الخلطات العشبية تهدد صحة الكلى: أهمية الفحص المبكر لحمايتك

أكد خبراء في أمراض الكلى والباطنة أن أمراض الكلى المزمنة تمثل تحديًا صحيًا عالميًا يتطلب اهتمامًا خاصًا، كونها تتطور بصمت دون أعراض واضحة حتى المراحل المتأخرة. وتبرز أهمية الفحص المبكر بصفته أداة جوهرية للحد من المضاعفات، والحفاظ على وظائف الكلى. أشار المختصون إلى أن العادات اليومية الصحية تلعب دورًا محوريًا في الوقاية من هذه الأمراض الشائعة.

أهمية الفحص المبكر للكشف عن أمراض الكلى المزمنة

يعاني ملايين الأشخاص عالميًا من أمراض الكلى المزمنة، والتي غالبًا ما يتم اكتشافها في مراحل متأخرة بسبب غياب الأعراض المبكرة. وأوضح الدكتور عبدالعزيز العتمي، استشاري أمراض الكلى والباطنة، أن أعراض هذه الأمراض تبدأ بالظهور بعد تدهور كبير في وظائف الكلى. ومن أبرز العلامات: تجمع السوائل، الغثيان، تغيرات في كمية ولون البول، الحكة المستمرة، أو صعوبة التنفس.

ترتبط أمراض الكلى المزمنة بمجموعة من العوامل تشمل داء السكري وارتفاع ضغط الدم، إلى جانب الاستخدام المفرط للمسكنات وبعض الأدوية والخلطات العشبية غير الموثوقة. وللحد من خطورة هذه الأمراض، شدد الخبراء على أهمية الفحوصات المنتظمة خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة أو عوامل خطر إضافية.

العادات اليومية للحفاظ على صحة الكلى

سلط الدكتور سعد الشهيب، استشاري أمراض الكلى، الضوء على أهمية تغيير أسلوب الحياة للوقاية من أمراض الكلى. وذكر أن شرب كميات كافية من الماء يعزز التخلص من السموم، فيما تقلل الأنظمة الغذائية المتوازنة من الضغط على الكلى. للحصول على أفضل النتائج، ينصح بتقليل الملح والدهون المشبعة وزيادة استهلاك الفواكه والخضروات.

تشمل النصائح الإضافية الحفاظ على الوزن المثالي عبر ممارسة الرياضة بانتظام، والابتعاد عن العادات الضارة مثل التدخين والكحول. كما يُوصى بمراقبة مستويات السكر وضغط الدم بشكل دوري، حيث تُعد السيطرة على هذه العوامل مفتاحًا رئيسيًا لتجنب تطور مشكلات الكلى.

تطور علاجات أمراض الكلى المزمنة

أكد الدكتور سلطان الخطيب، استشاري جراحة أمراض الكلى والمسالك البولية، أن العلاجات الحديثة مثل مثبطات SGLT2 وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARBs) أسهمت بتحسين حالة المرضى وتقليل تدهور وظائف الكلى بشكل ملحوظ. ولم تتوقف التطورات هنا؛ فقد أسهمت تقنية زراعة الكلى وأجهزة الغسيل الكلوي الحديثة في تحسين جودة حياة المصابين.

يشدد المختصون على أن الوقاية تظل الخيار الأمثل، من خلال اتباع عادات صحية تشمل شرب نحو ثلاثة لترات من الماء يوميًا، تجنب الأطعمة الضارة كالمشروبات الغازية واللحوم الحمراء، والابتعاد عن الخلطات المجهولة المصدر. كما يلعب الكشف المبكر دورًا حيويًا في الحد من مضاعفات المرض، وتقليل الاعتماد على الغسيل الكلوي أو الزراعة.

ومن أجل مجتمع أكثر وعيًا، دعا الخبراء إلى تكثيف الجهود التوعوية حول مخاطر أمراض الكلى وأهمية الكشف المبكر والعادات الصحية، لما لذلك من دور كبير في الحفاظ على وظائف الكلى وضمان حياة صحية طويلة.