حكم الجماع في نهار رمضان للزوجين: هل تجب الكفارة أم القضاء فقط؟

جماع الزوجة في نهار رمضان هو أمر يطرح الكثير من الأسئلة الشرعية. فيما يتعلق بالكفارة المطلوبة على المرأة، أجمع بعض أهل العلم أنها تُلزم بالقضاء والكفارة إذا كانت طرفًا في الجماع بدون إكراه. بينما تتفق أقوال أخرى على أن الكفارة تخص الزوج فقط، حيث لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم المرأة بالكفارة في حالة مشابهة. يعتمد الأمر على المذهب الفقهي المتبع.

آراء الفقهاء حول كفارة المرأة في الجماع

الأحناف والحنابلة يرون أن الكفارة تختص بالزوج فقط، لأن النصوص النبوية لم تُشر مباشرة إلى تكليف المرأة بالكفارة. الإمام أحمد، في أحد آرائه، أضاف أن المرأة ليست ملزمة بالكفارة إن أكرهها زوجها. أما مذهب المالكية، فيرى أنه إذا أُكرهت الزوجة، تكفّر عنه الزوج إذا كانت مسلمة وعاقلة وبالغة.

الفرق بين القضاء والكفارة

لابد من التمييز بين مفهومي القضاء والكفارة. القضاء يعني صيام يوم بديل عن اليوم الذي أُفطر فيه بعذر، بينما الكفارة تمثل عقوبة على انتهاك حرمة الشهر المبارك وتتطلب: عتق رقبة، أو صيام شهرين متتابعين، أو إطعام ستين مسكينًا. وفق رأي الشافعية، لا كفارة على المرأة إذا لم تتعمد الجماع في نهار رمضان، أما القضاء فهو واجب يختلف عليه العلماء حسب الظروف.

حالات الإكراه وعلاقتها بالكفارة

في حالة إجبار الزوج للزوجة على الجماع، يُجمع العلماء على عدم إلزام المرأة بالكفارة. وقد أشار الإمام أحمد والثوري إلى أن الإكراه في هذه الحالة يسقط عنها أي عقوبة شرعية. بينما تطبق الكفارة على الزوج فقط إذا كان بكامل إرادته، وذلك وفق أغلب التفاسير المعتمدة.

باختصار، الأحكام الشرعية قد تختلف طبقًا للمذاهب والظروف المصاحبة للجماع في نهار رمضان. ورغم الاختلافات، يجوز الجمع بين أكثر من رأي فقهي لحل النزاعات بناءً على القيم الإسلامية العامة ورأي العلماء المعتبرين.