ماليزيا تشدد الرقابة على رقائق إنفيديا استجابة للضغوط الأمريكية المتزايدة

ماليزيا تتخذ خطوات مشددة لضمان الاستخدام القانوني لرقائق “إنفيديا” المتطورة. جاء ذلك بعد طلب الولايات المتحدة بتكثيف الرقابة على حركة أشباه الموصلات التي تُستورد إلى ماليزيا. الإجراء يأتي وسط جهود حثيثة لضمان عدم تحويل هذه الرقائق إلى الصين، التي تواجه قيودًا أمريكية بشأن الحصول على هذه التكنولوجيا.

التوترات التجارية تزيد القيود على رقائق “إنفيديا” في ماليزيا

أعلن وزير الاستثمار والتجارة والصناعة الماليزي، ظفر الله عبد العزيز، أن بلاده ستشدد مراقبتها على واردات رقائق “إنفيديا” الأمريكية. وقد جاءت هذه الخطوة استجابة لضغوط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تسعى للحد من وصول التكنولوجيا الأمريكية المتطورة إلى الصين. وفي تصريح لصحيفة “فاينانشال تايمز”، أوضح الوزير أن الإجراءات الجديدة تهدف إلى ضمان وصول الخوادم المجهزة بتلك الرقائق إلى مراكز البيانات المحددة، ومنع إعادة تصديرها إلى جهات غير قانونية.

الأهمية الاستراتيجية لهذه الرقابة تعود إلى الدور الحاسم الذي تلعبه رقائق “إنفيديا” في الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، وهي مجالات حساسة في النزاع الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين. ويشير الخبراء إلى أن الحفاظ على هذه التكنولوجيا ضمن الحدود القانونية يعد جزءًا من المنافسة الجيوسياسية التي تؤثر على صناعة التكنولوجيا العالمية.

قضايا قانونية تتعلق برقائق “إنفيديا” في سنغافورة وماليزيا

انخرطت السلطات السنغافورية والماليزية في تحقيقات مكثفة حول الوجهة النهائية لشحنات تحتوي على رقائق “إنفيديا”. وكشفت التحقيقات السنغافورية عن اتهام ثلاثة أشخاص بتضليل شركات التكنولوجيا مثل “ديل تكنولوجيز” و”سوبر ميكرو كمبيوتر” حول المستخدم النهائي للأجهزة، ما أثار الشكوك بشأن دور هذه الرقائق في تحايلات تجارية.

من ناحية أخرى، أعلنت السلطات الماليزية أنها لم تجد أي أدلة على عمليات احتيال في ما يتعلق برقائق “إنفيديا” القادمة من سنغافورة، إلا أنها أكدت التزامها بالتعاون مع شركائها الدوليين لضمان شفافية عمليات الاستيراد وامتثالها للمعايير القانونية.

التعاون الإقليمي لضمان عدم إساءة استخدام رقائق “إنفيديا”

تشير المصادر إلى تعهد ماليزيا بتعزيز تعاونها مع كل من الولايات المتحدة وسنغافورة، لضمان إدارة أكثر شفافية وسلامة لعمليات استيراد وتصدير التكنولوجيا المتقدمة. وتعكس تلك الجهود الرغبة الإقليمية في الحفاظ على الشراكات التجارية طويلة الأمد، مع تفادي أي عقوبات محتملة أو أضرار قد تلحق بالسمعة الدولية.

وفي سياق مشابه، تعد ماليزيا مركزًا إقليميًا متناميًا لتكنولوجيا المعلومات، ما يجعلها في وضع حساس تجاه الضغوط الدولية. لضمان الامتثال، يمكن أن تدخل مبادرات جديدة مثل تحسين أنظمة التتبع الرقمي وضمان الترخيص المسبق لواردات التكنولوجيا المتطورة.

إن تشديد الرقابة على رقائق “إنفيديا” ليس سوى فصل جديد في النزاع التقني الصيني-الأمريكي، حيث تلعب دول جنوب شرق آسيا بما فيها ماليزيا وسنغافورة أدوارًا محورية في تشكيل مسار هذه المنافسة العالمية على التكنولوجيا.