هل الماء المثلج يساعد في حرق السعرات الحرارية بشكل فعّال؟

مع اقتراب اليوم العالمي للماء الذي يُحتفل به في الثاني والعشرين من مارس كل عام، تتزايد النقاشات حول الفوائد الصحية للماء وتأثيراته المختلفة على الجسم. إحدى القضايا المثيرة للاهتمام هي تأثير شرب الماء المثلج على معدل حرق السعرات الحرارية. فهل يمكن لشرب الماء المثلج أن يعزز الأيض ويساعد حقًا في التخلص من السعرات الزائدة؟ دعونا نستعرض ذلك وفقًا لما ذكرته الدراسات الحديثة والتوصيات الصحية.

كيف يؤثر الماء المثلج على السعرات الحرارية؟

تشير الأبحاث والدراسات إلى أن شرب الماء المثلج يمكن أن يؤدي إلى زيادة طفيفة في معدل الأيض، حيث يحتاج الجسم إلى طاقة لتسخين الماء إلى درجة حرارة الجسم العادية (حوالي 37 درجة مئوية). هذه العملية تُعرف باسم “التأثير الحراري”. ومع كل كوب من الماء المثلج، يتم حرق عدد قليل جدًا من السعرات الحرارية، إلا أن هذا الأثر يكون محدودًا. على سبيل المثال، قد تساعدك الكؤوس المتعددة من الماء المثلج يوميًا على حرق نحو 10-15 سعرة حرارية فقط، مما يعني أن الاعتماد الكلي عليه لخسارة الوزن ليس عمليًا.

ومع ذلك، يحذر الخبراء من الإفراط في تناول الماء البارد بسبب احتمالية حدوث تأثيرات جانبية، مثل الحساسية أو الإضرار بالجهاز الهضمي عند الأشخاص الحسّاسين.

نصائح فعّالة لزيادة معدل حرق السعرات الحرارية

في حين أن شرب الماء المثلج يمكن اعتباره إضافة طفيفة لجهودك في التحكم بالوزن، إلا أنه لا يمكن الاعتماد عليه بمفرده. لتحقيق نتائج فعالة وصحية، توصي الإرشادات الطبية بما يلي:

  • اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على أطعمة غنية بالألياف والبروتينات.
  • تجنب تناول كميات كبيرة من الماء المثلج لتفادي أي آثار جانبية محتملة.
  • شرب الماء بدرجة حرارة معتدلة لتعزيز الترطيب دون إجهاد الجهاز الهضمي.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتحفيز الأيض بشكل شامل.
  • الحفاظ على ترطيب الجسم بشرب الكمية اليومية الموصى بها من الماء.

هل الماء المثلج كافٍ لخسارة الوزن؟

رغم الفوائد المزعومة لشرب الماء المثلج في رفع معدل الأيض، يعتبر تأثيره على حرق السعرات الحرارية محدودًا للغاية. لذا، يُنصح بعدم الاعتماد على هذه الطريقة وحدها لخسارة الوزن. بدلاً من ذلك، يُفضل الجمع بين عادات صحية متعددة، مثل تناول وجبات متوازنة تحتوي على سعرات محسوبة، وزيادة حركة الجسم من خلال الأنشطة اليومية.

إن شرب الماء بكافة درجات حرارته مفيد لصحتك بشكل عام، ولا ينبغي أن يُعتبر حلًا سحريًا لإنقاص الوزن ولكنه عنصر مهم ضمن نمط حياة صحي شامل. يعتمد تحقيق الأهداف الصحية على الالتزام بالخطوات متعددة الجوانب والوعي باتباع أسلوب حياة متوازن.