وزير خارجية إسرائيل: الإفراج عن المحتجزين بغزة قد ينهي الحرب غدًا

في تصريحات تحمل أبعادًا سياسية وأمنية كبيرة، صرّح وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بأن الحرب مع قطاع غزة يمكن أن تتوقف بحلول الغد إذا اتخذت حماس خطوة جريئة بالإفراج عن المحتجزين ووقف العمليات المسلحة. جاءت هذه التصريحات، التي أثارت جدلًا واسعًا، خلال مؤتمر صحفي عقده ساعر مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، مسلطًا الضوء على دور الدبلوماسية في تحقيق الأهداف الإسرائيلية.

تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي حول الحرب مع حماس

أكد وزير الخارجية جدعون ساعر أن إسرائيل تسعى لتحقيق أهدافها ليس فقط عبر العمليات العسكرية، ولكن أيضًا من خلال الوسائل الدبلوماسية، مؤكدًا أن الحرب “ليست أيديولوجيا”. وأضاف أثناء المؤتمر، الذي عقد الاثنين، أن بلاده ستظل منفتحة على الحلول الدبلوماسية إذا أمكن تحقيق الأهداف من خلالها، مشيرًا إلى أنه سيتم اللجوء للقوة فقط في حال استنفاد البدائل الأخرى.

وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أن تحرير المحتجزين في غزة يمثل محور التصعيد الحالي، موضحًا أن الإفراج عنهم يشكل خطوة أساسية لإنهاء الوضع الراهن. يجدر بالذكر أن العلاقات الإسرائيلية-الفلسطينية تشهد في الفترة الحالية واحدة من أكثر مراحلها توترًا، وسط تحذيرات المراقبين من تداعيات التصعيد المستمر على المدنيين في المنطقة.

الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي وأولوياتها

في إطار المؤتمر الصحفي، شدد ساعر على أهمية التعاون مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في مواجهة ما وصفه بـ”التحديات الرئيسية” التي تهدد المنطقة. وشملت تصريحاته الإشارة إلى التحديات التي تمثلها إيران وجماعات مثل الحوثيين وحزب الله وحماس.

بدورها، أكدت كالاس على أهمية تعزيز التعاون الأمني والدبلوماسي بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، مع التركيز على أهمية احترام القوانين الإنسانية الدولية في أي عمليات تجري في الأراضي الفلسطينية. يأتي هذا البيان في ظل تصاعد الانتقادات الدولية ضد العنف الذي يتعرض له المدنيون في غزة.

أبعاد التصريحات الإسرائيليّة وتصعيد الأزمة مع غزة

يرى محللون أن تصريحات جدعون ساعر تعكس رغبة إسرائيل في تحقيق مكاسب سياسية عبر الضغط العسكري والتهديد بالتصعيد، مع تلميحها بترك باب الحوار مفتوحًا. ومع ذلك، يبقى التساؤل قائمًا حول قدرة الأطراف المعنية على التوصل إلى تسوية سريعة في ظل التعقيد الكبير الذي يميز هذا النزاع.

إحصاءات سابقة تشير إلى أن أكثر من مليوني شخص يعيشون في غزة تحت ظروف قاسية جراء الحصار، مع ارتفاع حاد في أعداد الضحايا منذ بدء العمليات الأخيرة. وبينما تبذل جهود دولية لاحتواء الأزمة، يظل مصير المحتجزين الفلسطينيين ورقة صراع حرجة بين الطرفين.

السيناريو المقبل مرهون بمدى جدية المبادرات الدبلوماسية وقبولها من الأطراف المتنازعة، إلا أن الوضع الحالي يعكس تصعيدًا قد تكون له تداعيات واسعة في المستقبل القريب على المستويات الإنسانية والسياسية.