ترميم مواقع تاريخية وأثرية في ولاية السويق ضمن مشاريع وزارة التراث والسياحة

تواصل وزارة التراث والسياحة بسلطنة عُمان جهودها في صيانة وترميم المواقع التاريخية في ولاية السويق بمحافظة شمال الباطنة، في خطوة حثيثة لحماية الإرث الثقافي والتاريخي الغني للبلاد وتعزيز السياحة الداخلية. تشمل المشاريع الحالية ترميم سور المغابشة وسور آل هلال، وهي معالم تحمل عبق التاريخ وتبرز جمال الهندسة المعمارية العُمانية.

مشاريع ترميم تراثية تعيد الحياة لسور المغابشة

سور المغابشة، الذي يعود تاريخه إلى عهد السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي في القرن التاسع عشر، يخضع حاليًا لمشروع ترميم مكثف بقيادة وزارة التراث والسياحة. يتميز السور بتصميم قلعة مستطيلة بطول 45 مترًا وعرض 44 مترًا ويحتوي على أربعة أبراج أسطوانية تضم ثلاثة طوابق لكل برج. اكتملت عمليات الصيانة الأساسية، وشملت إعادة تأهيل الأبراج والمكونات الداخلية، مما يعزز من جاذبية الموقع كوجهة سياحية رئيسية.

إلى جانب الأهمية التاريخية، تسعى الوزارة إلى إعادة الحياة لهذه المعالم لتكون بمثابة نقطة جذب سياحي وتسهم في توثيق التراث العماني الفريد، حيث توفر تجربة استثنائية للزوار عبر استكشاف تفاصيل المعمار والتاريخ.

سور آل هلال: ترميم الماضي لإحياء المستقبل

يُعتبر سور آل هلال مثالًا آخر على المعالم التاريخية التي تخضع للترميم، وهو يعود للقرن الثالث عشر هجري (التاسع عشر ميلادي). يتميز هذا المبنى بمخططه المربع ومدخله المزود بطابقين للحراسة، بالإضافة إلى وجود مدفعين كبيرين تعكسان الطابع الدفاعي للهندسة العمانية. تُرَكّز عمليات الترميم الحالية على إصلاح الأسوار والأبراج المتدهورة، مع توقعات عالية بالانتهاء من الأعمال خلال العام الجاري.

تؤكد الوزارة أن هذه الإجراءات لا تسهم فقط في الحفاظ على التاريخ، وإنما تُعزز أيضًا من تجارب الزوار وتهيئتها لتبني مشاريع سياحية مستقبلية قائمة على هذا التراث الفريد.

تأثير الترميم على السياحة والهوية الثقافية

تعتبر مشاريع ترميم سور المغابشة وسور آل هلال جزءًا من رؤية استراتيجية تهدف إلى تنشيط قطاع السياحة في عُمان وتعريف الأجيال القادمة بالإرث الثقافي. تعمل هذه الجهود أيضًا على تعزيز الهوية الوطنية عبر إحياء المواقع التراثية، التي تُشَكِّل ركيزة أساسية لتاريخ البلاد.

تُساهم القلاع والحصون العُمانية، التي تشهد اهتمام الوزارة، في جذب السياح بفضل قيمتها التاريخية والجمالية، حيث يعتمد قطاع السياحة في سلطنة عمان بشكل كبير على إحياء مثل هذه المعالم البارزة. وتشير البيانات إلى أن نسبة الإقبال على المناطق التراثية تزداد سنويًا، ما يعكس نجاح هذه الجهود في رفع الوعي الثقافي وتعزيز الربط التاريخي للأجيال.