وقف الأب.. مبادرة وطنية ملهمة لترسيخ أكبر حراك عالمي لاستدامة الخير

تجسد حملة “وقف الأب”، التي أطلقتها قيادة دولة الإمارات خلال شهر رمضان المبارك، تحوّلاً نوعياً في العمل الخيري، حيث تهدف إلى توفير الرعاية الصحية وتقديم العلاج للفقراء والمحتاجين في المجتمعات الأقل حظاً، عبر إنشاء صندوق وقفي مستدام. وتأتي هذه الحملة كجزء من رؤية استراتيجية تعمل على تأصيل قيم البر بالوالدين وتنمية روح العطاء، بما يعزز مكانة الإمارات كعاصمة عالمية للإنسانية.

حملة “وقف الأب”.. ترسيخ لقيم البر والعطاء

تعكس حملة “وقف الأب”، التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أهمية البر بالوالدين كواجب ديني وإنساني، حيث تُعتبر الصدقة الجارية عن الأب جزءاً من استراتيجية شاملة لتعزيز التماسك الاجتماعي. يتزامن هذا المشروع مع “عام المجتمع” في الإمارات الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهو ما يجسّد التزام الدولة بترسيخ قيم التراحم والمحبة كأسس لبناء مجتمع مستدام ومتعاون.

تأتي الحملة استكمالاً لجهود الإمارات في العمل الإنساني، حيث تبني الجهود على نجاحات “وقف الأم” الذي تم إطلاقه العام الماضي. وكما أكد سمو الشيخ محمد بن راشد، فإن الأب يحمل دوراً لا يمكن تعويضه، وهو “أول قدوة وأول سند”، مما يجعل من بر الوالدين رسالة سامية تعزز من تماسك الأسرة والمجتمع ككل.

دعم الرعاية الصحية عبر مبادرة وقف رائدة

تسعى الحملة لتوجيه ريع “وقف الأب” نحو تعزيز قطاع الرعاية الصحية ومساعدة المجتمعات الأقل حظاً في العالم. ومن خلال تطوير المستشفيات، وتحديث تجهيزاتها، وتوفير الأدوية والعلاج للمحتاجين، تسهم الحملة في تحسين جودة الحياة لملايين الأفراد. بحسب منظمة الصحة العالمية، يفتقر أكثر من نصف سكان العالم إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية، مما يجعل مبادرة “وقف الأب” وسيلة مؤثرة لسد فجوات الرعاية الصحية عالميًا.

فيما تلعب الحملة دورًا محوريًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030، وخاصة الهدف الثالث المتعلق بـ”الصحة الجيدة والرفاه”. وتأتي هذه الجهود كخطوة فاعلة لمعالجة التباطؤ الملحوظ الذي أكدته تقارير أممية حديثة بشأن تحسين الخدمات الصحية عالمياً.

نهج مبتكر يقود الحراك الإنساني العالمي

لا تقتصر أهمية حملة “وقف الأب” على الطابع الخيري، بل تتعدى ذلك إلى تقديم نموذج متميز في إدارة حملات الوقف بشكل مبتكر ومستدام، حيث تعمل على جذب المؤسسات والمجتمعات للمشاركة في حراك إنساني مستدام. وقد أظهرت التقارير أن التكاتف المجتمعي الذي تولده هذه المبادرات يسهم في تعزيز قيم التعاون والتراحم بصور مبتكرة تشمل الجميع دون استثناء.

إن استمرارية مثل هذه المبادرات، التي تطلقها دولة الإمارات سنوياً خلال شهر رمضان، تعزز من مكانتها كواجهة عالمية للعمل الإنساني. ويظل الهدف الأسمى هو إحداث تغيير إيجابي مستدام في حياة الأفراد، حيث تدعو الحملة الجميع إلى المشاركة الفاعلة في تحقيق رسالة الخير.

بقي أن نقول إن “وقف الأب” ليس مجرد حملة موسمية، بل انعكاس لرؤية عصرية ترى في العطاء وسيلة لتطوير المجتمعات العالمية، حيث يبرز دور الإمارات الرائد في تحقيق التغيير وتمكين الإنسان عبر حراك خيري هو الأكبر من نوعه في العالم.