أسهم أوروبا تهبط بقيادة شركات السفر: ما الأسباب وراء التراجع؟

شهدت الأسواق الأوروبية اليوم تراجعًا ملحوظًا، حيث سجلت الأسهم انخفاضًا بقيادة شركات السفر والسياحة إثر حريق ضخم تسبب في إغلاق مطار هيثرو البريطاني، وهو من أكثر المطارات ازدحامًا في أوروبا. يأتي ذلك وسط أجواء من القلق الاقتصادي العالمي، مع تضارب التوقعات بشأن النمو الاقتصادي وتصاعد التوترات التجارية، لتنعكس هذه المستجدات على أداء أسواق المال.

حريق مطار هيثرو يؤثر سلبًا على أسهم شركات السفر الأوروبية

انخفض المؤشر الأوروبي «ستوكس 600» بنسبة 0.5% بحلول صباح اليوم، وقاد هذه التراجعات القطاع الفرعي الخاص بالسفر والترفيه الذي هبط بنسبة 2.1%. وكانت أسهم شركات الطيران الأكثر تضررًا جراء الحادثة، حيث تراجع سهم مجموعة الخطوط الجوية الدولية «آي.إيه.جي» بنسبة كبيرة بلغت 3.1%، في حين سجلت لوفتهانزا انخفاضًا بنسبة 1.2%، إلى جانب تراجع أسهم إير فرانس كيه.إل.إم بنسبة 2% وسهم إيزي جت بنسبة 1.3%.
الحادثة أثارت قلق المستثمرين خاصة وأن مطار هيثرو يمثل شريانًا رئيسيًا لحركة الطيران الأوروبية، مما يعكس تأثيراً سريعاً ومباشراً على قطاع السفر والسياحة الذي يواجه تحديات متزايدة.

التوترات الاقتصادية تلقي بظلالها على الأسواق الأوروبية

بالرغم من التراجع اليوم، فإن المؤشر الرئيسي للأسواق الأوروبية سجل ارتفاعًا بنسبة 0.7% منذ بداية الأسبوع، بدعم من تطورات إيجابية في ألمانيا. صوت البرلمان الألماني (البوندستاج) على خطة لزيادة الإنفاق الحكومي، حيث تستهدف الخطة تعزيز النمو الاقتصادي وزيادة الميزانية العسكرية. ومع ذلك، لا تزال حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي تضغط على الأسواق منذ إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن خفض توقعاته للنمو الاقتصادي ورفع تقديراته للتضخم، مما أثار مخاوف بشأن السياسة التجارية للإدارة الأمريكية.

شركات البيع بالتجزئة تتكبد خسائر حادة

واجهت أسهم شركات البيع بالتجزئة الأوروبية انتكاسات واضحة، حيث انخفض سهم شركة «دوجلاس» الألمانية للعطور ومستحضرات التجميل بنسبة 18.3%. جاء هذا التراجع إثر إعلان الشركة عن تخفيض توقعاتها للأرباح السنوية، مما أثار مخاوف بشأن أداء القطاع ككل في ظل تزايد التحديات الاقتصادية.
من المتوقع أن تظل الأسواق الأوروبية في حالة اضطراب نتيجة التوترات التجارية وتأثيرها على الاستثمارات، بينما تترقب الأنظار تصويت المجلس الأعلى للبرلمان الألماني على خطة الإنفاق الجديدة، والتي قد تلعب دورًا في تحسين مناخ الأعمال في الاتحاد الأوروبي.