انخفاض أسعار الذهب مع صعود الدولار وثبات الفائدة الأمريكية

تراجعت أسعار الذهب خلال التعاملات الآسيوية اليوم الجمعة، حيث سجل المعدن النفيس انخفاضًا ملحوظًا وسط الضغوط المستمرة من قوة الدولار الأمريكي. هذا التراجع جاء رغم استمرار الطلب العالمي على الذهب كملاذ آمن، خصوصًا مع حالة عدم اليقين الاقتصادي المتزايدة والسياسات التجارية التي فرضتها الإدارة الأمريكية. ويعكس مسار الذهب تحولات سوقية بارزة بعدما سجل مستويات تاريخية مرتفعة الأسبوع الماضي.

تذبذب أسعار الذهب ودور الدولار في الضغط على المعدن النفيس

شهدت أسعار الذهب تراجعًا خلال التداولات الفورية، حيث انخفضت بنسبة 0.5% لتسجل 3029.61 دولار للأوقية. وامتد التراجع إلى العقود الآجلة لشهر مايو، التي هبطت بدورها بنسبة 0.2% واستقرت عند 3037.09 دولار للأوقية. ورغم هذا التراجع، يبقى الذهب عند مستويات أعلى من 3000 دولار للأوقية، وهو ما يحافظ على جاذبيته كمخزون للقيمة في أوقات القلق الاقتصادي.

هذا التراجع جاء نتيجة لارتفاع الدولار الأمريكي، الذي استعاد قوته بعد اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، حيث قرر الحفاظ على معدلات الفائدة دون تغيير رغم المخاطر الاقتصادية القائمة. ويرى مراقبون أن هذا الانتعاش في الدولار أدى إلى تقليل جاذبية الذهب للمستثمرين الدوليين.

الذهب يتأثر بالتوترات الاقتصادية والعوامل الجيوسياسية

تعد تقلبات أسعار الذهب انعكاسًا للضغوط الاقتصادية العالمية، بما في ذلك التعريفات الجمركية التي أقرتها الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب. فقد فرضت هذه السياسات حالة من عدم اليقين بين المستثمرين، مما عزز في بداية الأمر الطلب على الذهب كملاذ آمن. ومع ذلك، تراجع هذا الزخم مع تدخل عوامل أخرى، مثل استقرار معدلات الفائدة وصعود الدولار، ما أعاد تشكيل المعادلة السوقية.

من جهة أخرى، يؤثر انتعاش الدولار بشكل مباشر على أسعار المعادن الأخرى. على سبيل المثال، سجلت العقود الآجلة للبلاتين هبوطًا بنسبة 0.7% لتصل إلى 987.15 دولار للأوقية، بينما انخفضت العقود الآجلة للفضة بنسبة 0.8% لتصل إلى 33.735 دولار للأوقية.

نظرة مستقبلية على تحركات السوق

مع التقلبات الحالية، تتجه أنظار المستثمرين نحو التغيرات المحتملة في السياسات المالية الأمريكية، خاصة معدلات الفائدة وأي إجراءات قد يتخذها الاحتياطي الفيدرالي. كما تبرز تكهنات حول مدى استدامة مستويات الذهب الحالية وسط هذه العوامل المتشابكة.

في سياق المعادن الأخرى، شهدت العقود الآجلة للنحاس في بورصة لندن للمعادن انخفاضًا بنسبة 0.2% لتسجل 9910.30 دولار للطن، بعد أن تخطت حاجز 10,000 دولار في وقت سابق من هذا الأسبوع. في حين هبطت العقود الآجلة للنحاس تسليم مايو بنسبة 0.3% إلى 5.1020 دولار للرطل.

يتضح من هذه التطورات أن الأسواق العالمية تعيش حالة من الترقب المشوبة بالحذر، مما يترك آفاق المعدن النفيس والمعادن الأخرى مفتوحة على تقلبات حادة تعتمد على متغيرات الاقتصاد الكلي والقرارات السياسية المقبلة.