رسالة الفاتيكان التوجيهية للمسلمين في شهر رمضان: خطاب الحوار بين الأديان

بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وجهت الدائرة الفاتيكانية للحوار بين الأديان رسالة إلى المسلمين حول العالم عبرت فيها عن أطيب التمنيات. حملت الرسالة توقيع عميد الدائرة، الكاردينال جاكوب كوفاكاد، تحت عنوان “مسيحيون ومسلمون: ما نأمل أن نصبح عليه معًا”. شددت الرسالة على أهمية التقارب بين الأديان في عالم يسوده الظلم والصراعات، داعية إلى بناء جسور الأخوة والحوار الحقيقي.

### أهمية التقارب بين الأديان
في الرسالة، أشار الكاردينال كوفاكاد إلى أن شهر رمضان والصوم الكبير يتزامنان هذا العام، مما يوفر فرصة فريدة لتقارب روحي بين المسلمين والمسليحين. هذا التقارب ليس مجرد تعاون، بل هو دعوة لبناء علاقة أخوية حقيقية تعكس محبة الله لجميع البشر. الإيمان بالله هو الكنز الذي يوحدنا، رغم اختلافاتنا، ويدعونا إلى العيش بكرامة واحترام متبادل.

### رمضان والصوم الكبير: مدرسة للتغيير الداخلي
رمضان والصوم الكبير يمثلان فترة انضباط روحي تهدف إلى تنمية التقوى والتركيز على القيم الجوهرية. في رمضان، يتعلم المسلمون السيطرة على رغباتهم والتوجه نحو الله، بينما يدعو الصوم الكبير المسيحيين إلى التطهير الداخلي من خلال الصلاة والإحسان. هذه الممارسات، وإن اختلفت في التعبير، تؤكد أن الإيمان هو طريق للتغيير الداخلي وليس مجرد أفعال خارجية.

### بناء عالم أفضل من خلال الأخوة والحوار
في عالم يغلب عليه الظلم وعدم الثقة، يجب ألا تقتصر دعوتنا المشتركة على الممارسات الروحية. يمكن للمسلمين والمسيحين معًا أن يكونوا شهودًا على الرجاء والأخوة في عالم متعطش للسلام. الرسالة دعوة لرفض العنف والتمييز، والعمل معًا لبناء مجتمعات تقوم على العدالة والرحمة. من خلال الحوار، يمكننا بناء جسور تعبر عن قيمنا المشتركة وتغير العالم نحو الأفضل.

ليكن رمضان وعيد الفطر مناسبات لتعزيز الأخوة بين المسلمين والمسيحيين، ولنبني معًا عالمًا يعكس طيبة الله ومحبته للبشرية.