إيران تمنع دبلجة وبث مسلسل “معاوية”.. تعرّف على الأسباب الكامنة وراء القرار – مصربوست

حظر مسلسل "معاوية" في إيران: قرار رقابي يثير نقاشًا حول حرية التعبير والتاريخ

أعلنت هيئة تنظيم الإعلام المرئي والمسموع في إيران حظرًا صارمًا على دبلجة وبث مسلسل "معاوية" عبر جميع المنصات الإعلامية، بما في ذلك الوسائط التقليدية والقائمة على المستخدمين. جاء القرار بعد اعتراضات على رواية المسلسل لسيرة معاوية بن أبي سفيان، والتي وُصفت بأنها "محاولة لتبرئة ساحة بني أمية". هذا الحظر يأتي في سياق مماثل لقرارات سابقة صدرت في دول أخرى كالعراق، ما أثار تساؤلات حول تداعيات الأعمال الفنية ذات الطابع التاريخي الجدلي.

أسباب الحظر والمبررات الرقابية

وفقًا لوكالة "تسنيم" الإيرانية، فإن الهيئة قررت حظر المسلسل بسبب "روايته الجديدة لحياة معاوية"، والتي رأت أنها تتعارض مع الرواية التاريخية السائدة. وأشارت الوكالة إلى أن المسلسل، وهو من إنتاج شبكة MBC السعودية، حاول تقديم رؤية مختلفة تُبرئ بني أمية، مما اعتبرته الهيئة "مخالفة للمعايير الرقابية".

كما تم إصدار مراسلة رسمية إلى جميع المنصات المرخصة في 13 مارس 2023، تحظر أي شكل من أشكال الدبلجة أو بث للمسلسل.

تداعيات الحظر على المنصات الإعلامية

أوضحت تقارير إعلامية أن بعض المنصات القائمة على المستخدمين قامت بنشر الحلقتين الأولى والثانية من المسلسل باللغة العربية. وعلى إثر ذلك، تعاونت الهيئة مع النيابة العامة الإيرانية لإزالة المحتوى بشكل فوري من جميع الوسائط، مما يبرز جدية الجهود الرقابية في هذا الصدد.

موقف مماثل في العراق

يأتي هذا القرار متزامنًا مع حظر مماثل في العراق، حيث أعلنت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية منع بث المسلسل عبر قناة MBC العراق. وأكدت الهيئة أن الأعمال ذات الطابع التاريخي الجدلي قد تهدد السلم المجتمعي، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، وتثير سجالات طائفية قد تؤثر على النسيج الاجتماعي.

تداعيات الحظر على حرية التعبير

بينما يرتكز الحظر على مبررات أمنية واجتماعية، فإنه يثير تساؤلات حول حدود حرية التعبير ودور الأعمال الفنية في تقديم رؤى تاريخية مغايرة. يبقى السجال حول مدى تأثير مثل هذه القرارات على الحوار الثقافي ودور الفن في إعادة قراءة التاريخ موضوعًا للنقاش [رابط ذو صلة بـ حرية التعبير].

في النهاية، يبرز حظر مسلسل "معاوية" في إيران حالة معقدة تتقاطع فيها الرقابة الأيديولوجية مع الحفاظ على السلم المجتمعي، مما يفتح الباب لمزيد من النقاش حول دور الفن في تشكيل الوعي التاريخي والاجتماعي.