شهدت أسعار النفط ارتفاعًا اليوم الثلاثاء مدعومة بضعف الدولار، رغم أن المكاسب ظلت محدودة في ظل تصاعد المخاوف حول تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وتأثير الرسوم الجمركية على النمو العالمي. وتشهد الأسواق تقلبات واسعة مع تذبذب أسعار الخامات بين الارتفاع والانخفاض، وسط توقعات حول الخطوات المستقبلية للاعبين الرئيسيين في السوق.
### تأثير بيانات التضخم على الأسواق
ينتظر المستثمرون بفارغ الصبر صدور بيانات التضخم الأمريكية المقرر نشرها يوم الأربعاء، حيث ستقدم هذه المؤشرات أدلة مهمة حول مسار أسعار الفائدة في المستقبل. فمع تزايد المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي، يصبح أداء الأسواق المالية مرتبطًا بشكل كبير بسياسات البنوك المركزية، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف الاقتراض.
### تقلبات أسعار النفط الرئيسية
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.8%، لتصل إلى 69.84 دولار للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنفس النسبة إلى 66.56 دولار للبرميل. وقد شهدت الأسعار تذبذبات حادة خلال الجلسة الحالية، مع انخفاضها في التعاملات المبكرة قبل أن تستعيد جزءًا من مكاسبها. وأشار المحللون إلى أن التقلبات المتزايدة تعكس حالة عدم الاستقرار في السوق.
### سياسات الحماية وآثارها على الأسواق
هزت سياسات الحماية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسواق العالمية، حيث فرضت الولايات المتحدة وأرجأت تطبيق رسوم جمركية على كبار موردي النفط مثل كندا والمكسيك. وفي الوقت نفسه، تم رفع الرسوم الجمركية على الصين، مما دفع بكين إلى اتخاذ إجراءات انتقامية. ووسط هذا السياق، أشار ترامب إلى إمكانية وجود “فترة انتقالية”، لكنه لم يستبعد حدوث ركود في الولايات المتحدة.
### تأثير أسعار النفط على الأسهم
استمرت الأسهم، التي غالبًا ما تتبع اتجاهات أسعار النفط، في الانخفاض بعد تراجعها الحاد يوم الاثنين. ففي أكبر انخفاض له منذ ديسمبر الماضي، هبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة كبيرة، بينما شهد مؤشر ناسداك انخفاضًا بنسبة 4.0%، وهو الأكبر منذ سبتمبر 2022. وتواجه الأسواق ضغوطًا متزايدة مع تراجع الثقة في الأداء الاقتصادي المستقبلي.
### توقعات بشأن إنتاج أوبك+
يراقب المستثمرون عن كثب خطط أوبك+ بعد أن أعلن تحالف المنتجين عن عزمه زيادة الإنتاج في أبريل. وقد أثار هذا الإعلان تساؤلات حول التوازن بين العرض والطلب في السوق، خاصة في ظل التحديات الحالية التي تواجه الاقتصاد العالمي. وتظل توجهات أوبك+ محورية في تحديد مسار أسعار النفط خلال الفترة القادمة.