سبب إطلاق جماهير ليفربول صافرات الاستهجان على النشيد الوطني وتأثيره على المباريات والجدل.

تُعد العلاقة بين جماهير ليفربول والسلطات الإنجليزية واحدة من أكثر العلاقات توترًا في عالم كرة القدم. ويبرز هذا العداء في كل مناسبة يتم عزف النشيد الوطني الإنجليزي، حيث لا يفوت مشجعو ليفربول فرصة للتعبير عن رفضهم له بعزف صافرات الاستهجان. هذه التوترات لها جذور عميقة تعود لعقود، وتأتي نتيجة ظروف اجتماعية وسياسية أثرت على المدينة بأكملها.

لماذا يستهجن جمهور ليفربول النشيد الوطني؟

تعكس صيحات الاستهجان التي يُطلقها جمهور ليفربول مواقفهم السياسية المعارضة للسلطات الإنجليزية. المدينة عانت من التهميش الاقتصادي والاجتماعي على مدار عقود، أبرزها في فترة الثمانينيات حين نفذت حكومة مارغريت تاتشر سياسات أضرت بليفربول. هذه السياسات تضمنت خفض الاستثمارات بشكل كبير، ما زاد معدلات البطالة والتهميش.
الجماهير لا تعبر عن استيائها فقط عبر صافرات الاستهجان، بل أيضًا من خلال استبدال كلمات النشيد بكلمات مغايرة مثل “فليحفظ الله فريقنا”، وهو دليل على رفضهم الرمزي للسلطات الإنجليزية.

حادثة هلزبره وتأثيرها على العلاقة

حادثة هلزبره عام 1989 زادت العلاقة توترًا بين سكان ليفربول والسلطات. الحادثة وقعت نتيجة سوء تنظيم رجال الأمن، ما تسبب في وفاة 97 من مشجعي ليفربول. بدلًا من أن تتحمل الحكومة مسؤولية الخطأ، تم تحميل الجماهير الذنب في البداية. كافح أهالي الضحايا على مدى عقود لإثبات تقصير السلطات، ورغم صدور عدة أحكام تدين تقصير الأمن، لم يُحاكم أي مسؤول رسمي.
هذه الحادثة تركت أثرًا عميقًا في نفوس أهالي ليفربول وجماهير النادي، وساهمت في تعزيز شعورهم بأنهم ليسوا جزءًا من النظام الإنجليزي.

سكاوزيون لا إنجليز

تُعرف جماهير ليفربول بافتخارها بكونها “سكاوز”، وهي لهجة محلية تميز سكان المدينة. ويرتبط هذا الشعور بتاريخ يرجع إلى القرن التاسع عشر عندما استقبلت المدينة أعدادًا كبيرة من المهاجرين الأيرلنديين. يرى سكان ليفربول أنفسهم مختلفين عن باقي الإنجليز، ويرفعون لافتات تؤكد ذلك.
في مثال حديث، عندما عُزف النشيد الوطني في ملعب أنفيلد عام 2023 احتفالًا بتتويج الملك تشارلز، قوبل بصافرات استهجان شديدة، مما دل على استمرار حالة الانفصال الرمزي بين سكان المدينة والتاج الملكي.