أمين عام الأمم المتحدة يطالب بالتصديق على اتفاقية القضاء على التمييز العنصري

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، في خطابه بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري، جميع دول العالم إلى التصديق على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري وتنفيذها بصورة شاملة. وأكد أن العنصرية تمثل تهديدًا خطيرًا يتسبب في تمزيق المجتمعات وإهدار الإمكانات البشرية، مجددًا الالتزام الأممي بمكافحة هذا التحدي العالمي في الذكرى الستين للاتفاقية.

أمين عام الأمم المتحدة: ضرورة التصديق على اتفاقية القضاء على التمييز العنصري

أشار أنطونيو جوتيريش إلى أن اتفاقية القضاء على التمييز العنصري وُلدت في ظروف حركات مناهضة للفصل العنصري والاستعمار في الستينيات، معتبرًا أنها إطار دولي شامل للمساواة وتكافؤ الفرص. وأوضح أن هذه الاتفاقية تمثل ركيزة أساسية لمكافحة العنصرية في ظل التحديات التي تواجه المجتمعات اليوم، بما في ذلك السياسات القائمة على الكراهية والتفرقة العرقية.

وحذر جوتيريش من تفاقم العنصرية في الفضاءات الرقمية، حيث تُستغل الخوارزميات لإثارة الكراهية وزيادة الاستقطاب. وشدد على أهمية دور الحكومات والقطاع الخاص والأفراد في تعزيز روح التسامح والمساواة، بينما ذكّر بأن الالتزام بالاتفاقية ليس مجرد إجراء قانوني بل مسؤولية أخلاقية مشتركة.

رسالة أممية واضحة: القضاء على التمييز العنصري يعزز السلام والتنمية

بدوره، أكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيلمون يانج، أن الكفاح ضد العنصرية ضرورة لتحقيق السلام والعدالة والتنمية المستدامة، مشيرًا إلى أهمية التسامح العالمي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030. ولفت الانتباه إلى دور أفريقيا في هذه القضية بصفتها منطقة تحمل إرثًا من المظالم التاريخية، لكنها في الوقت ذاته منارة للصمود أمام التحديات، داعيًا إلى إشراك الأصوات الأفريقية بقوة في النقاشات العالمية لمكافحة التمييز.

ووسط هذا المشهد، تحذر الأمم المتحدة من أن التوترات والاستقطاب العالميين يؤديان إلى المزيد من التعصب والتمييز العرقي. الوضع يتطلب ردًا حاسمًا يشمل تطبيقًا صارمًا للقوانين وسياسات تعزز العدالة العرقية.

التركيز العالمي على الذكرى الستين للاتفاقية الدولية

تزامن احتفال هذا العام مع الذكرى الستين لاعتماد الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري في عام 1965، مما أدى إلى زيادة الجهود الأممية لتسليط الضوء على المكاسب التي حققتها الاتفاقية وأهمية تكثيف الجهود للقضاء على العنصرية.

في إطار المناسبة، دعا رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على التمييز العنصري، مايكل بالسيرزاك، لاتخاذ تدابير أكثر قوة ضد خطابات الكراهية ومذاهب التفوق العرقي. كما ندد بالانتهاكات المستمرة التي تواجهها الأقليات والمهاجرين، مشددًا على أن أي تراجع عن جهود مكافحة التمييز يمثل تهديدًا للعدالة الاجتماعية.

من جانبها، نبهت مساعدة الأمين العام لشؤون حقوق الإنسان، إيلزي براندز كيريس، إلى خطورة الروايات العنصرية التي تغلغلت في السياسات والإعلام ومجالات الإنترنت، مؤكدة أن التمييز لا يضر أهداف المساواة فقط، بل يؤدي إلى تعطيل الديمقراطيات والاقتصادات.

ختامًا، تجدد الأمم المتحدة دعوتها إلى الالتزام بروح الاتفاقية والعمل الجماعي لتحقيق عالم ينعم بالكرامة والعدالة للجميع.