في قلب الدمار.. أهالي غزة يحافظون على روح رمضان وسط الركام

شهر رمضان حلّ على أهل غزة للسنة الثانية على التوالي وسط ظروف قاسية، حيث يعيش أغلبية السكان بلا مأوى أو بين أنقاض منازلهم المدمرة بفعل العدوان الإسرائيلي. في اليوم الأول من الشهر الفضيل، اجتمع الفلسطينيون حول موائد الإفطار فوق الركام أو داخل خيام مهترئة. هذه المشاهد التي تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعكس قوة وصمود شعب يواجه التحديات بأمل وإيمان.

إفطارات جماعية رغم الدمار

في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وحي الشجاعية بغزة، أقيمت موائد إفطار جماعية جمعت مئات الأشخاص. لم تكن هذه الإفطارات مجرد احتفاء بالشهر الفضيل، بل كانت رسالة قوية للعالم عن إصرار الفلسطينيين على البقاء والصمود في وجه المأساة. الكويت نظمت إفطارًا في رفح، المدينة التي دمرت بالكامل، لتؤكد التضامن مع أهالي القطاع.

المسحراتي يعيد الحياة إلى الشوارع

رغم الدمار الذي طال القطاع، عاد المسحراتي لأداء دوره في إحياء أجواء رمضان. في شوارع خان يونس، سمع صوته يصدح بأهازيج رمضانية لإيقاظ الأهالي للسحور. هذا المشهد يعكس محاولة الفلسطينيين التمسك بتقاليدهم الرمضانية رغم الحرب والخراب، مؤكدين أن روح الشهر الفضيل لا يمكن قتلها.

فوانيس وجداريات وسط الركام

في محاولة لإضفاء بصيص من الأمل، علّق الفلسطينيون فوانيس على ما تبقى من جدران منازلهم ورسموا جداريات ملونة. هذه الخطوات البسيطة كانت بمثابة مقاومة للدمار ورسالة تفاؤل للأطفال الذين عاشوا ويلات الحرب. بعد الإفطار، ارتفعت أصوات الأناشيد الدينية وسط فرحة الصغار، محاولة استعادة روحانية الشهر المبارك.

رغم الإخفاقات الإسرائيلية في توفير المساعدات الإنسانية اللازمة، يصمد الفلسطينيون في غزة ويعيدون بناء حياتهم يومًا بعد يوم. رمضان هذا العام ليس مجرد شهر صيام، بل تحوّل إلى رمز للصمود والتحدي، حيث يثبت أهل غزة أنهم قادرون على الإبحار في بحر المآسي دون أن يفقدوا الأمل.