ما الذي يجعل شهر رمضان في إثيوبيا فريدًا؟ اكتشف تقاليده الفريدة وأسلوب الحياة المميز

مظاهر رمضان في إثيوبيا: تنوع ثقافي وتعايش إنساني

يحمل شهر رمضان في إثيوبيا نكهة خاصة، حيث يمتزج فيه الجانب الروحي العميق مع التنوع العرقي والثقافي الفريد. فبعد سنوات من التضييق، يشهد مسلمو البلاد حرية أكبر في ممارسة شعائرهم، مما أتاح لهم إقامة إفطارات جماعية في الشوارع والميادين، إلى جانب المظاهر التقليدية مثل مجالس الذكر وحلقات تحفيظ القرآن.

المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية: جهود لتعزيز القيم الروحية

كشف الشيخ حامد موسى، الأمين العام للمجلس الأعلى للرابطة الإسلامية باتنية، عن برامج طموحة لهذا الشهر الفضيل، تشمل إقامة مسابقة وطنية كبرى لحفظ القرآن الكريم في جميع أقاليم البلاد لأول مرة في تاريخ المجلس، مع منح جوائز قيمة للفائزين. كما ينظم المجلس برامج دعوية وتوعوية، إلى جانب إفطارات جماعية ومحاضرات دينية.

وانطلاقًا من دور المجلس، الذي تم الاعتراف به رسميًا في عام 2022، يؤكد الشيخ حامد على خصوصية رمضان في إثيوبيا، حيث تنخفض حركة التجارة وتغلب الأجواء الروحية على الحياة العامة، مما يؤثر على المسلمين والمسيحيين على حد سواء.

الإفطارات الجماعية: تنافس رمضاني في المدن

في السنوات الأخيرة، شهدت المدن الإثيوبية ظاهرة ملفتة تتمثل في تنافس المسلمين على إقامة إفطارات جماعية في الشوارع العامة. ففي أديس أبابا، باتت ساحة مسكل (ساحة الثورة) مركزًا لتجمع آلاف الصائمين في إفطار جماعي يشرف عليه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالتعاون مع الجمعيات الخيرية المحلية.

وتتكرر هذه الظاهرة في حوالي 10 مدن إثيوبية، حيث تتنافس المدن على إقامة أكبر الإفطارات الجماعية، تليها فعاليات رمضانية متناسبة مع روح الشهر الفضيل.

رمضان الأرياف: عمق إسلامي وروحانية عالية

يتميز رمضان في الأرياف الإثيوبية بروحانية عالية، حيث يفضل الكثيرون التفرغ للعبادة والذكر، خاصة في العشر الأواخر. وتزدهر مراكز تحفيظ القرآن مثل مركز زابي مولا في إقليم شعوب جنوب إثيوبيا، الذي يُعد معتكفًا للعبادة خلال الشهر الفضيل.

ويشهد نظام "ترا" المحلي إقبالًا كبيرًا، حيث يتناوب القُراء على قراءة القرآن لختمه مرتين في رمضان. كما يلتف أهالي الأرياف حول كبار المشايخ لسماع المواعظ والأحاديث، بينما تقام المحاضرات الدينية في الملاعب بالمدن لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الحضور.

تعايش إنساني: نفحات رمضان تشمل المسيحيين

يبرز شهر رمضان في إثيوبيا كأحد أبرز تجليات التعايش الإنساني بين المسلمين والمسيحيين. ففي العديد من المناسبات، يشارك المسيحيون زملاءهم المسلمين في وجبات الإفطار، بحيث يكسر الجميع الخبز سويًا في جو من الوئام والاحترام المتبادل. وتعد هذه المظاهر رمزًا للتعايش السلمي الذي تتميز به البلاد.

الختام: رمضان في إثيوبيا.. مزيج من الروحانية والتنوع

بين الإفطارات الجماعية في المدن وحلقات الذكر في الأرياف، يُجسِّد رمضان في إثيوبيا نموذجًا فريدًا يجمع بين العمق الروحي والتنوع الثقافي. فمن خلال هذه المظاهر، يبرز التعايش الإنساني بين المسلمين والمسيحيين، مما يجعل الشهر الفضيل ليس مجرد مناسبة دينية، بل أيضًا فرصة لتجسيد قيم الوحدة والتراحم.