شركات السفر تتسبب في هبوط الأسهم الأوروبية بعد إغلاق مطار هيثرو

الأسهم العالمية تهوي وسط مخاوف مستمرة بشأن السياسات التجارية

تراجعت أسواق الأسهم العالمية بشكل ملحوظ يوم الجمعة الماضي، بعد أسبوع حافل بالتوترات المتعلقة بالسياسات التجارية وإغلاق مطار هيثرو. هذه التراجعات شملت الأسواق الأوروبية والآسيوية وحتى الأمريكية، مدفوعة بمخاوف المستثمرين من تأثير الرسوم الجمركية التي يفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والسياسات النقدية للبنوك المركزية. أبرز المتضررين كانت شركات السفر والطيران التي تأثرت بشدة بعد الحادثة الأخيرة في مطار هيثرو.

تأثير إغلاق مطار هيثرو على الأسهم الأوروبية

شهدت الأسهم الأوروبية تراجعات كبيرة يوم الجمعة مع انخفاض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.5%. كان قطاع السفر والترفيه من أبرز القطاعات المتضررة، حيث انخفض المؤشر الفرعي لهذا القطاع بنسبة 2.1%. تسبب الحريق الذي أدى إلى إغلاق مطار هيثرو في لندن في خسائر ملحوظة لشركات طيران رئيسية، مثل مجموعة الخطوط الجوية الدولية التي هبط سهمها بنسبة 3.1%، ولوفتهانزا بنسبة 1.2%.
على الرغم من هذه الخسائر، استطاع المؤشر الرئيسي للأسهم الأوروبية تحقيق ارتفاع إجمالي بنسبة 0.7% خلال الأسبوع، مدفوعًا بمبادرات مثل خطة البرلمان الألماني لزيادة الإنفاق العام وتنشيط أكبر اقتصادات أوروبا.

الأسهم الآسيوية بين التراجعات والارتفاعات المحدودة

انتقلت التراجعات إلى الأسواق الآسيوية، متأثرة بالحالة العالمية. انخفض مؤشر هانج سينج في هونج كونج بنسبة 2.2%، بينما تراجع مؤشر شنغهاي المجمع بنسبة 1.3%. أما في اليابان، فقد شهدت بورصة طوكيو تذبذبًا بين المكاسب المبكرة والخسائر النهائية. تراجع مؤشر نيكاي 225 بنسبة 0.2% ليغلق عند 37,677.06 نقطة، رغم تسجيله ارتفاعًا إجماليًا خلال الأسبوع بنسبة 1.89%.
على الجانب الآخر، حقق مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية ومؤشر الأسهم الأسترالية زيادات محدودة بنسبة 0.2%، مما يشير إلى حالة من التباين في أداء الأسواق الآسيوية وسط استمرار اضطرابات السوق العالمي.

الأسواق الأمريكية في ظل التوترات التجارية

لم تكن وول ستريت بمنأى عن هذه الضغوط، حيث سجل المؤشر داو جونز الصناعي انخفاضًا بـ98.53 نقطة، لتبلغ قيمته 41,854.79 نقطة. كما انخفض المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 0.31% ونظيره ناسداك بنسبة 0.09%. هذه التراجعات جاءت وسط استمرار حالة عدم اليقين بشأن استراتيجية الرسوم الجمركية الأمريكية.
وأضاف ذلك مزيدًا من الضغط على المستثمرين بعد أن رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي توقعاته للتضخم وتخفيض تقديره للنمو الاقتصادي. هذه التطورات دفعت بالمستثمرين إلى بيع أسهم الشركات الكبرى، خاصة في قطاع التكنولوجيا، الذي شهد مكاسب خلال الفترات الماضية لكنها تعرضت لتراجعات كبيرة يوم الجمعة.

تحليل هذه التراجعات يظهر كيف أن الأزمات الاقتصادية والسياسية يمكن أن تؤثر وبشكل كبير على حركة الأسواق العالمية. يبدو أن التوترات التجارية ستكون عاملاً رئيسياً في تشكيل المشهد الاقتصادي خلال الفترات القادمة، وسط ترقب المتداولين لأي تطورات جديدة في هذا الصدد.