الدكتورة هبة عوف: “خناقات قبل الفطار” لا تعكس القيم الحقيقية لشهر رمضان

شهر رمضان لم يكن يومًا في حياة النبي ﷺ وصحابته شهرًا للعصبية أو المشاحنات، بل كان شهر الصبر والجود وحسن الخلق. أكدت الدكتورة هبة عوف، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، أن النبي ﷺ كان “أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان”، ليس فقط في المال، ولكن أيضًا في تعامله مع الناس وتعليمه لأصحابه مكارم الأخلاق. الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو صبر على الجوع والعطش، وصبر على التعامل مع الناس برحمة.

الصيام وحسن الخلق

تساءلت الدكتورة هبة عوف: “لماذا أصبح البعض في رمضان شديد العصبية، متوترًا قبل الإفطار، يفتعل المشاجرات، ويتعامل بحدة مع من حوله؟”، مؤكدةً أن الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو “صبر على الجوع والعطش، وصبر على التعامل مع الناس برحمة”. ودعت الأزواج إلى التحلي بالصبر داخل بيوتهم، موضحةً أن الزوجة أيضًا تتحمل مشقة الصيام، سواء كانت عاملة أو ربة منزل.

التعاون بين الزوجين

وأشارت عوف إلى أن الزوجة تقوم بواجباتها تجاه البيت والأبناء، مما يتطلب من الزوج تفهم ذلك والتعامل معها برفق. مشددة على أهمية التعاون بين الزوجين في العبادات والعمل المنزلي، قائلةً: “الزوج يعين زوجته، والزوجة تعين زوجها، ونتواصى جميعًا بالصبر”. كما أكدت أن رمضان ليس شهر الكسل والخمول، بل هو “شهر العمل والعبادة”.

رمضان شهر العطاء

واستدلت عوف بغزوة بدر، التي وقعت في رمضان وانتصر فيها المسلمون، متسائلة: “كيف للنبي ﷺ وصحابته أن يكونوا في قمة العطاء والعمل في رمضان، بينما نراه اليوم عند البعض شهر النوم والتكاسل؟”. وتابعت: “من يريد أن يستشعر لذة رمضان الحقيقية، فليجمع بين الصيام والعمل، بين العبادة وحسن الخلق، وليتعلم من رسول الله ﷺ كيف يكون رمضان شهر الرحمة، شهر الصبر، وشهر القرآن”.

شهر رمضان هو فرصة ذهبية للعمل والعبادة، وليس للكسل والخمول. من خلال الصبر وحسن الخلق والتعاون بين الزوجين، يمكن للمسلم أن يستشعر لذة رمضان الحقيقية ويتعلم من سيرة النبي ﷺ وصحابته كيف يكون رمضان شهر الرحمة والصبر والقرآن.