تراجع ثقة الشركات الأمريكية بسبب رسوم ترامب الجمركية وتأثيرها على أسواق وول ستريت.

تتزايد المخاوف في وول ستريت حول قدرة أرباح الشركات الأمريكية على دعم سوق الأسهم الذي يواجه ضغوطًا متزايدة. ومع الأداء القوي العام للشركات، يستمر المحللون في خفض توقعاتهم لأرباح الشركات في الأشهر المقبلة. وفقًا لبيانات بلومبرج إنتليجنس، شهد مؤشر "إس آند بي 500" خفضًا لتوقعات الأرباح في 22 من أصل 23 أسبوعًا الماضية، مما يشكل أطول فترة منذ أوائل العام الحالي.

التوقعات السلبية وتأثيرها على السوق

أصبحت التوقعات المتراجعة للأرباح مصدر قلق كبير للمستثمرين، خاصة مع استمرار سياسات الرسوم الجمركية التي دفعت مؤشر "إس آند بي 500" للتراجع بنسبة 8% عن ذروته الأخيرة. مع بقاء الحاجة إلى نمو الأرباح لدعم التقييمات المرتفعة، فإن أي تباطؤ قد يؤدي إلى زيادة الضغوط على السوق، مما قد يدفع المستثمرين للتخلي عن الأصول الخطرة.

تحذيرات مسبقة من خسائر الشركات

قبل بدء موسم أرباح الربع الأول، أصدرت عدة شركات أمريكية تحذيرات حول أداءها المالي. على سبيل المثال:

  • توقعت "أمريكان إيرلاينز" ارتفاع خسائرها في الربع الأول إلى ضعف التقديرات السابقة.
  • خفضت "دلتا إيرلاينز" توقعاتها للأرباح بنسبة 50%.
  • أبدت شركات التجزئة مثل "كوهلز"، و"وولمارت" آراء حذرة تجاه مستقبل أدائها المالي.

يُظهر ذلك تأثير التوترات التجارية والسياسات الجمركية على الطلب والاستثمارات، مما يزيد من احتمالية تراجع ثقة المستثمرين.

توقعات النمو والبحث عن الأمان

تشير التوقعات الحالية إلى نمو أرباح شركات "إس آند بي 500" بنسبة أقل من 10% في 2025، مقارنة بتقديرات سابقة بلغت 13%. ومع استمرار خفض المحللين لهذه التقديرات، يزداد الاتجاه نحو الملاذات الآمنة كالسندات الحكومية والذهب، حيث وصلت أسعار الأخير إلى مستويات قياسية.
وفقًا لبيانات جولدمان ساكس وسيتي جروب، فقد خُفّضت تقديرات أرباح الشركات، ما يزيد من أهمية التخطيط الاستراتيجي في مواجهة التحديات.

بالتوازي، يعكس تصاعد الطلب على الملاذات الآمنة قلق المستثمرين بشأن الوضع الراهن للأسواق، مؤكدًا الحاجة لتغييرات جذرية لاستعادة الاستقرار المالي. لذلك، قد تكون المرحلة القادمة حاسمة في تحديد اتجاه الأسواق والمستثمرين.