدير بناءً على احتسابها بما يعادل 2.5 كيلوجرام من القمح، وهو غالب قوت أهل مصر. كما أجازت الدار إخراجها بزيادة عن هذا المبلغ لمن يرغب في مضاعفة الأجر.

وأكدت دار الإفتاء أنه يمكن إخراج زكاة الفطر منذ أول يوم في رمضان وحتى قبل صلاة العيد، داعيةً إلى الإسراع في دفعها لدعم الفقراء والمحتاجين، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم. [رابط ذو صلة بـ زكاة الفطر]

في الختام، تظل زكاة الفطر فريضة إسلامية تحمل أبعادًا اجتماعية وروحية، وتسهم في تعزيز التكافل بين أفراد المجتمع، مما يجعلها من أبرز مظاهر التضامن في شهر رمضان المبارك.