حرب كروية.. رياض محرز يكشف أسرار وكواليس كرة القدم الأفريقية

في قارة أفريقيا، تتسم مباريات كرة القدم بتحديات شديدة وطبيعة خاصة تجعل الأمر أشبه بمعركة رياضية وفقًا لتعبير قائد المنتخب الجزائري رياض محرز. وتجتمع عوامل مثل الطقس القاسي، وظروف الملاعب السيئة، والسفر الطويل والمتعب لتصعّب مهمة المنتخبات، وخصوصًا منتخبات شمال أفريقيا التي تواجه ظروفًا غير مألوفة مقارنة بلاعبيها المعتادين على الأجواء القارية الأوروبية، ما يجعل كل مباراة اختبارًا صعبًا لإرادتهم.

رياض محرز يصف أجواء الملاعب الأفريقية

في تصريح مؤثر خلال فيديو نُشر عبر منصات الاتحاد الجزائري لكرة القدم، شبّه رياض محرز اللعب في القارة الأفريقية بـ”الحرب”، في إشارة واضحة إلى ما يواجهه اللاعبون من تضاريس وتحديات قاسية. تحدث محرز عن المباراة الأخيرة ضد بوتسوانا في تصفيات كأس العالم 2026، حيث عانى المنتخب الجزائري من ظروف مناخية حارقة ورطوبة مرتفعة مع خوض اللقاء خلال شهر رمضان المبارك، ما زاد من صعوبة الأمر على اللاعبين الملتزمين بالصيام.

وقد استغل المنتخب البوتسواني تعقيدات توقيت المباراة حيث أقيمت الساعة الثالثة عصرًا تحت أشعة الشمس الحارقة، بينما واجه ملعب “عبيد تشيلومي” إفادات سلبية مسبقة بسبب وضعيته السيئة التي كادت أن تسبب إصابات خطيرة، كما حدث مع اللاعب الجزائري يوسف عطال أثناء محاولته التدخل في إحدى الكرات.

التحديات المستمرة لمنتخبات شمال أفريقيا

ليست المباريات فقط بلظاة الشمس هي ما يعاني منه منتخب الجزائر، بل إن تجهيزاتهم وشروط تنقلهم تعد من أبرز نقاط التحدي. الاتحاد الأفريقي لكرة القدم غالبًا ما يتغاضى عن أوضاع الملاعب، كما في مثال ملعب “تشيلومي”، الذي اعتُمد رغم افتقاره للمعايير الدولية. علاوة على ذلك، يعمد بعض المنافسين إلى برمجة مواجهاتهم في ظروف مُصممة خصيصًا للتأثير السلبي على الخصم، ما جعل محرز يسلط الضوء على “الكواليس غير المعروفة” في تصريحاته.

وفقًا لمحرز وزملائه، لا تكمن الصعوبة فقط في المباريات ذاتها بل تشمل الرحلات الطويلة والبنية التحتية غير المهيأة. هذه العوامل تضع لاعبي شمال أفريقيا الذين ينتمون في أغلب الأحيان لأندية أوروبية في اختبار جسدي ونفسي كبيرين.

رياض محرز يحقق إنجازًا تاريخيًا

رغم كل هذه التحديات، كان لمباراة بوتسوانا طابع خاص بالنسبة لقائد المنتخب الجزائري. فقد دخل رياض محرز نادي المائة بمشاركته رقم 100 مع منتخب بلاده منذ انضمامه في عام 2014، سجل خلالها 32 هدفًا وقدم 40 تمريرة حاسمة. ويعد محرز أحد أبرز لاعبي الجيل الذهبي الذي حقق لقب كأس أمم أفريقيا عام 2019 وتألق على المسرح العالمي بتأهله للدور الثاني من مونديال 2014.

ختامًا، تبقى كرة القدم الأفريقية وجهًا آخر للتحديات الكروية، حيث يعيش اللاعبون سيناريوهات غير اعتيادية تبرز روحهم التنافسية العالية. وعلى الرغم من الصعوبات، يظل محاربو الصحراء، بقيادة محرز، نموذجًا للقتال والإصرار.