حكماء المسلمين: 11 عامًا من تعزيز الحوار والتسامح بين الثقافات والإنسانية

في الذكرى الحادية عشرة لبدء مسيرته، يواصل مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب جهوده الرائدة لتعزيز ثقافة الحوار والسلام العالمي. منذ تأسيسه في 19 يوليو 2014، يسعى المجلس لنشر قيم التسامح والتعايش الإنساني، وتوحيد الصف الإسلامي، ومواجهة التحديات العالمية من خلال مبادراته المتنوعة وأنشطته المؤثرة.

مجلس حكماء المسلمين: 11 عامًا من نشر الحوار والتسامح

يمثل مجلس حكماء المسلمين نموذجًا متميزًا في نشر الحوار الإنساني وتعزيز التسامح. تم تأسيس المجلس في 21 رمضان 1435 هـ بهدف المساهمة في نشر القيم الإسلامية السمحة وترسيخ ثقافة السلام العالمي. أطلق المجلس العديد من الجولات الحوارية التي جرت في عواصم عالمية كفلورنسا وباريس وجنيف والمنامة، تُوجت بتوقيع وثيقة “الأخوة الإنسانية” التاريخية بين شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الكاثوليكية عام 2019، والتي تُعد خطوة محورية لتعزيز التعايش بين الأديان.

كما أطلق المجلس قوافل السلام والبعثات الرمضانية لمد الجسور بين المسلمين حول العالم، وتنوير المجتمعات بأهمية الفكر الوسطي في التصدي للتطرف والكراهية. هذه القوافل تتعامل مباشرة مع المسلمين في أنحاء مختلفة من العالم، مسلطة الضوء على أهمية الاندماج الإيجابي مع احترام القيم الإنسانية المشتركة.

مشاريع مجلس حكماء المسلمين: جسور التعايش وثقافة حوار الشباب

يضع المجلس الشباب في قلب استراتيجياته، إدراكًا لأهميتهم في مستقبل التعايش الإنساني. أطلق المجلس مبادرات مثل “منتدى شباب صناع السلام” و”برنامج الحوارات الطلابية العالمية”، إلى جانب “مبادرة الجسور التي تربطنا”. كما عمل على مشاريع تعليمية تشمل زمالة التعليم الأخلاقي للأطفال، بهدف غرس قيم الحوار والسلام منذ سن مبكرة.

وفي مجال النشر والتوعية، أطلق المجلس دار “الحكماء للنشر” التي تُركّز على طباعة وترجمة المؤلفات الفكرية والدينية بهدف نشر التسامح، حيث أنتجت أكثر من 250 كتابًا بلغات عدة منذ عام 2019.

أدوار قيادية في مواجهة تحديات المناخ والعمل الإسلامي المشترك

وسع المجلس جهوده لتمتد إلى أكثر القضايا العالمية إلحاحًا، مثل قضايا المناخ. نظم المجلس ملتقيات مثل مؤتمر قادة الأديان من أجل المناخ، وتعاون في إنشاء جناح الأديان ضمن مؤتمر الأطراف COP، مما يعكس التزامه نحو حماية الكوكب وتعزيز الوعي البيئي.

على الجانب الإسلامي، أطلق المجلس ميثاق “نداء أهل القبلة” عام 2025 خلال ملتقى الحوار الإسلامي في البحرين، بهدف تعزيز الوحدة بين المذاهب والمدارس الفكرية في الأمة الإسلامية. هذه الجهود تؤسس لمرحلة جديدة من الإنجاز والوعي المشترك تجاه القضايا المصيرية.

يمثل مجلس حكماء المسلمين عبر مشاريعه الممتدة عالمياً وفي مجالات متعددة، نموذجًا بناءً للسلام والتعاون، مؤكداً أن الوصول إلى عالم أكثر تسامحاً وتعايشًا ممكن بمنهجية مدروسة وإرادة صادقة.