واشنطن تزيد من هجماتها الجوية على معاقل الحوثيين في صعدة شمال اليمن

في تصعيد لافت للصراع في اليمن، كثفت الولايات المتحدة الأمريكية غاراتها الجوية على مواقع مليشيا الحوثي في محافظة صعدة، شمالي اليمن. تأتي هذه العمليات مع دخول الهجمات يومها العاشر، مستهدفة معاقل الحوثيين الرئيسية. وشملت الغارات استهداف مواقع حيوية مثل ثكنات عسكرية ومخابئ أسلحة، ما يعكس تصميماً أمريكياً على كبح نفوذ المليشيا المدعومة من إيران.

تصعيد الغارات الأمريكية على مواقع الحوثيين بصعدة

نفذت المقاتلات الأمريكية خلال الليلة الماضية سلسلة غارات مكثفة ضد مواقع مليشيا الحوثي في مدينة صعدة وعدد من المديريات المجاورة، بما في ذلك ساقين وكتاف وسحار. وأفادت تقارير إعلامية حوثية أن هذه الغارات بلغت 12 غارة خلال الساعات الماضية، مستهدفة قحزة جنوب شرق صعدة ومواقع أخرى.
وأوضحت منصة “ديفانس لاين”، المختصة بالشؤون العسكرية، أن الأهداف شملت مراكز قيادة ومخازن أسلحة ومنصات لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، ما يظهر دقة العمليات الجوية الأمريكية. هذا التصعيد يأتي في ظل تنامي القلق الدولي من توسع النفوذ الإيراني عبر وكلائها في المنطقة.

الحوثيون يعززون إجراءاتهم الأمنية في صعدة

على خلفية القصف المكثف، سارعت الأجهزة الأمنية التابعة للمليشيا إلى إغلاق المناطق المستهدفة وتعزيز إجراءاتها الأمنية داخل مدينة صعدة والمناطق المحيطة. ووفقاً لمصادر مطلعة، لم تقتصر هذه الإجراءات على مدينة صعدة فقط، بل امتدت إلى مناطق استراتيجية أخرى، مما يشير إلى حالة من الارتباك داخل صفوف المليشيا. يُذكر أن صعدة نالت النصيب الأكبر من العمليات الجوية منذ انطلاق الهجمات الأمريكية في الخامس عشر من الشهر الجاري.

الدلالات وراء استمرار الغارات الأمريكية

تكثيف الغارات الأمريكية في صعدة يعكس مساعٍ واضحة للقضاء على ما تصفه واشنطن بقدرات الحوثيين العسكرية، لا سيما في ظل التقارير عن استغلال المليشيا لهذه المواقع لتطوير الصواريخ والطائرات المسيرة. ومن بين الأسباب التي دفعت لتزايد الغارات:

1. ردع التهديدات المتزايدة للملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
2. التصدي لعمليات تهريب الأسلحة من إيران إلى الحوثيين.
3. دعم الحكومة الشرعية والتحالف العربي في استعادة الاستقرار الإقليمي.

ومع استمرار هذه العمليات، من المتوقع أن تزيد وتيرة الأعمال العسكرية في اليمن، ما يُحتمل أن يؤثر بشكل كبير على موازين القوى في الصراع القائم.

العمليات الحالية تسلط الضوء على استراتيجيات القوة العسكرية والتكتيكية التي تتبعها الولايات المتحدة لفرض ضغوط متزايدة على الحوثيين. مستقبل الصراع اليمني قد يشهد تحولات كبيرة في الأيام المقبلة، خاصة مع استمرار الهجمات الجوية بوتيرتها العالية.