العدوان الإسرائيلي يتواصل على طولكرم ومخيميها لليوم الـ54 بشراسة

يواصل الاحتلال الإسرائيلي تصعيده العدواني على مدينة طولكرم ومخيميها، في ظل استمرار عملياته العسكرية بما في ذلك الاقتحامات، والمداهمات، والاعتقالات، الأمر الذي يُدخل المنطقة في دوامة من التوتر والاضطراب. لم يسلم السكان من آثار هذه السياسة القمعية، إذ فُرض عليهم النزوح القسري جراء الاعتداءات، التي أسفرت عن إخلاء مناطق بأكملها وتحويل المنازل إلى ثكنات عسكرية.

التصعيد الإسرائيلي يهدد أهالي طولكرم ومخيميها

تمكنت قوات الاحتلال الإسرائيلي من فرض واقع أمني صارم في مدينة طولكرم والمخيمات المحيطة بها، باستهدافها المباشر للمنازل والمباني السكنية. خلال الساعات الماضية، اقتحمت أحياء ضاحية ذنابة واكتابا والعزب، حيث اعتقلت ثلاثة شبان، بينما احتجزت آخرين للتحقيق الميداني. في المقابل، وثقت الكاميرات مشاهد مروعة لسكان يجبرون على مغادرة منازلهم تحت تهديد السلاح، في أجواء باردة تضاعف معاناة الأطفال والنساء.

وفي مخيم نور شمس، لم تتوقف القوة المفرطة، حيث تقوم الجرافات بهدم البنية التحتية بذريعة شق طرق عسكرية تخترق المخيم. أسفرت هذه العمليات عن تهجير آلاف السكان وتدمير العديد من المباني، في محاولة لفرض وقائع جديدة من خلال تغيير المعالم الجغرافية للمنطقة.

نزوح جماعي في مواجهة الاحتلال العسكري

خلال الأيام الأخيرة، شهدت مدينة طولكرم ومخيم نور شمس نزوحاً كبيراً للسكان، بعد التصعيد القمعي من قبل القوات الإسرائيلية. على سبيل المثال، أُجبر أكثر من 12 ألف لاجئ على مغادرة مخيم طولكرم، في حين أن حصار المخيمات زاد من معاناة المتبقين داخلها، ليصل إجمالي النازحين من طولكرم ومخيم نور شمس إلى ما يزيد عن 24 ألف شخص، وفق تقديرات أولية.

وتصاحب هذه الهجمات المتكررة عمليات هدم ممنهجة. من أبرز الأضرار المسجلة تدمير كلي وجزئي للمنازل، وتعطيل البنية التحتية، وتدمير المركبات. أدّت هذه السياسات إلى القضاء على سُبل عيش العديد من الأهالي، ناهيك عن أجواء الخوف التي باتت تسيطر على كل زاوية من المدينة والمخيمات.

خسائر بشرية ومادية تُفاقم الأوضاع

في خضم العدوان المستمر، أسفرت الإجراءات العسكرية الإسرائيلية عن سقوط 13 شهيداً، بينهم طفل وامرأتان – إحداهما حامل في الشهر الثامن – إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، معظمهم من الشباب. الخسائر لم تقتصر على الأرواح، بل طالت البنية التحتية بشكل واسع، مع توثيق حالات هدم كلي وجزئي واحتراق للمنازل والمحال التجارية.

تزيد هذه الانتهاكات من وتيرة الغضب الشعبي، إذ أصبحت الممارسات الإسرائيلية جزءاً من سياسة ممنهجة تهدف إلى السيطرة على طولكرم ومخيميها، وتحويل مناطق بأكملها إلى ثكنات عسكرية. هذه التطورات تحتم مراقبة فورية للوضع المتوتر في المنطقة، في ظل تزايد الأصوات الدولية المطالبة بوقف هذه الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين.