عبد الحميد زوبا: سر نجاح المدرب الجزائري وتألقه في الدوري الليبي

مدرسة التدريب الجزائرية تعود للتألق في الدوري الليبي

لطالما شكّلت مدرسة التدريب الجزائرية ركيزة أساسية للعديد من أندية الدوري الليبي الممتد عمره لأكثر من ستة عقود، حيث اعتمدت الأندية عليها لتحقيق أهداف متنوعة بين المنافسة على الألقاب وبناء فرق واعدة. وفي خطوة تعيد التعاون التاريخي، عيّن نادي الأخضر الليبي المدرب الجزائري رضا بن دريس خلفًا للتونسي أنيس الباز، مما يبرز مرة أخرى الدور الكبير الذي لعبه المدرب الجزائري في تطور الرياضة الليبية منذ السبعينيات.

عبد الحميد زوبا: أسطورة التدريب الجزائري في ليبيا

يُعتبر عبد الحميد زوبا أحد أبرز المدربين الجزائريين الذين تركوا بصمتهم في كرة القدم الليبية. تولى زوبا مهمة تدريب نادي الأخضر الليبي بمدينة البيضاء عام 1977، حيث قام بتشكيل فريق قوي ترك انطباعًا مميزًا في الدوري الليبي بحلول عام 1979. وعلى الرغم من عدم تحقيقه أي ألقاب مع الفريق، إلا أن عمله كان بمثابة حجر الأساس لجيل صنع تاريخًا مشرفًا للنادي.

عاد زوبا إلى الملاعب الليبية في مناسبتين، الأولى مع فريق الأهلي بنغازي في تسعينيات القرن الماضي، والثانية مع نادي النصر عام 1998، وخلال هاتين التجربتين ساهم في اكتشاف لاعبين موهوبين وتطوير الكرة الليبية. ورغم توقف نشاطه في ليبيا بنهاية القرن الماضي، إلا أن إرثه بقي خالدًا كواحد من أهم المدربين الذين أسهموا في بناء كرة القدم الليبية.

كمال لموى يسطر اسمه بأحرف ذهبية في ليبيا

إنجازات المدربين الجزائريين في الدوري الليبي لا تقتصر فقط على زوبا، بل نجد أن كمال لموى أيضًا حقق إنجازات استثنائية. يعد لموى المدرب الجزائري الوحيد الذي تُوّج بلقب الدوري الليبي، حيث قاد نادي الاتحاد إلى تحقيق اللقب في موسمين متتاليين (1989-90 و1990-91) مع سجل مبهر لم يهزمه فيه إلا فريق المروج في مباراة واحدة خلال الموسمين.

إلى جانب لموى، اشتهرت أسماء جزائرية أخرى مثل عبد الحميد كرمالي الذي درب الاتحاد، وسعيد عمارة الذي قاد الأهلي بنغازي، والطيب بوحفص في الأخضر، وحتى علي فرقاني الذي قاد الأهلي طرابلس. ورغم تعدد تجارب المدربين الجزائريين في ليبيا، إلا أن النجاح كان متفاوتًا، وترك البعض بصمات مبهرة بينما عانى آخرون من إخفاقات أدت إلى رحيلهم السريع.

مدرسة التدريب الجزائرية: بين الإضافة والإخفاق

على مر العقود، قدمت مدرسة التدريب الجزائرية للكرة الليبية إسهامات متنوعة تراوحت بين إنجازات تحققت على أرض الواقع وتجارب تهدف إلى بناء أجيال جديدة. بينما أثبت مدربون مثل عبد الحميد زوبا وكمال لموى جدارتهم في الساحات الليبية واحتلوا مكانة تاريخية، عجز آخرون عن تحقيق النتائج المأمولة، مثل المدربين الذين قادوا فرقهم لفترات قصيرة دون نتائج تُذكر.

يبقى التعاون بين كرة القدم الجزائرية والليبية شاهدًا على أهمية تبادل الخبرات بين الدول العربية، حيث أسهمت المواهب الجزائرية في بناء فرق قادرة على المنافسة وصناعة أمجاد الكرة الليبية بشكل دائم أو مؤقت.