عيار 21 يسجل زيادة قياسية بارتفاع 560 جنيهًا منذ بداية يناير

شهدت أسعار الذهب في مصر ارتفاعًا ملحوظًا خلال عام 2025، حيث قفز سعر جرام الذهب عيار 21، وهو الأكثر تداولاً في السوق المحلي، من 3720 جنيهًا في بداية العام إلى 4280 جنيهًا حاليًا، مسجلاً زيادة بنسبة 15.02%. هذا الصعود اللافت يعكس التغيرات في السوق العالمية وسط اضطرابات اقتصادية وجيوسياسية دفعت المستثمرين للتوجه نحو المعدن الثمين كملاذ آمن.

الأسباب العالمية وراء ارتفاع أسعار الذهب في مصر

جاءت الزيادة في أسعار الذهب في مصر بالتزامن مع موجة ارتفاع عالمية مدفوعة بعدة عوامل مؤثرة. أبرز هذه العوامل تشمل التصاعد الجيوسياسي في عدة مناطق حول العالم، والتوترات التجارية المستمرة، بما في ذلك السياسات الاقتصادية التي قادها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الشركاء التجاريين للولايات المتحدة. هذه التطورات دفعت المستثمرين للتحوط ضد المخاطر الاقتصادية باللجوء إلى الذهب.

على الصعيد العالمي، ارتفعت أسعار الذهب منذ بداية هذا العام بنسبة 15.2%، حيث تجاوزت أونصة الذهب حاجز 3000 دولار مؤخرًا، مسجلة بذلك زيادة إضافية بـ 5.9% خلال الشهرين الماضيين فقط. هذه القفزات السعرية عكست رؤية المستثمرين بأن الذهب يظل خيارًا مؤمنًا في أوقات التقلبات الاقتصادية.

توقعات باستمرار زيادة أسعار الذهب في مصر

وفقًا لتصريحات إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة في اتحاد الصناعات المصرية، من المتوقع أن تستمر أسعار الذهب في الصعود خلال الأشهر المقبلة. المحللون في المؤسسات المالية الدولية أشاروا إلى احتمالية تجاوز سعر أونصة الذهب مستوى 3200 دولار خلال ستة أشهر، ما يعزز توجه أسعار الذهب في مصر نحو منحى تصاعدي جديد.

من بين الأسباب التي دعمت هذه التوقعات، تراجع أسعار الفائدة التي أعلنها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي. هذا التخفيض قلل من تكلفة الاحتفاظ بالذهب، ما دفع المستثمرين إلى شرائه بكميات أكبر. يُضاف إلى ذلك الارتفاع القياسي في مشتريات البنوك المركزية العالمية، التي عززت الطلب بفضل سعيها لتنويع احتياطياتها وتقليل الاعتماد على الدولار والعملات الأخرى.

استراتيجيات المستثمرين وسوق الذهب

تلعب البنوك المركزية دورًا رئيسيًا في دعم أسعار الذهب عبر زيادة احتياطياتها من المعدن النفيس وسط حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي. ومع استمرار الاضطرابات الجيوسياسية والسياسات النقدية التحفيزية، يبدو أن الاستثمارات في الذهب ستظل خيارًا استراتيجيًا على المدى الطويل.

وجه واصف نصيحته إلى المستثمرين بمتابعة السوق عن كثب وفهم العوامل المؤثرة على الأسعار عالميًا ومحليًا. وأكد أن الاستثمار في الذهب لا يزال يُعتبر أداة فعّالة للتحوط ضد تقلبات الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل استمرار الأوضاع الراهنة التي تعزز مكانة المعدن النفيس.

هذا التوجه يعزز فرص المستثمرين في تحقيق مكاسب، مع الأخذ بعين الاعتبار أن سوق الذهب يظل متأثرًا بعوامل غير متوقعة، مما يتطلب متابعة دقيقة للأحداث الاقتصادية والجيوسياسية العالمية.