شهدت الأسواق المالية العربية خلال الأسبوع الثالث من شهر مارس أداءً متبايناً بين المكاسب والتراجعات، وذلك بفعل عوامل داخلية وخارجية متعددة أثّرت على حركة السيولة وتوجهات المستثمرين. بينما واصلت الأسواق مراقبة مستجدات الاقتصاد العالمي والسياسات النقدية، ظلت تأثيرات التوترات الجيوسياسية وتقلبات أسعار النفط تلقي بظلالها على معنويات المستثمرين، لتعيد تشكيل مشهد التداولات في المنطقة.
الأسواق الخليجية: تقلبات ومكاسب متفاوتة
في المملكة العربية السعودية، أنهى المؤشر العام تعاملاته مرتفعاً بنسبة 0.29% ليصل إلى 11,760.32 نقطة، ولكن مع تراجع القيمة السوقية إلى 9.566 تريليونات ريال، مقارنة بالأسبوع الماضي. بينما حققت أسهم كبرى مثل “إنتاج” و”رتال” مكاسب بنسب وصلت إلى 20% و13.01% على التوالي، كان أداء البورصة القطرية معاكساً، إذ تراجع مؤشرها بنسبة 0.76% ليصل إلى 10,343.68 نقطة، في ظل خسارة رأس المال السوقي نحو ثلاثة مليارات ريال قطري.
أما في الإمارات، فاستحوذ سهم “إعمار العقارية” على النصيب الأكبر من سيولة سوق دبي، حيث بلغت السيولة الإجمالية لسوقي أبوظبي ودبي الماليين نحو 8.85 مليارات درهم في أسبوع، ما يعكس اهتماماً كبيراً من المستثمرين بالقطاعات العقارية والمالية.
بورصات الكويت والبحرين ومسقط: تباين بين الصعود والهبوط
شهدت بورصة الكويت أسبوعاً أخضر، حيث ارتفع مؤشرها العام بنسبة 0.84% ليغلق عند 7,988.41 نقطة، في حين تصدرت أسهم “أولى وقود” و”مدينة الأعمال” قائمة الأكثر ارتفاعاً بنسب وصلت إلى 63.66% و46.27%. بالمقابل، شهدت بورصة البحرين تراجعاً طفيفاً بلغ 0.52% على مؤشرها العام مع انخفاض تداولات بعض الأسهم القيادية.
أما بورصة مسقط، فقد حققت نمواً ملحوظاً بنسبة 0.53%، مدفوعة بارتفاع في أحجام التداول بنسبة 144.22%. تصدرت سندات “ليفا” وسهم “شل العمانية للتسويق” قائمة الكاسب الأكبر بنسب نمو بلغت 53.85% و10%.
البورصة المصرية: مكاسب قوية وارتفاع في معدلات السيولة
اختتمت البورصة المصرية أسبوعها الثالث من مارس بارتفاع المؤشر الرئيسي “إيجي إكس 30” بنسبة 1.24% ليصل إلى 31,677.58 نقطة، مع إجمالي قيمة تداول بلغ 696.8 مليار جنيه. في حين تصدرت أسهم مثل “أسمنت سيناء” و”الحديد والصلب” المكاسب بنسب 29.5% و29% على التوالي، شهدت أسهم “المطورون العرب” و”جهينة للصناعات الغذائية” تراجعات تجاوزت 11%.
تفاعل المستثمرون في السوق المصرية مع الحراك المستمر في الأسهم الكبرى، حيث استحوذ المصريون على 86.5% من التعاملات، بينما سجل الأجانب صافي بيع بقيمة 604.6 ملايين جنيه.
الأسواق العربية تستمر في التحرك بخطى متأثرة بالظروف الاقتصادية والجيوسياسية، مما يجعل الحذر والترقب سيد الموقف بين المستثمرين انتظاراً لأية تطورات جديدة قد تعيد تشكيل اتجاهات التداول.
