أسعار الذهب ترتفع وتثير الجدل.. ماذا يحدث في سوق الصاغة الليلة؟

ارتفعت أسعار الذهب عالميًا متجاوزة حاجز 3000 دولار للأونصة للمرة الأولى في التاريخ، مما أثار تساؤلات حول أسباب هذا الارتفاع الكبير، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية الصعبة. ما العوامل التي تدعم صعود الذهب؟ وكيف تؤثر هذه التطورات على السوق المحلي في مصر؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

أسباب الارتفاع التاريخي لأسعار الذهب

شهدت أسعار الذهب قفزة تاريخية نتيجة لعدة عوامل متداخلة، أبرزها:

• مشتريات البنوك المركزية: زيادة مشتريات الذهب من البنوك المركزية حول العالم، خاصة بعد غزو روسيا لأوكرانيا، حيث ارتفع الطلب من 500 طن سنويًا إلى أكثر من 1000 طن. دول مثل الهند والصين كانت في مقدمة المشترين لتقليل الاعتماد على الدولار.
• التوترات التجارية: مع السياسات التجارية الصارمة التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق، مثل فرض ضرائب على الواردات، بدأ المستثمرون في التحول إلى الذهب كملاذ آمن.
• الاضطرابات الاقتصادية: استمرار معدلات التضخم العالمية وزيادة قوة الدولار ساهمت في تعزيز جاذبية الذهب للعديد من المستثمرين الراغبين في الحفاظ على أموالهم.

تأثير ارتفاع أسعار الذهب عالميًا على السوق في مصر

تتأثر السوق المصرية بشكل كبير بأسعار الذهب عالميًا، بالإضافة إلى عوامل محلية. مع كسر الذهب حاجز 3000 دولار عالميًا وتراجع قيمة الجنيه المصري أمام الدولار، أصبح من المتوقع وصول سعر الأونصة في السوق المحلية إلى 150 ألف جنيه. هذا الارتفاع متأثر أيضًا بالطلب المحلي المتزايد نتيجة التضخم وعدم استقرار العملة.

توقعات مستقبل أسعار الذهب

تشير التوقعات إلى إمكانية وصول الذهب إلى 3500 دولار للأونصة في 2025 إذا استمرت التوترات الجيوسياسية وارتفاع التضخم، مما يعني احتمال أن يصل سعر الجرام عيار 21 في مصر إلى 5000 جنيه أو أكثر. ومع ذلك، قد تخف حدة الارتفاع في حال نجحت الحكومة المصرية في جذب استثمارات أجنبية وتقليل الضغط على العملة المحلية.

يُظهر الذهب بوضوح دوره كملاذ آمن في أوقات الأزمات، مما يجعله خيارًا استراتيجيًا للمستثمرين والمواطنين على حد سواء في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.