الأمم المتحدة: استمرار تقديم المساعدات في غزة والبقاء لدعم السكان

في ظل تصاعد الأحداث المأساوية في قطاع غزة، شددت الأمم المتحدة على التزامها بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين، رغم التحديات الأمنية والتشغيلية التي تواجهها. وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن المنظمة لن تتخلى عن مسؤولياتها رغم قرار تقليص عدد الموظفين الدوليين، مشيراً إلى تأثير هذا القرار المؤقت على جهود الإغاثة الحيوية. وضع حقوق المدنيين في مقدمة الأولويات يبقى هدفاً أساسياً في ظل هذه الأزمة.

الأمم المتحدة تتمسك بمواصلة المساعدات الإنسانية في غزة رغم العقبات

قال ستيفان دوجاريك إن وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة من قبل السلطات الإسرائيلية تجاوز الآن ثلاثة أسابيع، وهو أطول منع من نوعه منذ اندلاع الأزمة في أكتوبر 2023. على الرغم من هذا الوضع الحرج، تؤكد الأمم المتحدة أن الجهود لا تزال مستمرة لضمان إيصال الدعم الحيوي للمدنيين. ويتصدر عمليات التوزيع الميدانية موظفو الأمم المتحدة المحليون الذين يعملون ضمن ظروف وصفها دوجاريك بأنها “شديدة الصعوبة”.

وفي الوقت ذاته، يشير المتحدث إلى أن تقليص عدد الموظفين الدوليين – البالغ 100 موظف – بنسبة الثلث يأتي استجابة للتحديات الأمنية الراهنة في القطاع. هذا الإجراء تم اتخاذه بشكل مؤقت على أمل إمكانية عودة هؤلاء الموظفين في المستقبل القريب.

القصف الإسرائيلي يفاقم الأوضاع ويدفع الأمم المتحدة للمطالبة بالتحقيق

شهد الأسبوع الماضي تصعيداً خطيراً حيث استهدفت الغارات الإسرائيلية مجمعاً للأمم المتحدة في دير البلح، ما أدى إلى استشهاد أحد العاملين في المنظمة الدولية وإصابة ستة آخرين بجروح خطيرة. وأوضح دوجاريك أن القصف نُفذ بواسطة دبابة إسرائيلية، في تصعيد أدانه الأمين العام للأمم المتحدة، داعياً إلى إجراء تحقيق شامل ومستقل.

وأشار إلى أن قتل أو إصابة العاملين في المجال الإنساني يشكل انتهاكاً لحرمة مواقع الأمم المتحدة ويزيد من تعقيد تقديم الخدمات في منطقة تعاني أساساً من أزمة إنسانية متفاقمة. يأتي ذلك بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تزيد من أعداد الضحايا المدنيين وتعوق وصول المساعدات بشدة.

دعوات دولية لاستعادة وقف إطلاق النار وضمان احترام القانون الدولي

دعا المتحدث باسم الأمم المتحدة كافة الأطراف إلى الامتثال الكامل للقانون الدولي وضمان حماية المدنيين وإيصال الإغاثة. كما طالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن ورفع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وحثَّ دوجاريك المجتمع الدولي على التدخل لإنهاء الصراع عبر استخدام الضغوط الدبلوماسية والإجراءات الاقتصادية. وشدد على أهمية استعادة وقف إطلاق النار، والحد من المعاناة الإنسانية المروعة التي تعيشها غزة.

في ظل هذا المشهد القاتم، يبقى التزام الأمم المتحدة بمساعدة المدنيين وتخفيف معاناتهم بارقة أمل تُظهر ضرورة التعاون الدولي لوضع حد للأزمة الإنسانية المتصاعدة.