أمراض اللثة: هل يمكن أن تكون مؤشراً مبكراً على مرض السكري؟

تؤثر أمراض اللثة بشكل كبير على صحة الفم وتُعد من أكثر الحالات انتشارًا عالميًا، إلا أن ارتباطها الوثيق بمرض السكري يبرز جرس إنذار قويًا للملايين. التهاب اللثة الناتج عن تراكم البلاك قد يتفاقم بشكل كبير لدى مرضى السكري، مسببًا مضاعفات تؤثر على صحتهم العامة. في هذا التقرير، نستعرض كيف يؤثر السكري على اللثة، ودور العناية بصحة الفم في الحماية من هذه المضاعفات.

أمراض اللثة وحالة ما قبل السكري: علاقة التأثير المتبادل

تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من ما يُعرف بحالة ما قبل السكري يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض اللثة. على الجانب الآخر، يمكن لهذه الأمراض أن تؤثر بدورها على تطور مرض السكري. يُسبب التهاب اللثة في جميع مراحله زيادة الالتهابات المزمنة في الجسم، مما يُفاقم مقاومة الإنسولين ويزيد من احتمالية تقدم الحالة إلى سكري من النوع الثاني.

وفقًا للإحصائيات الطبية الحديثة، فإن ما يقرب من 50-70٪ من مرضى السكري يعانون من أمراض اللثة بدرجات متفاوتة، مما يؤكد أهمية الوقاية المبكرة والحذر.

كيف يُعرّض السكري صحة الفم للخطر؟

مرض السكري يؤدي إلى ضعف المناعة، مما يجعل الجسم أقل قدرة على مقاومة العدوى، بما في ذلك تلك التي تؤثر على اللثة. ارتفاع مستويات السكر في الدم يُعزز بيئة نمو البكتيريا في الفم، مما يزيد من تراكم البلاك وبالتالي يزيد من مخاطر أمراض اللثة. إذا تُركت هذه الحالات دون علاج، قد تتطور إلى فقدان في الأسنان وتفاقم في مضاعفات السكري.

لزيادة فهم هذه العلاقة، كشفت إحدى الدراسات أن مرضى السكري غير المسيطر عليه لديهم فرصة أعلى بنسبة 22٪ للإصابة بالتهاب دواعم الأسنان الحاد، مما يؤثر بشكل مباشر على استقرار مستويات السكر في الدم.

الحفاظ على نظافة الفم وتنظيم السكر في الدم

لإدارة هذه العلاقة المعقدة بين أمراض اللثة والسكري، يتوجب على المرضى الالتزام بعادات صحية يومية تشمل:

  • تفريش الأسنان مرتين يوميًا باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلوريد.
  • استخدام خيط الأسنان بشكل منتظم لتقليل تراكم البلاك.
  • زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري لمتابعة صحة الفم.
  • الإبقاء على مستويات السكر في الدم تحت السيطرة من خلال التغذية السليمة والأدوية الموصوفة.

وفي النهاية، تظهر الأدلة العلمية أن الاهتمام بصحة الفم لا يعزز فقط صحة الأسنان واللثة، بل يلعب أيضًا دورًا مهمًا في تحسين إدارة مرض السكري وتقليل مضاعفاته.