إدمان تطبيقات التواصل الاجتماعي: دراسة تكشف ارتفاع معدلاته بين المراهقين بشكل خطير

أظهرت دراسة ألمانية حديثة أن معدلات إدمان تطبيقات التواصل الاجتماعي، مثل “تيك توك”، بين المراهقين في تزايد مقلق، حيث يعاني 4.7% منهم من الإدمان الرقمي، بينما يظهر أكثر من ربع المراهقين استخدامًا خطيرًا لهذه المنصات. الدراسة، التي أجراها المركز الألماني لأبحاث الإدمان بالتعاون مع شركة التأمين الصحي “DAK”، تسلط الضوء على تأثير هذه التطبيقات في الصحة العقلية والاجتماعية للشباب، محذرة من “تسونامي اضطرابات الإدمان” الذي يلوح في الأفق.

تحذيرات جديدة حول إدمان تطبيقات التواصل الاجتماعي

كشف التقرير، الصادر عن المركز الألماني لحالات الإدمان، أن استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي يشهد انتشارًا واسعًا بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عامًا. وأفادت الدراسة بأن 4.7% من هؤلاء المراهقين يعانون من إدمان رقمي حاد، نتيجة استخدام التطبيقات وفق آلية “نظام المكافأة في الدماغ”، التي تحفز إفراز هرمون الدوبامين المسؤول عن الشعور بالسعادة. هذا التحفيز المستمر يُبقي المستخدمين متصلين بالتطبيقات لساعات طويلة، مما يؤدي إلى عواقب تشمل الانعزال الاجتماعي والخلافات الأسرية وتراجع الأداء التعليمي.

وأشار الدكتور راينر توماسيوس، المدير الطبي للمركز، بأنه يُنظر إلى هذا الإدمان كمشكلة كبيرة تعكس خللًا في سلوكيات الشباب الإعلامية. ووصف الأمر كأنه “موجة تسونامي قادمة”، مبرزًا الحاجة إلى التعامل الجاد مع هذه الظاهرة.

نتائج صادمة حول إدمان وسائل التواصل الاجتماعي

وفقًا للدراسة، فإن الأولاد أكثر عرضة للإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يستوفي 6% منهم المعايير المرتبطة بالاستخدام المرضي، مقابل 3.2% فقط من الفتيات. وتتضمن التأثيرات السلبية لهذا الإدمان:

  1. إهمال التعليم: يؤدي الإدمان إلى تراجع التحصيل الأكاديمي، وأحيانًا يؤدي إلى الرسوب.
  2. العزلة الاجتماعية: يميل المراهقون المدمنون إلى الابتعاد عن الأنشطة الترفيهية والعائلة.
  3. زيادة الصراعات الأسرية: تظهر توترات ملحوظة بين المراهقين وأسرهم بسبب سوء إدارة الوقت المتعلق باستخدام الأجهزة الذكية.

وأظهر الباحثون أن الوقت المستهلك على هذه التطبيقات غالبًا ما يكون على حساب الأنشطة الأخرى المهمة في حياة المراهقين.

كيف تؤدي تطبيقات التواصل الاجتماعي إلى الإدمان؟

تستخدم هذه التطبيقات أساليب ذكية تعتمد على آلية “نظام المكافأة”، حيث يتم تحفيز الدماغ لإفراز الدوبامين مع كل تفاعل جديد، مثل الإعجابات أو التعليقات. ومع الوقت، قد يفقد المستخدم السيطرة على عاداته الرقمية، ما يدفعه للاستمرار في التفاعل رغم التأثير السلبي على حياته الشخصية والتحصيل العلمي.

إن تأثيرات الإدمان ليست مجرد أرقام في دراسة علمية؛ بل هي أزمة اجتماعية تتطلب معالجة شاملة حفاظًا على مستقبل الأجيال الناشئة. ومن المهم تكثيف التوعية حول مخاطر هذا الإدمان وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمراهقين المتضررين.