في خطوة علمية مثيرة تهدف إلى كشف أسرار الطبيعة الأم، تمكن فريق بحثي من جامعة أريزونا الأمريكية من تقديم رؤية جديدة حول كيفية مقاومة بعض أنواع الكائنات الحية للسرطان. الدراسة التي استغرقت عشر سنوات وجمعت بيانات من 292 فصيلة من الفقاريات، سلطت الضوء على استراتيجيات ذاتية مذهلة تطورت لدى بعض الكائنات لتقليل خطر الإصابة بهذا المرض. النتائج أثارت تساؤلات حول إمكانية استلهام هذه الآليات لتحسين الوقاية والعلاج لدى البشر.
كيف تساعد الطبيعة الأم الكائنات الحية في مقاومة السرطان؟
توصل الباحثون إلى أن بعض الكائنات الحية تمتلك قدرات استثنائية لمقاومة السرطان، رغم انتشار المرض بنسب مرتفعة في عدد كبير من الأنواع. المفارقة المثيرة جاءت من مقارنة بين الأحجام والأعمار؛ حيث أظهرت الحيوانات الأكبر حجماً والأطول عمراً معدلات إصابة أقل، رغم احتواء أجسامها على عدد هائل من الخلايا، ما يزيد نظرياً من احتمالات الإصابة بالسرطان. على سبيل المثال، الأفيال والحيتان أظهرت معدلات إصابة منخفضة بفضل امتلاكها نسخاً متعددة من جينات مقاومة السرطان، مثل جين TP53، وحساسيتها العالية تجاه تدمير الحمض النووي.
ووجدت الدراسة أن الحيوانات ذات فترات الحمل الطويلة تتراجع لديها معدلات الإصابة بالسرطان؛ إذ تمنح هذه الفترات الطويلة الخلايا وقتاً أكبر لتصحيح خصائصها وتقليل احتمالات حدوث الطفرات الخلوية، مقارنة بأنواع أخرى تتميز بفترات تكاثر قصيرة.
أنواع أكثر عرضة للإصابة بالسرطان
بالمقابل، كشفت الدراسة عن أنواع حية تتزايد فيها معدلات الإصابة بالأورام. القوارض مثلاً أظهرت نسبة إصابة تصل إلى 63%، وهو ما استُنتج أنه يعود إلى قصر أعمارها وضعف آليات الدفاع الخلوي لديها. كما أن القنافذ وحيوان الأبوسوم عانت من معدلات مشابهة للإصابة.
البيانات الإحصائية أظهرت أيضاً أن الثدييات سجلت أعلى معدلات الإصابة بالأورام، تلتها الزواحف ثم الطيور، فيما كانت البرمائيات الأقل تأثراً. الأسباب المعقدة لهذا التفاوت تشمل العمر، الحجم، ومعدلات التكاثر.
استفادة البشرية من أسرار الطبيعة في مقاومة السرطان
تشير الدراسة إلى أن الطبيعة الأم زودت بعض الكائنات بوسائل خارقة لمقاومة السرطان، وهو ما يحاول العلماء فهمه لتطوير علاجات للبشر. من خلال تعريض الخلايا الحيوانية للإشعاع والعلاج الكيماوي، لم يثبت ارتباط مباشر بين المؤثرات الخارجية ومعدلات الإصابة، مما يعزز فكرة أن عوامل مثل المناعة وعمليات الأيض تلعب دوراً حاسماً.
ويقول الباحث زاك كمبتون: “نحن بحاجة لفهم استراتيجيات الطبيعة بشكل أعمق، لتسخير هذه الآليات في مكافحة السرطان لدى البشر”. قد تصبح هذه الأبحاث خطوة جديدة نحو فتح آفاق علمية تسهم في مقاومة الأمراض الخطيرة التي تهدد حياة الإنسان.
أبراج سريعة الغضب: تعرف على أكثر الشخصيات اندفاعاً وتهيُّجاً
منصة ماسبيرو.. المسلماني يكشف في منتدى الإعلام السعودي بالرياض عن مشروع كبير
المؤسس عثمان 188: شاهد الحلقة 188 كاملة على قناة ATV وقناة الفجر الآن!
رواية عشق الذئب الفصل الثامن عشر 18 بقلم اسماعيل موسي
مواقيت الصلاة في مصر اليوم السبت 22 رمضان لعام 1444 هـ