الذهب في مصر يقفز 560 جنيهاً مع ارتفاع بنسبة 15% مطلع 2025

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً منذ بداية عام 2025، سواء على المستويين المحلي أو العالمي، حيث ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21، الأكثر شيوعاً في السوق المصري، من 3720 جنيهاً إلى 4280 جنيهاً، بنسبة زيادة وصلت إلى 15.02%. يأتي ذلك بالتزامن مع صعود عالمي في أسعار المعدن الثمين، مدفوعاً بتوترات سياسية وتجارية أدت إلى تعزيز دوره كملاذ اقتصادي آمن للمستثمرين.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب لعام 2025

ترجع زيادة أسعار الذهب إلى مجموعة من العوامل المؤثرة على الصعيدين المحلي والعالمي. عالمياً، أدت الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والدول الكبرى، فضلاً عن التوترات الجيوسياسية الحادة، إلى حالة من عدم الثقة في الاستثمار بالعملات والأسهم، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة كالمعدن الأصفر.

على المستوى المحلي، تأثر السوق المصري بتذبذب سعر الصرف وانخفاض قيمة العملة المحلية، مما زاد من تكلفة استيراد الذهب. كما كان لتزايد مشتريات البنوك المركزية العالمية من الذهب دور في تعزيز الطلب، حيث تسعى هذه المؤسسات إلى تنويع احتياطياتها وتقليل الاعتماد على العملات الأجنبية في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة.

أسعار الذهب عالمياً: مستوى قياسي جديد

لا تقتصر موجة الصعود على السوق المحلية فقط، بل امتدت إلى الأسواق العالمية، حيث وصلت أونصة الذهب إلى حاجز الـ3000 دولار، مسجلة ارتفاعاً نسبته 15.2% منذ بداية العام و5.9% منذ شهر مارس فقط. وتشير التوقعات إلى احتمالية صعود الأسعار مجدداً لتتجاوز 3200 دولار للأونصة خلال الأشهر الستة المقبلة، وفقاً لتحليلات خبراء السوق.

المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي العالمي بالإضافة إلى تخفيف السياسات النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي، ساهما في تقليل تكلفة الاحتفاظ بالذهب، مما عزز الطلب على المعدن الأصفر ودفع الأسعار للارتفاع.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

وفقاً لتصريحات رئيس شعبة الذهب إيهاب واصف، فإن العوامل الاقتصادية الراهنة بما في ذلك التوترات الدولية وتخفيف السياسة النقدية، تحمل إشارات صريحة على أن أسعار الذهب مرشحة للصعود المستمر. ويؤكد واصف أن استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي ستدفع المستثمرين إلى اللجوء للذهب كخيار استثماري استراتيجي.

ولتوضيح تأثير هذه المعطيات، فإنه من المتوقع أن تزداد مشتريات البنوك المركزية العالمية من الذهب، إضافة إلى ارتفاع الطلب الاستثماري عليه، ما يجعل التنبؤ بمزيد من المكاسب لصالح المعدن الأصفر أمراً مرجحاً.

من المهم للمستثمرين متابعة السوق العالمية ومحاولة استثمار الفرص المواتية بعناية، في ظل التغيرات الاقتصادية والسياسية المتسارعة. يبقى الذهب خياراً آمناً للاستثمار، خصوصاً في فترات الأزمات وعدم الاستقرار.