انخفاض أسعار الذهب مع تراجع تهديدات ترامب بفرض الرسوم الجمركية

شهدت أسعار الذهب تراجعاً ملحوظاً يوم الثلاثاء، وذلك في ظل تصريحات أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول الرسوم الجمركية المقترحة وأثرها على الأسواق العالمية. التراجع جاء ليعكس حالة من الانتعاش في شهية المخاطرة لدى المستثمرين بعد إشارات ترامب حول منح استثناءات لبعض الدول من الرسوم. هذا التفاعل الاقتصادي يعيد تسليط الضوء على الذهب كملاذ آمن أمام تقلبات السوق.

تراجع أسعار الذهب وسط تطورات الرسوم الجمركية

سجلت أسعار الذهب انخفاضاً بنسبة 0.1% في التعاملات الفورية، ليصل سعر الأونصة إلى 3010.64 دولاراً بحلول الساعة 02:24 بتوقيت غرينتش. أما العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة فقد استقرت عند 3015.00 دولار. هذا التراجع جاء على خلفية تصريحات ترامب التي أشار فيها إلى أن الرسوم الجمركية على السيارات قد لا تدخل جميعها حيز التنفيذ في الموعد المحدد ببداية أبريل، مما دفع المستثمرين إلى تقليل الاعتماد على الأصول الآمنة مثل الذهب وسط آمال متزايدة باحتمال منح إعفاءات لبعض الدول.
صرح ييب جون رونغ، وهو استراتيجي السوق لدى شركة آي جي، أن "تحسن شهية المخاطرة وتخفيف لهجة التعريفات الجمركية الأمريكية قد ساهم في تحقيق جني بعض الأرباح من الذهب، الذي شهد أداءً قوياً في الفترة الأخيرة".

تأثير السياسة النقدية على أداء الذهب

في سياق مرتبط، أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوسيك، إلى احتمال تحقق تباطؤ في وتيرة التضخم خلال الأشهر المقبلة. وأوضح أنه يتوقع أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة بنسبة ربع نقطة مئوية فقط بحلول نهاية هذا العام. تلك التوجهات النقدية تعتبر مؤشراً هاماً للأسواق، نظراً لأن أسعار الفائدة المنخفضة غالباً ما تدعم الطلب على الذهب، الذي يُعتبر أداة تحوطية فعالة في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.

الذهب بين التحوط والمخاطرة

لطالما ارتبط الذهب بصفته ملاذاً آمناً ضد التقلبات الجيوسياسية والاقتصادية، إلا أن تراجع أسعاره مؤخراً يعكس تحولاً في مزاج الأسواق تجاه الأصول الآمنة. الأسباب وراء هذا التحول متنوعة، ولكن الملفت هو مزيج من السياسات الجمركية الأمريكية والبيانات الاقتصادية العالمية التي تعيد تشكيل ملامح خريطة الاستثمار.
يجدر بالذكر أن الذهب، إلى جانب مكانته كعنصر استثماري هام، يخضع لتأثير عوامل متعددة تشمل:

  • أسعار الفائدة العالمية.
  • السياسات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى.
  • توقعات التضخم وحركة الدولار الأمريكي.

كل هذه العوامل تجعل سوق الذهب ميداناً حافلاً بالتغيرات، ما يستوجب متابعة دقيقة لتطوراته وتأثيرها على استراتيجيات الأسواق العالمية.