بنك كوريا المركزي يطلق تجربة حقيقية للعملة الرقمية في حكاية مصرية

في خطوة جديدة لمواكبة التوجهات العالمية في التكنولوجيا المالية، أعلن البنك المركزي الكوري عن إطلاق مشروع تجريبي يحمل اسم “مشروع نهر هان”، يهدف إلى اختبار استخدام العملات الرقمية في الحياة الواقعية. من المتوقع أن يُحدث هذا المشروع نقلة نوعية في أنظمة الدفع الرقمية، حيث سيتيح لحوالي 100,000 مواطن كوري تجربة المدفوعات باستخدام عملات رقمية رمزية مخصصة. الخطوة تأتي في وقت يشهد فيه العالم اهتمامًا متزايدًا بتطوير الابتكارات النقدية، مع التركيز على تحسين الكفاءة وتقليل التعقيدات الإدارية.

تجربة المستخدم النهائية: مستقبل المدفوعات الرقمية في كوريا الجنوبية

يتضمن مشروع “نهر هان” شراكة بين البنك المركزي الكوري وخمسة من أكبر البنوك في البلاد، من بينها بنوك كوكمين، وشينهان، وهانا، والتي ستوفر للمشاركين حسابات رمزية لشراء السلع والخدمات. تبدأ الفترة التجريبية للمشروع من 1 أبريل حتى 30 يونيو، حيث سيتمكن المستخدمون من امتلاك عملات رقمية تصل قيمتها إلى مليون وون (حوالي 680 دولار أمريكي)، وبحد أقصى خمسة ملايين وون طوال فترة الاختبار.
لضمان سهولة الاستخدام، تتيح المنصة عمليات الشراء عبر الإنترنت وخارجه من خلال مسح رموز QR، وتغطي خدماتها المتاجر المحلية مثل المكتبات ومحلات البقالة والمقاهي. وأكد كيم دونغ سوب، رئيس فريق استراتيجية العملات الرقمية بالبنك المركزي، أن التجربة ستركز على راحة المستخدمين مع تقليل أي تغييرات على خدمات الدفع الحالية.

فوائد العملة الرقمية للبائعين والجمهور: مزايا كبيرة واستخدامات مبتكرة

تمثل العملات الرقمية فرصة هائلة بالنسبة للبائعين والمستهلكين على حد سواء. على سبيل المثال، سيتم تحسين التدفقات النقدية من خلال تسوية المدفوعات الفورية، وتخفيض رسوم العمولات مقارنة بخدمات الدفع التقليدية. ويتيح النظام للمشاركين تجربة تقنيات مبتكرة تمنحهم ميزات إضافية مثل قابلية برمجة المدفوعات لاستهداف استخدامات محددة.

أكدت السلطات المالية في كوريا أن استخدام العملات الرقمية يسمح بإجراء تجارب جوهرية لتقنيات تسوية الدفع، ما يتيح تقليل الإجراءات الروتينية ومكافحة الاحتيال في توزيع المزايا. كما يمكن برمجة المدفوعات بطرق مبتكرة، كالسماح للآباء بتقييد استخدام الأموال لأغراض معينة.

رؤية استراتيجية: دراسة إمكانات العملات الرقمية في المستقبل

تهدف السلطات الكورية من خلال هذا البرنامج إلى فهم إمكانات العملات الرقمية على نطاق أوسع، وبناء قاعدة تقنية قوية لدعم البنوك في تطبيق هذه التقنيات في بيئة آمنة وفعالة. كما أشار كيم إلى أن العملات الرقمية تتيح تطبيقات واسعة مثل تحسين توزيع الإعانات الحكومية وتجربة نظم البرمجة المالية، مما يفتح المجال أمام الحكومات الإقليمية لتوظيف الموارد بشكل أكثر فعالية.

مع نهاية الفترة التجريبية، ستُستخدم النتائج لتقييم مدى جاهزية البنية التحتية في البنوك الوطنية وإمكانية التوسع مستقبلاً، مما سيضع كوريا في طليعة الدول المواكبة للتحول الرقمي في المدفوعات. نجاح التجربة قد يصبح عاملاً حاسمًا في تشكيل مسار الأنظمة المصرفية المستقبلية عالميًا.