الموظف يقضي 460 ساعة سنوياً في زحام الطرق بين دبي والشارقة

شهد الطريق الاتحادي الرابط بين إمارتي دبي والشارقة أزمة مرورية خانقة باتت تشكل عبئًا يوميًا على الموظفين، حيث أظهرت دراسة حديثة أن العاملين يقضون 460 ساعة سنويًا عالقين في الزحام، أي ما يعادل نحو 57 يوم عمل. هذه الإحصائيات الخطيرة سلطت الضوء على الحاجة الملحة لاعتماد حلول جذرية تخفف من معاناة مستخدمي الطريق.

الازدحام المروري بين دبي والشارقة: الوقت المهدر والتكاليف الاجتماعية

بحسب ما أوضحه الدكتور عدنان حمد الحمادي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، فإن أزمة المرور بين دبي والشارقة تجاوزت كونها قضية تتعلق بالوقت فقط، بل أصبحت تؤثر مباشرة على الحياة الاجتماعية والالتزامات الأسرية. الموظفون الذين يبدؤون يومهم فجراً، ويعودون لمنازلهم في وقت متأخر من الليل، يفقدون قدرتهم على التفاعل مع أسرهم، وهو ما وصفه الحمادي بأنه “انعدام للحياة الاجتماعية”.
وأضاف أن بعض الموظفين يضطرون للبقاء ساعات إضافية في دبي بانتظار انسيابية حركة المرور، فيما اتجه آخرون لاستئجار مساكن مؤقتة قرب أماكن عملهم لتجنب التأخير، ما يؤكد وجود تداعيات اقتصادية واجتماعية لهذه الظاهرة.

أرقام صادمة: 460 ساعة في الزحام سنويًا

كشف تقرير استقصائي أن القيادة اليومية بين الإمارتين لمسافة 15 كيلومترًا خلال ساعات الذروة يكلف الموظفين زهاء 460 ساعة قيادة سنويًا. هذه المدة توازي حوالي 60 يوم عمل عند قسمتها على متوسط ساعات العمل اليومية المُحدد بـ 8 ساعات، ما يظهر حجم الخسارة الزمنية التي يتحملها العاملون. هذه الأرقام تم طرحها ضمن جلسة المجلس الوطني الاتحادي الأخيرة، حيث دعا الدكتور الحمادي وزارة الطاقة والبنية التحتية إلى سرعة التحرك لتخفيف هذه المعاناة المزمنة.

دعوات للإسراع بحلول مستدامة للشوارع المزدحمة

ناقش المجلس الوطني الاتحادي ضرورة إيجاد حلول عملية وسريعة للتخفيف من الأزمة المرورية على الطريق الرابط بين دبي والشارقة. وقد أشار التحدي إلى أهمية تحسين البنية التحتية وتطوير وسائل النقل الجماعي لتقليل اعتماد الأفراد على السيارات الخاصة.
تشمل بعض التوصيات الممكنة التي اقترحها الخبراء:

• توسيع الطرق الحالية وزيادة حارات السير.
• تحفيز العمل عن بُعد وتقليل الحضور المادي إلى المكاتب في أوقات الذروة.
• تعزيز مشاريع النقل العام مثل القطارات والحافلات ذات الكفاءة العالية.

يؤكد هذا التقرير على الأهمية العاجلة لمعالجة مشكلة الازدحام المروري، ليس فقط لتوفير الوقت المهدر، بل لتعزيز جودة حياة السكان وتقليل الضغوط الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن هذه الأزمة المتفاقمة.