الهربس.. فيروس صامت يبقى مختبئًا في الجسم لسنوات طويلة وفقًا لمجدي بدران

فيروس الهربس، ذلك الزائر الصامت الذي يبقى كامنًا في الجسم لفترات طويلة دون ظهور أي علامات، قد يعود فجأة ليشكل مصدر إزعاج وألم عند كثير من الأفراد. الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، صرح بأن فيروس الهربس البسيط يمكن أن يستقر في العقد العصبية، ويبقى غير نشط حتى تتم تنشيطه مجددًا بفعل عوامل تؤثر سلبًا على الجهاز المناعي، مثل التوتر أو ضعف المناعة، ليعيد الظهور على شكل تقرحات جلدية مؤلمة.

كيف يبقى الهربس كامنًا في الجسم لفترات طويلة؟

فيروس الهربس معروف بقدرته على البقاء غير نشط في الجسم لفترات طويلة تمتد لشهور أو حتى سنوات بعد الإصابة الأولية. وأوضح الدكتور مجدي بدران أن الفيروس يستوطن العقد العصبية القريبة من المناطق المصابة، ويبقى هناك في حالة خمول حتى يتم تحفيزه لعوامل مختلفة. إليك أهم العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى إعادة تنشيط الفيروس:

  • الإجهاد النفسي والتوتر: ضعف الجهاز المناعي الناتج عن الضغط العصبي يجعل الجسم عرضة لعودة نشاط الفيروس.
  • التغيرات الهرمونية: تحدث مثل هذه التغيرات أثناء الدورة الشهرية أو الحمل، ما يساهم في تنشيط الفيروس.
  • التعرض للشمس لفترات طويلة: الأشعة فوق البنفسجية قد تؤدي إلى عودة الهربس الفموي.
  • الأمراض المزمنة أو الأدوية المثبطة للمناعة: مثل العلاج الكيميائي أو الكورتيزون.
  • قلة النوم والإرهاق الجسدي: نقص الراحة يضعف مقاومة الفيروس داخل الجسم.

تظهر هذه العوامل بوضوح أن تعزيز المناعة وتحسين نمط الحياة يمكن أن يساعد في تقليل خطر تنشيط الفيروس وظهور الأعراض مجددًا.

طرق الوقاية من فيروس الهربس وتقليل تكرار النوبات

للحد من احتمالية تكرار الإصابة بتقرحات الهربس، شدد الدكتور بدران على أهمية تقوية الجهاز المناعي من خلال هذه الخطوات:

  1. الحرص على التغذية المتوازنة الغنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم.
  2. ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين كفاءة الجهاز المناعي.
  3. الحصول على فترات نوم كافية للحد من الإجهاد الجسدي.
  4. استخدام واقي الشمس المناسب للبشرة، خاصة إذا كنت عرضة للهربس الفموي.
  5. تجنب التوتر وممارسة تمارين الاسترخاء كاليوغا أو التأمل.
  6. عند الإصابة المتكررة بشكل مزعج، يمكن استخدام الأدوية المضادة للفيروسات تحت إشراف طبي.

اتباع هذه الخطوات يساعد في منع تفاقم المشكلة، خاصة للأشخاص المعرضين للإصابة المستمرة.

الهربس عند الأطفال والرضع: ما بين العدوى والمضاعفات

الهربس ليس فقط عدوى شائعة بين البالغين، بل يمكن أن يصيب الرضع والأطفال، خاصة الهربس الفموي الذي ينتقل غالبًا عبر التقبيل أو استخدام الأدوات الشخصية المشتركة. وأشار الدكتور بدران إلى أن الهربس التناسلي عند الأم قد ينتقل إلى الطفل أثناء الولادة، مما يشكل خطرًا صحيًا كبيرًا قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل التهاب الدماغ.

الأعراض الشائعة لعدوى الهربس عند الأطفال:

  • تقرحات أو بثور تظهر حول الفم أو العينين.
  • احمرار وتورم اللثة يصاحبه ألم عند تناول الطعام.
  • ارتفاع درجة الحرارة وحدوث خمول.
  • في الحالات الشديدة، قد تظهر نوبات تشنجية وصعوبات في التنفس.

أهمية الوقاية تبرز بشكل خاص عند التعامل مع الأطفال والرضع، حيث ينصح بالابتعاد عن تقبيل الطفل عند ظهور قرح الهربس، والحرص على غسل اليدين جيدًا قبل ملامسة الرضيع.

الهربس ليس مجرد تقرحات مزعجة، بل هو فيروس قد يبقى نشطًا داخليًا على مدار العمر. لذلك، الوقاية وتقوية المناعة هما أولى الخطوات للحفاظ على صحة الجسم والحد من تأثيرات هذا الفيروس.