زيدان ليس صديقي.. ديشامب يوضح موقفه بشأن تدريب منتخب فرنسا

أعلن ديدييه ديشامب، المدير الفني للمنتخب الفرنسي، أنه سيختتم مسيرته التدريبية مع “الديوك” عقب نهائيات كأس العالم 2026، وذلك خلال مقابلة أجريت معه مؤخرًا. هذا التصريح أثار موجة من التحليلات والتكهنات حول خليفته المحتمل، حيث يتصدر اسم زين الدين زيدان قائمة المرشحين لتولي القيادة الفنية، معززًا بذلك الحديث عن علاقته بديشامب والتي لطالما وُصفت بالباردة.

العلاقة بين ديدييه ديشامب وزيدان: تاريخ من البرود

منذ أن تزامنا في المنتخب الفرنسي خلال تسعينيات القرن الماضي، لم تُعرف العلاقة بين ديدييه ديشامب وزين الدين زيدان بالدفء، رغم تشاركهما العديد من الإنجازات. فقد قاد ديشامب “الديوك” كقائد ميداني، فيما كان زيدان النجم الأول الذي تُسلط عليه الأضواء، لا سيما خلال كأس العالم 1998. علاقة اللاعبين حافظت على برودتها حتى عندما تشاركا غرف الملابس في نادي يوفنتوس الإيطالي، حيث استمر الجفاء، وفقًا لتقارير إعلامية فرنسية.

في مقابلة مع صحيفة “لوفيغارو”، تحدث ديشامب عن هذا التاريخ، مؤكدًا أنه رغم عدم وجود صداقة وثيقة بينهما، فإن الاحترام المتبادل ثابت بينهما. كما نفى الشائعات حول كونه شخصية غير محبوبة من زملائه، مشيرًا إلى لقاءاته الأخيرة مع زيدان في المجمع الرياضي الخاص بالأخير، حيث جمعتهما نقاشات إيجابية حول مسيرتهما.

جيل 1998: خلافات وعلاقات معقدة

يشير ديشامب إلى أن التباعد الشخصي بينه وبين زملائه من جيل 1998، مثل كريستوف دوغاري، ليس سوى انعكاس طبيعي لاختلافات شخصية وأولويات حياتية. ورغم حضوره مناسبات رياضية جمعت الفريق التاريخي، فإنه يؤكد أن البعض الآخر من زملائهم السابقين لم يشاركوا في هذه اللقاءات نهائيًا، ما يبرز تنوع العلاقات داخل الفريق.

من جهة أخرى، لم يُخفِ ديشامب وجود بعض التوترات بين أفراد هذا الجيل، مشيرًا بشكل ضمني إلى برود العلاقة بين زيدان ولاعبين آخرين مثل تييري هنري وروبرت بيريز. ومع ذلك، شدد على أن هذه الخلافات لم تؤثر على الروح الجماعية التي ميزت الفريق خلال حقبة النجاحات.

زيدان.. خليفة محتمل لديشامب بعد مونديال 2026

من المتوقع أن يكون زين الدين زيدان أبرز المرشحين لتولي تدريب المنتخب الفرنسي بعد رحيل ديدييه ديشامب في أعقاب كأس العالم 2026. وفي رده على فكرة تولي زيدان المهمة، أوضح ديشامب أن ذلك سيكون “خطوة رائعة”، لكنه شدد على أن القرار النهائي بيد زيدان.

زيدان، الذي أظهر تفوقًا كبيرًا كمدرب مع نادي ريال مدريد بقيادته لتحقيق عدة ألقاب أوروبية، يمتلك الآن سجلاً يعزز مكانته كخيار مناسب لقيادة المنتخب الفرنسي. ومع وجود دعم واسع من الجماهير والنقاد، يبقى التساؤل حول استعداد زيدان لتحمل هذه المسؤولية الكبيرة.

تظل السنوات المقبلة حاسمة في تحديد ملامح القيادة الفنية لمنتخب فرنسا، خصوصًا مع استمرارية ديدييه ديشامب الذي يحتفظ برصيد قوي كمدرب قاد الفريق إلى قيادة ناجحة في أكثر من بطولة، إلى جانب تجهيزه الأرضية المناسبة لخليفته المنتظر.