ساب تتصدر قائمة الشركات الأعلى قيمة في أوروبا لعام 2023

شركة “ساب” الألمانية تتصدر قائمة الشركات الأوروبية الأعلى قيمة

في تحول لافت جذب الأنظار في عالم الأعمال، أصبحت شركة “ساب” الألمانية للبرمجيات أكبر شركة من حيث القيمة السوقية في أوروبا، متخطية شركة الأدوية الدنماركية “نوفو نورديسك”. ووصلت القيمة السوقية لـ “ساب”، التي يقع مقرها بمدينة فالدورف، إلى 314 مليار يورو، متجاوزة “نوفو نورديسك” التي استقرت قيمتها عند 310 مليارات يورو. ويعزى هذا النجاح إلى التطور في استراتيجيتها بمجال الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، مقابل تراجع الأداء النسبي لمنافستها الدنماركية.

استراتيجية الحوسبة السحابية تدفع “ساب” إلى القمة

شهدت شركة “ساب” الألمانية تعافيًا ملحوظًا في أسهمها خلال الآونة الأخيرة، حيث استفادت من استراتيجيتها الحديثة التي ركزت على الحوسبة السحابية. هذا التحول من بيع تراخيص البرمجيات بشكل تقليدي إلى نموذج يعتمد على التأجير السحابي ساعد الشركة على تحقيق مكانتها الرائدة. بالإضافة إلى ذلك، قدمت الشركة دفعة إضافية لأرباحها عبر الاستثمار المؤثر في مجالات الذكاء الاصطناعي، مما عزز من قدرتها على البقاء في طليعة قطاع التقنية العالمي.

على الصعيد الدولي، أصبحت الشركات التقنية بشكل عام أكثر تأثيرًا على الأسواق. وإذا نظرنا تحديدًا إلى ألمانيا، تُعتبر “ساب” إحدى أهم ثلاث شركات ألمانية حافظت على مكانة بارزة ضمن أكبر 100 شركة عالمية من حيث القيمة السوقية، مما يبرز أهميتها في ساحة الأعمال.

“نوفو نورديسك” تواجه تحديات كبيرة

على الجانب الآخر، تراجع سهم شركة “نوفو نورديسك” بشكل ملحوظ منذ أن وصل إلى أعلى مستوياته في يونيو 2024. وقد خسر نصف قيمته بسبب عدة عوامل، أبرزها المنافسة الشرسة في سوق أدوية التخسيس، خصوصًا المنتجات القائمة على “جي إل بي 1″، مما أدى إلى دخول أطراف جديدة تنافس بقوة في هذا المجال.

أضافت خسائر “نوفو نورديسك” فشلها في تحقيق بعض التوقعات العالية المتعلقة بدراسات منتجاتها الجديدة لإنقاص الوزن، مما أثر على ثقة المستثمرين. ورغم التحديات، لا تزال الشركة تحتفظ بمكانتها ضمن الشركات الكبرى في أوروبا.

سيطرة أمريكية واضحة على التصنيفات العالمية

بالمقارنة مع الأسواق الدولية، تهيمن الشركات الأمريكية على المشهد المالي العالمي، حيث ضمت قائمة أكبر 100 شركة قيمة في العالم لعام 2024 حوالي 62 شركة أمريكية، وفقًا لتقرير شركة “إرنست أند يونج”. بينما ظهرت ثلاث شركات ألمانية فقط في القائمة، وهي “ساب”، “سيمنس”، و”دويتشه تيليكوم”.

يُظهر هذا التصنيف الفارق الكبير في النفوذ المالي، حيث تستمر الولايات المتحدة في الاحتفاظ بالصدارة، بينما تحاول أوروبا ودول أخرى تعزيز وجودها عبر الابتكار وتحقيق توازن استراتيجي داخل أسواق المال العالمية.

الانتقال الكبير الذي حققته “ساب” يُعتبر خطوة ملهمة لتوسيع دور الشركات التقنية الأوروبية، مع توقعات باستمرار المنافسة الحادة على قمة السوق الأوروبي.