رأس الخيمة تستهدف بناء مدينة صديقة للبيئة بنموذج مبتكر ومستدام.

في خطوة تعزز مكانتها كمدينة مستدامة وصديقة للبيئة، تقود إمارة رأس الخيمة مسيرة تحويلية نحو تبني معايير المدن الخضراء وتجسيد رؤية قيادتها الطموحة. جاء ذلك بفضل مشاريع مبنية على تطوير البنية التحتية المستدامة وتحقيق كفاءة في استخدام الطاقة، من خلال برنامج “بارجيل”، الذي يمثل نقطة انطلاق نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وينسجم مع استراتيجية الطاقة المتجددة لكفاءة المياه والطاقة 2040.

رأس الخيمة: نموذج ريادي للمدن الصديقة للبيئة

يشير منذر بن شكر الزعابي، المدير العام لبلدية رأس الخيمة، إلى الإنجازات التي حققتها الإمارة في التحول نحو المدن الصديقة للبيئة، حيث تم تسجيل أكثر من 9000 مبنى جاري إنشاؤها وفق معايير “بارجيل”، بينما تم تحديث 300 مبنى خلال الفترة الماضية، شملت منشآت حيوية مثل المستشفيات والمدارس والمساجد. ووفقًا للإحصائيات الصادرة في عام 2023، نجحت هذه الجهود في توفير 40 غيغاوات/ساعة من الكهرباء، و400 ألف متر مكعب من المياه، وهو ما يعكس التركيز على تقليل استهلاك الموارد وتقليل البصمة الكربونية.

ويتجلى دور هذه المبادرات في تحسين حياة السكان وتعزيز مكانة رأس الخيمة كوجهة استثمارية للمشاريع المستدامة، حيث شهدت الإمارة ازدهاراً في عدد السكان واستقطاب الشركات العالمية للكوادر الماهرة، مما يرسخ مكانتها كمدينة متكاملة للعيش والعمل.

برنامج بارجيل: خطوات ملموسة نحو الاستدامة

برنامج “بارجيل” هو العمود الفقري لاستراتيجية التحول إلى المباني الخضراء في رأس الخيمة. يعتمد البرنامج على مبادئ تشمل تحسين العزل الحراري، استخدام أنظمة تكييف موفرة للطاقة، وإضاءة فعالة تقلل من استهلاك الكهرباء بنسبة تصل إلى 30%. ونتيجة لذلك، انخفضت تكاليف تشغيل المباني وارتفعت قيمتها الإيجارية بفعل هذه التحسينات.

لم تطل تأثيرات “بارجيل” القطاع السكني فقط، بل امتدت لتغطية منظومة شاملة تشمل تحديث المنشآت العامة والتجارية والخاصة. وتمثل التكلفة الأولية التي يتطلبها الالتزام بالبرنامج استثماراً فعّالاً، حيث يسترد الملاك هذه التكاليف خلال فترة قصيرة تتراوح بين 4 إلى 7 سنوات.

حلول مبتكرة لتحقيق كفاءة الطاقة والمياه

في إطار تعزيز كفاءة الموارد، تتبنى رأس الخيمة عدة برامج متكاملة منها:

  • تحسين كفاءة إنارة الطرق بتحويل جميع المصابيح إلى أنظمة “LED” الموفرة للطاقة.
  • إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة للري، مما يقلل من استهلاك مياه الشرب المخصصة للاستخدامات الحيوية.
  • تنفيذ مبادرة “منزلي”، التي توفر تقييمًا مجانيًا للمنازل وتوصيات لترشيد استهلاك الطاقة والمياه.

في عام 2024، أطلقت رأس الخيمة برنامجاً لتوسعة شبكة الإنارة الحديثة لتشمل 100 كيلومتر جديدة، مما يعزز من فاعلية الاستخدام المستدام للطاقة. إضافة إلى ذلك، تستمر الإمارة في مراقبة استهلاك الطاقة وتحسين الأداء التشغيلي للمباني للحفاظ على استدامة الفوائد المحققة.

من خلال هذه المشاريع والمبادرات، تظل رأس الخيمة على المسار الصحيح لجعلها نموذجاً رائداً في المدن الذكية والمستدامة، مما يعزز من مكانتها عربياً وعالمياً كوجهة متميزة للعمل والعيش والزيارة.