الثريد والهريس: أشهر الأطباق الإماراتية التي تزدان بها موائد شهر رمضان المبارك

تمثل دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجًا فريدًا للحفاظ على التراث وتعزيز التواصل بين الماضي والحاضر والمستقبل. إن تمسك الإماراتيين بعاداتهم وتقاليدهم جعل من هذه القيم الأصيلة جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية. ويبرز ذلك بوضوح في المناسبات الاجتماعية والدينية، حيث تتزين الموائد بالأطباق التراثية التي تعكس عبق التاريخ وتقاليد الأجداد، مثل الثريد والهريس.

الثريد.. وجبة أصيلة بطابع متجدد

الثريد يعد واحدًا من أشهر الأطباق الإماراتية التراثية، وهو مزيج شهي يجمع بين فتات الخبز واللحم مع المرق المتبل بالبهارات الخاصة. ترتبط هذه الوجبة برمضان والمناسبات الاجتماعية، حيث لا تزال تحظى بشعبية كبيرة نظرًا لفوائدها الغذائية الغنية ونكهتها المميزة. يتم إعداد الثريد باستخدام خبز الرقاق مع مجموعة متنوعة من البهارات التي تضفي مذاقًا فريدًا.

طريقة تحضير الثريد تشمل تتبيل اللحم بخلطة غنية من التوابل كالكركم والهيل والشطة، ثم طهيه مع البطاطس والطماطم حتى ينضج. يُقدم الثريد ساخنًا حيث يغمر خبز الرقاق بالخليط ليتشرب النكهات، مقدمًا تجربة طعام ممتعة لا تُنسى.

الهريس.. طبق القمح التراثي

الهريس من الأطباق الإماراتية الشهيرة التي تمتاز بقيمتها الغذائية العالية وقوامها الكريمي الغني. يعتمد هذا الطبق على مكونات رئيسية تشمل القمح المجروش، اللحم أو الدجاج، والتوابل مثل الكمون التي تمنحه النكهة الفريدة.

تتطلب طريقة تحضير الهريس الصبر، إذ يُطهى القمح مع اللحم على نار هادئة تصل إلى أربع ساعات للحصول على المزيج الكريمي. يمكن تقديمه مع السمن العربي وشرائح البصل المحمرة لإضفاء نكهة إضافية.

الأطباق التراثية.. جسور تربط الماضي بالحاضر

تُظهر أطباق مثل الثريد والهريس كيف يحرص الإماراتيون على ربط تقاليدهم بحياتهم اليومية. فهذه الأطباق لا تقتصر على كونها وجبات غذائية فقط، بل تمثل تقاليد متجذرة تعزز من الهوية الثقافية للدولة. يعكس الالتزام بالموروث أهمية الحفاظ على التراث ونقله للأجيال القادمة، مما يجعل من المطبخ الإماراتي سفيرًا للثقافة الإماراتية في جميع أنحاء العالم.