نصيحة رمضانية: كيفية تعويد الأطفال على الصيام بالتدريج

تعويد الأطفال على الصيام في شهر رمضان المبارك يتطلب أسلوباً قائماً على “التربية بالتدريج”، لتجعل هذه التجربة ممتعة وإيجابية بالنسبة للطفل بعيداً عن أي ضغوط نفسية أو إجبار. هذا ما أكده الدكتور عبد الله الحسين، الخبير التربوي في مجال الطفولة، مشيراً إلى أهمية استخدام التحفيز والتشجيع كأساس لتدريب الطفل على هذه العبادة، وذلك بداية بصيام فترة قصيرة وزيادتها تدريجياً.

تجربة إيجابية للتدريب على الصيام

يؤكد الدكتور الحسين أن الصيام يمكن أن يصبح تجربة مميزة في حياة الطفل، خاصة إذا تخللتها فترات راحة قصيرة للإفطار، ثم استكمال الصيام بأسلوب مشجع. يشير إلى أن الأيام التي تتزامن مع الإجازات تعد فرصة مثالية لتعريف الطفل بالصيام، وتحويله إلى تجربة ممتعة من خلال وضع قوانين منزلية ودية مخصصة للأطفال. ويُفضل أن تقوم الأسر بتوزيع المهام على الأطفال داخل المنزل وتحفيزهم بطريقة محببة، مع تقديم أمثلة مشوقة من الكتاب والسنة حول قيمة وفضل الصيام.

تحفيز الطفل بدون إجبار

ذكر الحسين أن الطفل في هذه المرحلة يتعلم قيمة الصيام كأحد أركان الإسلام، ولهذا، فإن الإقناع والتحفيز أساسيان في غرس هذه الفريضة في نفسه. وأكد على ضرورة تجاهل التعامل السلبي مع الطفل مثل الصراخ أو السخرية، لأن ذلك قد يؤدي إلى خسارة الطفل لهذه التجربة الروحانية المهمة. دور الوالدين في هذه المرحلة يتمثل في دعم الطفل نفسياً ومعنوياً ليحب الصيام، مما يجعل ارتباطه بهذه العبادة أكبر مع مرور السنوات.

الصيام وبناء الشخصية

يعتبر الدكتور الحسين أن الصيام لا يقتصر على كونه عبادة دينية فقط، بل هو فرصة ذهبية لغرس قيم الصبر والإرادة والتحكم بالنفس في شخصية الطفل. هذه القيم أساسية لبناء شخصية متوازنة وقوية قادرة على مواجهة تحديات الحياة. من هنا، يمكن تحويل الصيام إلى محطة تعليمية تحمل ذكريات جميلة يحفظها الطفل ويستمد منها القوة مستقبلاً.